15-11-2018 09:56 AM
بقلم : هيثم المومني
سن الأربعين.. قالوا عنه انه سن الحكمة والرشد، وقالوا عنه أيضا انه سن المراهقة المتأخرة، وكلا الصفتين متناقضتين، فبوجود الحكمة والرشد لا يمكن ان يكون هناك سن مراهقة، وانا هنا لن احكم أي المقولتين اصح عن هذا السن، لكن وبما انني بعد أسابيع قليلة سوف ادخل اليوم الأول من عامي الأربعين فإنني متيقن ان الانسان في هذا العمر يكون قد وصل لكم هائل من المعلومات والمعرفة الناتجة عن أربعين سنة من الخبرة والتجارب ودروس الحياة بحلوها ومرها.
سن الأربعين سن المراهقة المتأخرة أو أزمة منتصف العمر -سموها كما شئتم-، لا تصيب الرجال فقط وانما النساء ايضاً في عمر الاربعين. لكن وتيرتها، أكثر عند الرجال، حيث يصف علم النفس هذه المرحلة بأنها حالة من الشعور باليأس والقلق، ونتيجة للنضج الذي وصله الانسان في هذا العمر تجعله غير راض عما حققه في ماضيه. فتثير لديه تفكيرًا عميقًا يستعيد من خلاله ذكريات شبابه، وغالبًا يشعر بالندم وعدم الارتياح إلى ما أنجزه لأنه يعتقد انه كان عليه انجاز أكثر وأفضل من ذلك. ويشير علم النفس ايضاً إلى أن الفراغ العاطفي الذي يشعر به الشخص الأربعيني، وفتور العلاقة الزوجية، من أهم أسباب المراهقة المتأخرة حيث يشعر الرجل أحياناً بعدم الرضا عن علاقته الجنسية مع زوجته، فيبحث عن امرأة تشعره بأنه محور الكون، وتشبع رغباته.
سن الأربعين سن الحكمة والرشد هكذا يقولون لكن عندما تنظر حولك تجد ان بعض الرجال يتصرفون مثل الشخص الذي لم تعلمه الحياة شيئا، ورغم ذلك يظل هذا النوع من الاشخاص قليل جداً، فعلى الاغلب في هذا العمر يغلب طابع الحكمة والرشد على الشخص. وفي هذا العمر تحس بأن الوقت أصبح قصيرا وأضحى غير كاف لشق مسار جديد، ويميل الشخص الى الهدوء والابتعاد عن كل ما يثير المشاكل "ويجلب وجع الراس"، وقدرة التحمل عند الاربعيني لا تعد بنفس القوة التي كانت عليها في السابق.
لعله من المجدي في هذا العمر ان تقنع نفسك بالامتنان للأشياء الجيدة التي تحظى بها، والقرارات الهامة الايجابية التي اتخذتها في حياتك على مدار اربعين عاماً، وكذلك ينبغي الحرص على تقييم الأمور الإيجابية في حياتك وتناسي ونسيان الامور السلبية التي كانت قد حدثت معك، فذلك كفيل بإسعادك. وحاول كذلك حاول التحدث حول القرارات الكبرى التي ستتخذها ومناقشتها مع شخص تثق في نصائحه. فهذا يمكنك من الحصول على وجهة نظر مختلفة قد تكشف لك أمورا لم تكن تراها. عليك كذلك مساءلة مدى واقعية الرغبات والأماني التي تخطط للحصول عليها. ففي هذا العمر سن الحكمة والرشد عليك ان تحقق الكثير التغييرات الناجحة في حياتك لدى تجاوزك عتبة سن الحكمة، لكن احرص فقط على ان تكون الأهداف الجديدة عملية وواقعية وفي المتناول.