سرايا - كشفت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) عن روبوتات تعمل بالذكاء الصناعي “بلا كلل” وتقوم بعملها كمراسلين إخباريين 24 ساعة في اليوم، 365 يوماً في السنة، من أي مكان في العالم!

لطالما توقعنا أن تستولي الروبوتات والذكاء الاصطناعي على وظائفنا، لكننا لم نعتقد على الإطلاق أننا سنرى روبوتات تذيع النشرات الإخبارية. حيث قدم المذيعان الآليان الأخبار في الأسبوع الماضي خلال المؤتمر العالمي السنوي للإنترنت في الصين. لذا كلّ شيء ممكن على ما يبدو.

إن مستقبل مراسلي الأخبار البشر يبدو قاتماً جداً. فالروبوت لا يبدو واقعياً وحسب، بل بإمكانهما تحريك الفم لمطابقة الصوت ومزامنة حركة العيون أو إيماءات الرأس، وحتى رفع الحاجبين. وأهم ما يميزهما هو إمكانية العمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، سواء على موقع الوكالة على الويب أو على وسائط التواصل الاجتماعي، الأمر الذي “سيخفض إلى حد كبير تكاليف إنتاج الأخبار وسيقوم بتحسين الكفاءة”.

وقالت وكالة (شينخوا) لصحيفة South China Morning Post: “أصبحت روبوتات الذكاء الصناعي عضواً في فريق الأخبار في وكالة أنباء (شينخوا) رسمياً. وسيعملون مع المراسلين الآخرين لتزويدكم بمعلومات إخبارية موثوقة في الوقت المناسب باللغتين الصينية والإنجليزية.”

وقال (نويل شاركي) الأستاذ الفخري للذكاء الاصطناعي والروبوتات في جامعة شيفيلد لهيئة الإذاعة البريطانية أن إنجاز (شينخوا) كان “عملاً مبدئياً جيداً” وأننا “سنشهد تحسن التقنية مع مرور الوقت”.

وقال (مايكل وولدريدج)، الأستاذ بجامعة أكسفورد، أن المراسلين كافحوا من أجل الظهور بمظهر حقيقي. حيث أوضح: “من الصعب جداً مشاهدتهم لأكثر من بضع دقائق. إنهم بعيدون عن الواقع، ولا يملكون إيقاعاً أو سرعة أو تركيز”.

هل تعتقد أن الروبوتات ستجعل حياتنا أفضل أم لا؟


وقد طورت وكالة الأنباء (شينخوا) ومحرك البحث الصيني (Sogou) مذيعي الأخبار اللذان يعتمدان على التعلم الآلي لمحاكاة الصوت وتعابير الوجه والعديد من الإيماءات الموجودة عند المراسلين البشر. وبالرغم من تصميمهم على غرار المراسلين البشر، لكن أصواتهم هي أكبر دليل على أنهم نسخ رقمية.

وبالرغم من كونهم أفضل من معظم برامج تحويل النص إلى صوت، إلا أن أصواتهم لا تزال غير واقعية وغالباً ما تبدو حركاتهم غير طبيعية.

وقال المذيع الروبوت في ختام برنامجه: “بما أنني مذيع إخباري قيد التطوير ومزود بذكاء صناعي، فأنا أعلم أن هناك الكثير أمامي لأتعلمه. لذا سأعمل بلا كلل لأبقيكم على اطلاع بالأخبار حيث ستتم كتابة النصوص في نظامي دون انقطاع.”

انقسمت استجابة الجماهير حول ما أطلقت عليه وكالة أنباء (شينخوا) “أول مذيع أخبارٍ في العالم مزود بالذكاء الصناعي”. أعلن البعض عن إعجابهم بهذه التقنية، بينما شكك آخرون بهذه النقلة النوعية واعتبروها مدعاة للقلق، ربما بسبب الشبه الكبير بين الروبوت والبشر، مما قد يسبب الإزعاج وعدم الارتياح بالنسبة لبعض الناس.