17-11-2018 10:27 AM
بقلم : نمر عوده ابو كف
الكاتب نمر عوده ابو كف
يلاحظ أن المجتمع الأردني في الاونه الاخيره يمر بتغيرات وانتكاسات عميقه يتولد عنها وللأسف الشديد تحول كبير في قيم وعادات المجتمع، وهي انتكاسات تخلق واقع من العنف المجتمعي لم يسبق للمجتمع الأردني ان عايشها.ولعل هذه التغيرات والانتكاسات لم تأت من فراغ ،بل كانت نتائج طبيعيه لضغوطات اقتصاديه وماديه وضغوطات نفسيه وضعت الإنسان الأردني بين فكي كماشه .
فمن جهة فأن تسارع وتيرة الحياة ومتطلباتها التي لا ترحم، ومن جهة أخرى التقيد بعادات وتقاليد وتشريعات دينيه تلعب دور الضابط لضبط إيقاع السلوك وتهذيب التصرف بما ينسجم مع أخلاقيات المجتمع. ولعل هذا يقود إلى صراع خفي في سلوكيات الفرد بين نقص واضح في التربيه الدينيه وعادات وتقاليد وبين نافذه هائله مفتوحه على عالم من التحرر يختلف في جوهره وكينونته عن مجتمع يعيش صراع فقدان الهويه .
ان مواقع التواصل الاجتماعي اخذت وللأسف حصة الاسد في إعادة تشكيل الشخصية الاردنيه. وهي وللأسف ساهمت بشكل او بآخر في خلق انفصام في هذه الشخصية ،فبعد أن كنا لا نكاد نسمع عن جريمه اومشاجره أصبحنا لايكاد يمر يوم الا ونسمع او نشاهد جريمة هنا او هناك. والأدهى انها جرائم اما تُرتكب بدم بارد او تكون من البشاعة لدرجة لا يصدقها عقل .
ان الحكومة وللأسف الشديد تساهم بطريقه او بأخرى من خلال سياسات اقتصاديه تخلق واقع ضاغط على الحياة اليوميه للناس من خلال سياسات اقتصاديه تساهم بشكل او بآخر في افقار الناس ودفعهم إلى سلوكيات عنيفه وغير محسوبة النتائج، وليس من الحكمة ان تساهم الحكومة في تأكل الطبقة الوسطى في المجتمع وهي الطبقه الاهم في اي مجتمع.
وعليه فإن الحكومة مدعوة لإعادة النظر في مجمل الممارسات التي انتهجتها الحكومات السابقه وان تتبنى نهج جديد تخلق فيه فرص جديده للشباب وان تركز على مخرجات التعليم وان تستنهض مقدرات المجتمع من خلال مشاريع يكون لها أثر اقتصادي ملموس على حياة الناس وان يكون للقطاع الخاص دور في إدارة واستثمار هذه المشاريع.
وان تبتعد الحكومه عن نظرة الجبايه والنظر إلى جيب المواطن وكأنه بقرة حلوب في حديقتها الخلفيه.