15-11-2018 09:46 AM
بقلم : صالح مفلح الطراونه
أخذتني دروب هذا الصباح الى محافظ العقبه الذي لم ألتقي معه حتى حينما كان محافظاً للكرك بحكم أنني لا أجد مبرراً للدخول اليه , لكنني اليوم وحين زيارتي للمحافظة على هامش ( كتاب خط أحمر ) وجدت إنسان يعمل بطريقه عجيبه وملفته الى الأنظار , دخلت من ضمن أربع مراجعين لمكتبه المفتوح لكل أبناء المحافظه وخارجها نعم حتى من خارج المحافظة كان لدية مراجعين , لم أرى غير إبتسامه وقرار مباشر فيما عُرض علية , شخص جاء لقضية إنفصال عائلي أتصل مع مساعده واخبرة بالأمر لأتخاذ إجراء فوري لهذا الشخص وآخر كان يشكوى من مقر يجمع شتات فئة من مجتمعنا تحتاج مساعده , أخذ الملف واتصل بالمساعد وقال أريد منك خلال 12 دقيقه جواباً شافياً لماذا تأخر الإجراء , وآخر لأمور الصحه يستدعي مدير الصحه يناقشة بموضوعية حول تزويده بكشف بكل المصابين بامراض ( القلب والسرطان والسكري ) وسفرهم البعيد لعمان للعلاج لكي يتم علاجهم هنا بالعقبه , يرفع سماعته يتصل مع مكتب وزير الصحه ليرتب معه موعداً لإنهاء مشاكل العقبه الصحيه , ما اعجبني في كل ذلك حواره المنطقي حينما أشار الى أهمية العمل بمرجعية في كل ما يصيب الشخص إذ لا يعقل لموظف الدوله أن يقدح مركزه الوظيفي ويشوة حالة الوضع وهناك من يستطيع ان يسمع منه ويتخذ إجراء له هكذا قالها لموظف في سلك الدوله بالعقبه , قال له اذا نحن أبناء الدوله لم ننصف دولتنا فمن ينصفها من أولئك الذين يشوهون كل نجاحات الوطن صمت الموظف وأدرك انه يتعامل مع رجل فيه من الحكمه ما يؤكد حسن الأختيار لمدينة بحجم العقبة وما تحمل من مكونات جغرافية البعد والسكان , الباشا صالح النصرات لا يعرف إلا الأبتسامه الوادعه بجمال هذا البحر وصدقية أصداف البحر في إختزال جمال التربه التي جاء منها حالماً بمشروع الوطن وحضارته وثقافة الأنسان , أكد أهمية معرفة كل الذين يأخذون العلاج النفسي وحصر الأسماء والرقابة على الأدوية ان تصرف بوصفه لمثل هذه الحالات لكي يبقى المجتمع آمن إلا ممن ابتلاهم الله بذلك , وكان الحرص الأمني بعده الآخر في كل ما يريد له الأنصاف ..
ما بقي إلا انا وهو اهديته كتابي وقال سأقرأ في زاويتي بالمنزل الخطابات فهي توثيق لقيمة ما يجب ان يفعله كل مسؤول بجدار الدوله حين يشير سيد البلاد الى فكره او طريق لخدمة الوطن والمواطن أنصفني حين قال ذلك ودعته وفي قلبي سلاماً من سفر جمع طريقنا بمدينه نحبها ونجل تفاصيل بعدها الأنساني والخدماتي لكل من طرق بابها باحثاً عن ملاذ وعيش كريم ...
وأدركت تماماً أن الأرتقاء بالوطن والذود عن حماه تأتي في إختياراتنا لمن يدير دفة العمل الميداني المباشر مع خدمة الناس , يلملم أوراقه الكثيره ويكتب هنا وهناك ويدون في دفتره ملاحظات المتابعه ويسجل في واجهة المكان عمق النفس الطويل بتجربته العسكرية المثرية في جدار الدولة الأردنيه حين كان عسكرياً صلب العود نقي السريده عسكريته التي احبها من صميم وجدانه الوطني الكبير وزرعت فيه نظام جيشنا المميز في الإداء والجاهزيه والعطاء لكل منظومة الأنسانية والأنسان
ودعته وتركت المحافظة والمكتب ما زال مليء بالمراجعين وقد بلغت الساعه الثانيه ظهراً