14-11-2018 01:58 PM
بقلم : الدكتورة ردينة بطارسة
سيدي ....من مثلكم ، اليوم وأنتم تكتبون التاريخ المشرف للأمة وتضعون على رأس كل منا ، تاج العزة والفخر والرفعة ، إننا وإذ نقف اليوم نشرئب بجباهنا للعلا ، نعانق بكم القمم ،لا يسعنا إلا أن نبارك لكم ولكل مؤمن ملئت قلبه التقوى ،بنيلكم جائزة الوئام والسلام والمحبة ، التي جاءت ثمرة لعملكم وجهدكم العظيم في ترسيخ مبادىء التوافق والتعايش ، وبإيمانكم بذلك بقولكم " نستطيع أن نصنع مستقبل التعايش الذي تحتاجه الإنسانية بشدة "متجاوزين كل القادة السياسين ،كأول قائد سياسي وعربي ينال جائزة تيمبلتون .
نعم مولاي ، في هذا اليوم المجيد ، يوم ولد والدكم القائد العظيم ، يحاكي فوزكم قوله " إن أكثر ما نحن بحاجة إليه في العالم الحر ، هو أن تتفق أعمالنا مع المبادىء التي تقوم عليها حريتنا " هؤلاء هم بنو هاشم ، يعلمون الأجيال معاني السلام ، يهزمون بنهجهم المبارك قادة الحروب وأصحاب الأسلحة الملوثة بدماء الأبرياء ، يخاطبون العالم بلغة الإنسانية ، هؤلاء هم معلموا مبادىء الإسلام الحق ، إسلام المحبة والصلح والكرامة ، الإسلام الذي جاء يوفق لا يفرق ، إسلام العدالة وصون كرامة الإنسان .
سيدي ،اليوم وأنتم تعبرون بالأردن طريق صعبا أشبه بطريق الإنقاذ من الجحيم إلى الأمان ، لقد إستطعتم بعقلكم المدبر ودبلوماسيتكم الفذة ،حماية الوطن من أصحاب النوايا السوداء ، صنعتم لنا من قسوة الجغرافيا وطن لا يضعف وجيش لا يكتب مصطلح الهزيمة في ملفاته ، يقول جون مولتون عن معتقدات النجاح " إن العقل قادر على أن يصنع من الجحيم نعيما ، ويصنع من النعيم جحيما " وها أنتم اليوم مولاي ، تصنعون لنا النعيم الذي ننشد ، لا نخاف يد الغدر ولا ظلم ظالم ، في ظلكم نبات مطمئني القلوب كل حين ،نصطف خلفكم بعزيمة لا تلين وقلوب لا ترتعب .
سيدي ،إسمحوا لي وأنا بنت عشيرتكم الكبيرة ، مسيحية الدين ، سنية المذهب ، عربية القومية ، هاشمية الولاء ، إسمحوا لي أن أفتخر بوالد عاش لأكثر من ربع قرن في كنف قصركم ، علمنا معنى الصمود من أجل الحق ، علمنا أن على هذه الأرض تنسجون كرامتكم ،كلما رأيناه في بزته العسكرية كنا نطاول الفخار ، نتسابق من أجل لحظات نضع فيها بوريته على روؤسنا الصغيرة واليوم وهو عند الباري عز وجل ، ما زالت تعاليمه تنتزع منا ذات الحمية والوفاء ، لقائد عظيم وراية تعانق المجد.
نبارك لكم سيدي , نبارك للمحبة المنتصرة من خلالكم كل حين ، نبارك لأنفسنا ونعتز بحمل هويتكم ، أطال الله عمركم وأبقاكم ذخر للأمة العربية والإسلامية , تحمون المقدسات وتحنون على كل من إستغاث بكم ، ترتدون بزة القائد وتحتضنون قلب الوالد الذي يفرح لنجاح أبناءه ويحزن إذا أصابهم سوء ,حماكم الله سيدي وأطال عمركم ، نبارك لكم جائزة السلام يا ملك السلام .