27-11-2018 11:18 AM
سرايا -
صرّح ضابط كبير في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، أنّه يتحتّم على الدولة العبريّة دراسة اغتيال الأمين العام لتنظيم حزب الله اللبناني، السيّد حسن نصر الله، ونقل موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ عن الجنرال روعي ليفي، قائد الكتيبة 300 في المنطقة الشمالية، قوله: إنّ على إسرائيل العودة إلى الاغتيالات في لبنان، واغتيال حسن نصر الله، على حدّ تعبيره، مُضيفًا في الوقت عينه إنّه يجب تنفيذ الاغتيالات بلبنان بواسطة الاستهداف الجويّ، أوْ بواسطة قوات الكومندوز، وتحديدًا لدى محاولة اغتيال نصر الله، لأن مقتله سيؤدّي إلى ضعضعة معنويات تنظيم حزب الله، طبقًا لأقواله. واللافت أنّ الأقوال التي اقتبسها الموقع الإسرائيليّ تمّ نشرها في مجلةٍ تابعةٍ لجيش الاحتلال، الأمر الذي يؤكّد على أنّ دعوة الجنرال لاغتيال نصر اله، تتماشى مع سياسة كبار القادة في جيش الاحتلال.
وشدّدّ الموقع على أنّ مقال الجنرال الإسرائيليّ تمّ إبرازه بشكلٍ كبيرٍ في مجلة (معراخوت)، التابعة رسميًا لجيش الاحتلال، وتُعبّر عن آراء جنرالاته، وجاء تحت عنوان يجِب قتل رومِل ، وهو قائد الفيلق الإفريقيّ في الجيش الألمانيّ خلال الحرب العالميّة الثانيّة، والتي حاول الجيش البريطانيّ في عمليّة مُعقدّةٍ شارك فيها سلاح الجوّ والكوماندوز في نفس الوقت، تصفيته.
وتابع الجنرال الإسرائيليّ، الذي كان قائدًا لوحدة (إيغوز)، المُختصّة بالحرب في لبنان، تابع قائلاً في مقاله إنّ شخصيّة السيّد نصر الله وتجربته العسكريّة حوّلتاه إلى شخصيّةٍ مركزيّة جدًا، وبالتالي فإنّ اغتياله من قبل إسرائيل سيؤدّي إلى المسّ مسًا سافرًا بمعنويات التنظيم الذي يقف على رأسه، وذلك يشمل بار الضباط حتى أصغر الجنود، وهكذا يفقِد حزب الله روحه القتاليّة، بحسب الجنرال ليفي.
ولفت مُحلّل الشؤون العسكريّة في الموقع، أمير تيفون، في سياق تقريره إلى أنّ تصفية كبار الأعداء خلال الحرب ليس فكرةً جديدةً، وأنّه تمّ تداولها ودراستها من قبل المُستويين الأمنيّ والسياسيّ في كيان الاحتلال، مُشدّدًا على أنّ إسرائيل، وخلال العدوان الذي شنّته ضدّ لبنان في صيف العام 2006، عندما كان نصر الله يختبئ في بيروت، حاولت اغتياله، ولكن في فترات الهدوء، أضاف المُحلّل نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب، فإنّ هذه الدعوى تُعتبر خارِجة عن السياق ونادِرةً في سياسة إسرائيل القاضية بالتوقّف عن التهديد، على حدّ قول المصادر.
وأشار أيضًا إلى أنّ إسرائيل اغتالت الأمين العّام لحزب الله، عبّاس موسوي في العام 1992، وندمت على فعلتها، بعد أنْ تبينّ لها أنّ خليفته، السيّد حسن نصر الله، هو أكثر تطرّفًا منه، مُشيرًا في الوقت ذاته إلى أنّ تل أبيب لم تعترِف حتى اللحظة بشكل رسميٍّ باغتيال القائد العّام العسكريّ لحزب الله، الشهيد عماد مغنيّة، في العاصمة السوريّة، دمشق، وذلك في شهر شباط (فبراير) من العام 2008.
ولفت الموقع الإخباريّ العبريّ إلى أنّ الجنرال ليفي كان شريكًا مُهّمًا جدًا في إقامة الفيلق 89، والتي تمّ إنشاؤها ضمن العبر والاستخلاصات من الفشل في حرب لبنان الثانيّة، حيث أنّ فرضية عملها تؤكّد على أنّه في الحرب القادِمة، حرب لبنان الثالثة، سيكون قائد الجبهة الشماليّة في جيش الاحتلال مشغولاً جدًا في الحرب على الجبهة، وبالتالي فإنّ هذا الفيلق وقائدة سيكونان مسؤولان عن التنسيق بين الوحدات المُختلِفة،التي ستُشارِك في الحرب القادِمة على لبنان.
بالإضافة إلى ذلك، يدعو الجنرال ليفي في مقاله إلى خوض الحرب في عمق أراضي العدوّ على الرغم من الأخطار المُحدّقة بذلك، لافتًا إلى أنّه إلى جانب الأخطار هناك إيجابياتٍ كثيرةٍ، وطالب أيضًا باستغلال قوّات الكوماندوز في جيش الاحتلال حتى النهاية من أحجل إخضاع حزب الله والانتصار عليه، على حدّ تعبيره.
وكشف الجنرال الإسرائيليّ في مقاله النقاب عن أنّه خلال التدريبات والمُناورات التي يُجريها جيش الاحتلال منذ أنْ وضعت حرب لبنان الثانية أوزارها في آب (أغسطس) من العام 2006، تقوم وحدات الكوماندوز النخبويّة والمُختارة بالتدرّب على قتل قائدٍ كبير من العدوّ، أيْ السيّد نصر الله، مُشدّدًا على أنّ لإسرائيل تاريخًا حافلاً، وليس دائمًا ناجحًا، في تنفيذ الاغتيالات لقادة كبار في الجيوش العربيّة، وفي منظمّة التحرير الفلسطينيّة، مثل الشهيدين أبو إياد وأبو جهاد.
واختتم الجنرال ليفي مقاله بأنّ الطريقة الأجدى لاغتيال السيّد نصر الله تتمثّل في تنفيذ عملية كوماندوز، بالتنسيق التّام مع سلاح الجوّ لنقل المُقاتلين بسرعةٍ إلى مكان التصفية الجسديّة، ويقترح أنْ تقوم وحدة (شلداغ) المُختارة بتنفيذ الاغتيال لأنّها تعمل دائمًا إلى جانب الطائرات الإسرائيليّة وبالتنسيق الكامِل والشامِل مع سلاح الجوّ، وكشف ليفي النقاب عن أنّ الجيش الإسرائيليّ تدّرب كثيرًا على اختراق أماكن عميقةٍ تحت الأرض، لأنّ نصر الله يختبئ في حصنٍ، ولكنّه لم يُفصِح عن تفاصيل أخرى حول هذه التدريبات وحول الجيوش الغربيّة والأخرى التي شاركت في المُناورات والتدريبات.