21-11-2018 09:46 AM
بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
الصابرون هم من تجاوزوا اختبار الله تعالى لهم ,بإصرارهم على الايمان ليقينهم به ,وإدراكا لفقه خير الايمان , وان الامور لا تكون إلا بإرادة الله تعالى,وان للفتنة حكمة ينال فضائلها من تجاوزها صابرا بيقين وإقرار انه مملوك لله ,ليفتح الله تعالى فضائله ليقين ايمانه والثبات عليه .......
قال تعالى(الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) ............
وقال تعالى وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) ۞ .
من الادراك بالإيمان بالله غيبيا ,ادراك ان من مقصود الصبر اختبار المؤمن في اشد الاحوال ,وكون الصبر شديد على النفس البشرية ,فقد بشر الله تعالى الصابرون رحمة منه حتى على السنن العامة على جميع خلقه , تمييزا للمؤمن على ايمانه ,وكذلك فان من الحفاظ على غيبة الايمان ان يكون الصبر هو بمثابة المسافة الحافظة لبقاء غيبيته , وذلك في اساليب تحقيق ارادة الله تعالى يدركها ويوقنها المؤمن بإيمانه ,تزيده قوة وثبات وتميز ..............
(كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153).................
معية الله تعالى مع المؤمنين الصادقين بصبرهم,من خلال استعانته على تواصل القلوب مع نور خالقها ,واستعانته على شكر نعم هدايته اي العمل بها ,حيث يتميز المؤمنون عمن سواهم الذين تحركهم الانفس بكل الضلالات , لترتد على انفسهم , ورد فعل الانفس على بعضها البعض,لهذا جاء في هداية الخالق ,ان الخيرية تكون في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ,وان الانسان في خسر (يخسر قيمته كانسان مالم يصلح اعماله في الدنيا ايمانا بالله وحتسابا ,ويحرص على التمسك بالحق والصبر عليه وعدم الانحراف نحو تقليد الملحدين قال تعالى(﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾.خسارة الانسان لكرامته واضحة على حياة البشر,في ظل الانحراف نحو الباطل وعدم الصبر على الحق والتواصي به , حيث استباحت الاسرة والمجتمعات ,والدول في النظام الراسمالي الاقطاعي ,المبني على الفساد , وامراض الشذوذ ,والقتل والاحتكار, الغاء انسانية الانسان ............
الايمان لا يكون الا بالصبر فالتسرع لا يكون الا من النفس , فالايمان يلزمه مرجعية دينية ملزمة , يستخدم لها العقل ,فكم من البشر في السجون نتيجة جرائم اسبابها الغضب رغم هداية كيفية التعامل معه ,فالانسان اصبح نفسا يتبع هواها لعدم الصبر على الحق واتباعه..........
قال تعالى ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4) مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5) وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (6).فالله سبخانه وتعالى جعل الجزاء من جنس العمل ,ميزان عدل الله تعالى قائم على البشر في الدنيا ,قبل الاخرة ,والصبر على الحق بمجاهدة النفس يحيا به المؤمن جنة الدنيا بسعادة الرضى والقناعة والصبر ,ويملك بهداية الايمان مفتاح الفرج من كل عسر,واكثروا من الصلاة والسلام على رسول الهدى لتكونوا عند الله تعالى من السباقين في الدنيا والمقربين في الاخرة انشاء الله تعالى, اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد النبي الامي وعلى اله وصحبه اجمعين ..................