حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,29 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 32508

استخدم حسابات السجن لغسيل الأموال، وأدخل حقيبة مخدرات بطائرة دون طيار بهاتف محمول .. قصة غريبة ومثيرة لأخطر هاكر في العالم

استخدم حسابات السجن لغسيل الأموال، وأدخل حقيبة مخدرات بطائرة دون طيار بهاتف محمول .. قصة غريبة ومثيرة لأخطر هاكر في العالم

استخدم حسابات السجن لغسيل الأموال، وأدخل حقيبة مخدرات بطائرة دون طيار بهاتف محمول ..  قصة غريبة ومثيرة لأخطر هاكر في العالم

02-12-2018 08:22 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - قصة غريبة ومثيرة بالفعل تلك التي يرويها موقع The Daily Beast الأميركي عن أخطر قرصان إلكتروني في الولايات المتحدة الأميركية بل ربما في العالم كله، إنه ماكس راي فيجن صاحب 46 عاماً الذي حول السجن إلى مكان لغسيل الأموال وأيضاً نجح بهاتف ذكي سرقة ملايين الدولارات وهو في السجن. وبحسب الموقع الأميركي فإن تهمة جديدة وُجِّهَت لفيجين الذي كان يقضي بالفعل عقوبةً بالسجن لمدة 13 عاماً. هذه التهمة هي استخدام هاتف محمول مُهرَّب لسرقة حسابات بطاقات «كرديت كارد» الخاصة بمُستهلكين، ثم تحويل الأرباح المسروقة إلى نشاط تهريبٍ صريح داخل السجن استعان بطائرة بلا طيَّار يجري التحكُّم بها عن بُعد لإسقاط البضاعة المهرَّبة في ساحة السجن.
بداية الانحراف
وتابع الموقع الأميركي كان فيجن، باحثاً أسبق ومُستشاراً يحظى في السابق باحترامٍ كبير في أوساط مجتمع الأمن الحاسوبي، لكن أسقطته سلسلةٌ من الحوادث الضالة تصاعدت بدءاً من مغامراتٍ محظورة عبر الإنترنت وحتى ارتكابه جرائم سيبرانية منظَّمة وانتهاءً بحُكم سجن كَسَرَ الأرقام القياسية في مثل هذه الجرائم. متخفياً وراء لقب «آيس مان» أي «الرجل الجليدي» أدار فيجن سوقاً إجرامية سرية عُرِفَت باسم CardersMarket أي «سوق المُحتالين بسرقة البطاقات البنكية» جَمَعت القراصنة الإلكترونيين وسارقي الهُويات للعمل معاً. وصل الموقع الإلكتروني لمكانةٍ أسطورية عندما اخترق فيجن مُنتدياتٍ منافسة للجرائم السيبرانية ودَمَجها إلى موقعه قسراً، وهي خطوةٌ وثَّقت أوَّل عملية استيلاءٍ بالقوة تحدث في العالم السري لجرائم الكمبيوتر، بحسب الموقع الأميركي.


وتلك الحركة جعلت آيس مان يتصدَّر أولويات السلطات الفيدرالية، وبمساعدة مُخبرين استطاع مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI والمخابرات السرية تعقُّب القرصان الإلكتروني وصولاً لمخبئه بمدينة سان فرانسيسكو بعد عامٍ من البحث واعتقلوه. نهايةً أقرَّ فيجن أمام المحكمة بسرقة وبيع بيانات الشرائط الممغنطة لما بلغ 1.8 مليون بطاقة ائتمانية وبطاقة خصم مباشر وَصَلت قيمة المسروق منها جميعاً 86 مليون دولار مِن تُهمٍ بالاحتيال. وفي شهر فبراير/شباط عام 2010 حُكم عليه بالسجن 13 عاماً. وبعد قضاء نحو 11 عاماً في السجن، من المُقرَّر حالياً أن يُطلَق سراح فيجن في شهر أبريل/نيسان. وتُهدِّد التُهَم التسع الموجَّهة له أمام محكمةٍ فيدرالية بمدينة لايك تشارلز في ولاية لويزيانا، والتي استُدعِي للمثول أمام المحكمة على خلفيتها في وقتٍ سابق من الشهر الجاري، موعد إطلاق سراحه ذاك.
تهمة جديدة
تُركِّز التُهَم الجديدة على الوقت الذي قضاه فيجن في إصلاحيةٍ فيدرالية بمدينة أوكديل، لويزيانا. وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 2014، فيما بدأ فيجن عامه الثامن مِن السجن، يُزعَم أنَّه تحصَّل على هاتف محمولٍ مهرَّب مِن طراز «myTouch T-Mobile» بنظام تشغيل أندرويد. وبعد التمتُّع باستخدام الهاتف دون أن يُكشَف أمره لأكثر من عام، بدأ فيجن يستخدمه «لدخول الإنترنت والحصول على أرقام بطاقات بنكية مسروقة للخصم المباشر» في ديسمبر/كانون الأول من عام 2015، وهذا وفقاً لنص التُهَم. وفيما كانت أرقام البطاقات في حوزته، يُزعَم أنَّ فيجن استخدم تطبيقات شركتيّ Western Union وMoneygram لتحويل الأموال لإرسال دُفعاتٍ بقيمة 300 دولارٍ في المرة الواحدة لحِسابات السجن الخاصة بنُزلاء مسجونين معه بسجن أوكديل. تُعدِّد التُهَم أسماء خمسة مُتَّهمين متورِّطين، وهُم طاقمٌ مختلط من ناهبي البنوك وتجَّار كوكايين يقضون أحكاماً بالسجن تصل إلى 15 عاماً، بحسب الموقع الأميركي.


وبحسب الموقع الأميركي يُسمَح للنُزلاء الفيدراليين بتلقِّي وإرسال الأموال من خلال حساباتِهم الخاصة التابعة للسجن، وهذا يُتيح للسُجناء، على سبيل المثال، أن يدفَعوا المال مقابل تلقِّي دوراتٍ جامعية بالمراسلة، أو تحويل بعض أرباحهم مِن عملهم بالسجن إلى عائلاتهم. ويُزعَم أنَّ شُركاء فيجن، أرسلوا بعضاً من أو كُل المال غير المشروع ذاك إلى أطرافٍ ثالثة خارج السجن، بناءً على تعليماته، ناجحين بذلك في تحويل نظام مُحاسبة سجن أوكديل الخاص بالسُجناء إلى كيانٍ لغسيل الأموال. ووفقاً للتُهَم الموجَّهة له، فإنَّ جزءاً من ذلك المال حُوِّل لرجُل فيجن خارج السجن، وهو زميل زنزانةٍ سابق له يُدعَى جايسون دين تيدويل.
زميله الذي ساعده لارتكاب الجريمة
ووفقاً للادعاء، فإنَّ ذلك الرجل، تيدويل، 38 عاماً، له تاريخٌ طويل من تُهَم المخدَّرات والأسلحة ظلَّ يحوم في المنطقة بعد إطلاق سراحه من سجن أوكديل في مايو/أيار عام 2015، وبقي على تواصلٍ مع زميل زنزانته الأسبق، فيجن، عبر تطبيق مراسلةٍ يعمل بخاصية تشفير الرسائل. لم يُوجَّه لتيدويل اتهامٌ في القضية المذكورة، لكنَّه قد أقرَّ هذا الشهر بأنَّه مُذنِب بارتكاب جريمة سلاحٍ غير ذات صلة في ديسمبر/كانون الأول عام 2017. وبتوجيهٍ من فيجن، اشترى تيدويل طائرةً بلا طيار (UAV) يجري التحكُّم بها عن بُعد باستخدام قدرٍ من الأرباح المنهوبة من عملية الاحتيال ببطاقات الخصم المباشر، وفي ربيع عام 2016، خطَّط تيدويل، وفيجن، ونزيلان آخران بالسجن لأوَّل عملية إنزال جوي سرية في ساحة سجن أوكديل، وهذا وفقاً لما قاله الادعاء. وقيل في نص الاتهام: «كان غرض المؤامرة إدخال ممنوعاتٍ، وتحديداً هواتف خلوية، إلى سجن أوكديل»، بحسب الموقع الأميركي.


وبعد محاولةٍ أولى فاشلة لقيادة الطائرة الآلية، أشرَك تيدويل زميلاً آخر بالمخطَّط كان ذا مهاراتٍ أفضل بتحليق الطائرات، وفي الساعة 01:19 قبيل فجر يوم 24 أبريل/آذار عام 2016، وجَّه تيدويل وشريكه الطائرة دون طيَّار عبر خطَّين من السياج المغطَّى بالأسلاك الشائكة إلى داخل الحيِّز حيث توجَد ساحة التريُّض بالسجن، وأسقطوا حقيبة، ثم حلَّقوا الطائرة بعيداً. واعترف مكتب السجون الأميركي في بيانٍ لموقع The Daily Beast الأميركي أنَّ حوادث إنزال طائرات بلا طيَّار لبضائع مهربة في السجون هيَ مشكلةٌ قائمة بسجونه، لكنَّه رفض تحديد مدى تكرار مِثل هذه الحوادث «لأسباب أمنية». كان النجاح الذي لاقته عملية الإنزال الجوي بسجن أوكديل قصير العُمر. إذ نقل مُخبِرٌ من السُجناء ما حدث لحرَّاس السجن في اليوم التالي. عند ذلك كانت الحقيبة قد اختفت، ومعها اختفت الهواتف المحمولة الجديدة، والتبغ، والمخدَّرات المزعوم أنَّها كانت بداخلها. راجع عملاء من جهاز التحقيقات الخاصة التابع لمكتب السجون المقاطع المأخوذة من كاميرات المراقبة المنصوبة في ساحة التريُّض ورأوا اثنين من شُركاء فيجن المزعومين يغادران وحدتهما السكنية، وينطلقان في خطٍ مباشر تجاه الحقيبة، ثم يأخذانها خِلسة ويمضيان مبتعدين، بحسب الموقع الأميركي. أحد الرجلين، وهو فيليب تايلر هامونز، كان يقضي عقوبةً بالسجن إثر جريمة سرقة مسلَّحة لفرع بنك First United Bank في مدينة شاوني بولاية أوكلاهوما. سُرعان ما اعترف هامونز بتسلُّمه البضاعة المُهرَّبة جواً، واعترف على فيجن بصفته «المسؤول عن التخطيط للعملية برمتها»، وهذا وفقاً لتقرير مكتب السجون. وقيل في التقرير: «وفقاً لهامونز، فإنَّ باتلر استعان بشركاء من خارج مؤسسة السجن لتهريب البضاعة إلى داخل أرض السجن».
العثور على الهاتف الذكي
لم تَصِف الاتهامات الموجَّهة لفيجن ولا وثائق مكتب السجون الأميركي كيف حصل على بيانات البطاقات البنكية المسروقة المزعومة التي موَّل بها شراء الطائرة بلا طيَّار، لكن وُجدَت في الهاتف الذكي من طراز «myTouch» الذي تحصَّل عليه فيجن أدلةٌ على «تسجيله الدخول بمنتدياتٍ للقرصنة الإلكترونية» باستخدام متصفح تور «Tor» لإخفاء الهوية. وفي مراسلاته مع والده قُرب تِلك الفترة، تحدَّث فيجن عن «عَقد صداقاتٍ جديدة مع الروس» و»العمل على مشاريع مع الروس قد تُخرجه من السجن»، وفقاً لتقريرٍ من مكتب السجون أُعيدت فيه صياغة الرسائل المتبادلة بينهما. ويُزعَم أنَّ فيجن كتب أنَّه في عمله مع الروس ربما قد يكون «فعل شيئاً لم يُكن يجدر به فِعله».


ووفقاً للتقرير، أعطى فيجن أيضاً تعليماتٍ لتيدويل بتحويل أموالٍ إلى روسيا، ربماً تكون الثمن الذي دفعه مقابل أرقام البطاقات المسروقة. وقال مكتب السجون أخيراً في نهاية التقرير: «كشف الهاتف الخلوي الذي تحصَّل عليه جهاز الاستخبارات السرية أنَّ مستخدمه كان شخصاً على درجةٍ عالية من المهارة قادر على الولوج عبر تطبيقاتٍ مؤمَّنة وتنسيق استخدام معلومات بطاقات ائتمانية مسروقة بجانب استخدام طائرةٍ بلا طيار لإدخال بضاعةٍ مهرَّبة إلى داخل مؤسسة السجن. إنَّ قُدرته على ارتكاب جرائم أفدح هي أمرٌ واضح، مثل الهروب من السجن، أو تهريب السلاح إلى داخله، إلخ». وكُتِب في التقرير: «مع أنَّ فيجن لم يكن بحوزته سوى هاتف ذكي، إلَّا أنَّه قد أثبت كونه قادراً -وأكثر من ذلك- على الإخلال بأمن المؤسسة والتحايُل عليه، وعلى أن يُمثِل خطراً صريحاً على المجتمع ككل»، بحسب الموقع الأميركي.
السجن الانفرادي لفيجن
وُضِع فيجن بالسجن الانفرادي وبعد تحقيقٍ استمر عاماً كاملاً جرَّده مكتب السجون مِن 41 يوماً كانت ممنوحة له بموجَب حسن السير والسلوك. ظلّ فيجن حبيس السجن الانفرادي لمدة بلغ مجملها عامين قبل أن يُنقَل إلى إصلاحية أديلانتو الفيدرالية التي تقع على بعد نحو 80 ميلاً (129 كيلومتراً) من مدينة لوس أنجلوس بصحراء موهافي. وفي أكتوبر/تشرين الأول، نقل ضبَّاطٌ برتبة مارشال فيجن عائدين به إلى ولاية لويزيانا ليواجه التُهَم المنسوبة له. عُقِدَت جلسة استدعائه للمحاكمة يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني، وتقدَّم فيجن بإنكار التهم المنسوبة له.


وكتب فيجن: «لم أكن متورِّطاً بذلك النشاط، لم أكن موجوداً بساحة التريُّض مطلقاً وقتها، ولم أمتلِك هاتفاً قط، ولَم يوجَد هذا الطرد الشبح ضِمن الأدلة حتى». يدَّعي فيجن إنَّ هامونز كان هوَ المسؤول عن الطيارة بلا طيَّار، وكذلك كُل ما صُنِع باستخدام الجوَّال المهرَّب. حوَّل هامونز الاتِّهام تجاه فيجن لأنَّه كان ساخطاً عليه إثر خلافٍ نَشب بين الرجلين على قواعد لعبة Pathfinder، وهي لُعبة تقمُّص أدوارٍ تُشبه لعبة Dungeons and Dragons الشهيرة. ووفقاً لفيجن، فإنَّ الهاتف الذكي myTouch، الذي وجده المحققون ملقياً في حمَّام أحد النُزلاء، كان ملكاً لهامونز. وقال: «عُرِف عن هامونز التباهي باستخدامه هاتفه لاستخدام تطبيق فيسبوك، ولعب لعبة Xenimus.. والقراءة عن القرصنة الإلكترونية، ومشاهدة الأفلام الإباحية، ومشاهدة الأفلام، وتبادل الرسائل النصية مع أصدقائه»، بحسب الموقع الأميركي.
التهمة الأخيرة عطلت خروجه
ومع تقرُّر إطلاق سراح فيجن بعد خمسة أشهر من الآن، كانت التُهَم الجديدة بمثابة ضربةٍ قاصمة لعائلة فيجن وأصدقائه. وقال روبرت باتلر، والد فيجن: «كان يُبلي حسناً. لم يكن في حالة خمول، لم يكُن يتراخى ويسمن. إنَّه يعتني بنفسه ويُبقِي عقله متيقظاً. لقد قرأ عدداً مهولاً من الكتب». المُتَّهمون في هذه القضية هُم فيجن، وهامونز، وتيري، بالإضافة إلى ديفون ديفيد، ووالتيز جيميل لاذام، وروبرت دي أوكين. كانت خُدعَة الطائرة دون طيَّار المهرِّبة تِلك منعطفاً آخر في مسيرة حيته التي بدأت منذ عشرين عاماً عندما خرجَت مسيرة فيجن المهنية المشروعة في مجال الأمن السيبراني عن مسارها بفعل عملٍ متهوِّر كان يراه فِعلاً للخَير. في عام 1998، عندما كان فيجن بَعد يُعتَبر قرصاناً «أبيض القبَّعة» (أي مُخترقاً أخلاقياً دون نيةٍ إجرامية)، كتب فيجن أكواداً اخترقت دفاعات الآلاف من الأنظمة العسكرية الأميركية عبر البلاد. لم يُصنَع هذا الكود كي يُدمِّر، بل ليُصلِح ثغرةً برمجية أمنية معروفة ومنتشرة في حواسيب وزارة العدل الأميركية قبل أن يُمكِن لخِصمٍ خبيث (غير أخلاقي) استغلالها. وبرغم نواياه الحَسنة، تمَّ تتبُّع فيجن، ووُجِّهَت له تُهم أدَّت للحُكم عليه بقضاء 18 شهراً في السجن. وعندما خرج، وجد أنَّ سمعته السيئة المُستحدَثة قد جعلته ممنوعاً عملياً من ممارسة أي عملٍ شرعي بمجال الأمن السيبراني. حدث آنذاك أن شارك فيجن أحد المجرمين التقليديين الذين كان قد التقى بهم في السجن، منطلقاً بذلك في مسيرةٍ بدوام كامل في الجريمة السيبرانية انتهَت بما صُنِّف آنذاك أنَّه حُكم سجنٍ محطِّم للأرقام القياسية بمثل تلك القضايا.


كان الحُكم الصادر بحق فيجن بالسجن 13 عاماً خفيفاً مقارنةً بالعقوبة التي توصي بها توجيهات العقوبات الفيدرالية بالسجن 30 عاماً إلى مؤبد. حصل فيجن على حُكمٍ مخفَّف لأنَّ محامي الدفاع الموكَّل عنه، والادعاء، والقاضي، قبلوا جميعاً أنَّ فيجن كان صادقاً في ندمه. وقال محامي الادعاء لوك ديمبوسكي آنذاك للمحكمة في جلسة النُطق بالحُكم: «إنَّه شبه ساذج ومتفائل في نظرته إلى العالم. وأنا أؤمن أنَّه آسفٌ على ما فعل حقاً»، بحسب الموقع الأميركي.








طباعة
  • المشاهدات: 32508

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم