05-12-2018 09:07 AM
سرايا - تتعدد في محاكم الدولة قضايا «الاحتيال العاطفي»، التي تقع ضحيتها نساء عزباوات يغريهن شباب بالزواج، فيشترين «الحب الوهمي» بقروض بنكية ينفقونها على «زوج المستقبل».
ومن بين القضايا، التي رصدتها «الإمارات اليوم»، أن أزواجاً يحتالون بالرومانسية الزائدة بزوجاتهم، ليستولوا على مدخراتهن. وقال قانوني إن هذه القضايا من الصعب تصنيفها باعتبارها «احتيالاً»، إلا إذا أخذ المتهم الأموال من الفتاة أو المرأة بقصد استثمارها لها في تجارة ما، كما يحدث في كثير من الحالات، وكان هناك إثبات على ذلك، لافتاً إلى أن معظم المحتالين عاطفياً يحرصون على عدم ترك دليل وراءهم، لأنهم يخططون لذلك منذ البداية.
وروت الموظفة (ر.ن) قصتها، لـ«الإمارات اليوم»، بقولها: «كان لطيفاً جداً معي، لم أشك لحظة في أنه يستغلني، لذا اقترضت حتى نشتري شقة الزوجية معاً، بل أصررت على كتابتها باسمه، وفجأة اكتشفت أنه كان كابوساً وليس حلماً جميلاً، بعد أن تنكر لي، وأخبرني ببرود أنه لا يستطيع الارتباط بي».
وذكرت (س.ل)، موظفة عربية بإحدى المناطق الشمالية، أنها أحبت شاباً من جنسيتها، وخططا لمستقبلهما معاً، ورفضت الارتباط بأحد غيره لأنه وعدها بالزواج، حتى تجاوزت الـ30 من العمر، مشيرة إلى أنه اعتاد طلب نقود منها بمبررات مختلفة، منها شراء شقة الزوجية في بلدهما وتجهيزها.
وأضافت أنها أخفت عن ذويها كل ما يتعلق بالنقود التي تمنحها له، وظلت تعطيه الأموال على دفعات، حتى تجاوز المبلغ 200 ألف درهم، مؤكدة أنها لم تشك لحظة في نيته، إذا كان يتصرف معها برومانسية بالغة، خصوصاً حينما يحتاج إلى الأموال، إلى أن صدمها بقرار قطع علاقته بها دون سابق إنذار أو خطأ ارتكبته، فاستوعبت الأمر بهدوء، وطلبت منه إعادة نقودها.
وأشارت إلى أنه كشف عن وجه آخر حينما طالبته بأموالها، وأخبرها بأنها لا تستطيع أن تفعل له شيئاً، لكنها فتحت ضده بلاغاً موثقاً بإيصالات التحويلات، لافتة إلى أنه يهددها حالياً حتى تتنازل عن البلاغ، لكنها ستلاحقه حتى تسترد كل حقوقها، بعد أن تلاعب بعواطفها، واستغلها بأسوأ طريقة ممكنة.
وفي حالة أخرى رصدتها «الإمارات اليوم»، اقترضت موظفة أخرى (عربية) مبلغ 300 ألف درهم، لمساعدة شخص ارتبطت به عاطفياً ووعدها بالزواج، بعد أن ادعى تعثره ووقوعه في مشكلة مادية ربما تؤدي إلى سجنه، وبعد أن دفعت له النقود هجرها، فاضطرت إلى سداد القرض بالنيابة عنه، بعد أن كادت تتعرض لمساءلة قانونية حينما تأخرت في سداد الأقساط، أملاً أن يتصرف بقدر من النخوة، ويرد ما عليه.
وسجلت إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية حالة لامرأة ارتبطت بشخص عن طريق إحدى شبكات التواصل الاجتماعي، فاستغل تأخرها في الزواج وأغراها بذلك، ثم استنزفها مادياً بمبررات مختلفة، إلى أن أدركت أنها ضحية عملية احتيال، فلجأت إلى الشرطة لمساعدتها في استرداد حقوقها.
فيما تعد من الحالات الشهيرة التي سجلت، أخيراً، واقعة الموظفة الخليجية التي اختلست 20 مليون درهم، وأنفقتها على حبيبها، وحكم عليها بالسجن سبع سنوات، وغرامة 20 مليون درهم.
من جهته، قال المحامي علي مصبح، لـ«الإمارات اليوم»، إن ما يعرف بالاحتيال العاطفي لا يقتصر على العزباوات فقط، لكنه يطول الزوجات كذلك بحسب قضايا لديه، لافتاً إلى أن الأزواج في تلك القضايا يحتالون بالرومانسية الزائدة والاهتمام البالغ، حتى يستولوا على مدخرات زوجاتهم، بل يحصلون على قروض بأسمائهن ويورطونهن في قضايا.