سرايا - تكمن خطورة المعلومات الخاطئة التي تحيط بوسائل منع الحمل في أنها لا تؤدي فقط إلى الحمل غير المرغوب أو المخطط له، ولكن في كون هذا الحمل يغير الخطط طويلة الأمد لشريكين لم يكونا على استعداد لرعاية إنسان/ة أخرى، وأن ذلك يضعهما أمام خياران، إما تغيير خططهما على المدى القصير والبعيد، أو عدم توفير الرعاية الكافية للمولود/ة، ربما دون وعي منهما.

لذا، فمن المفيد أن تتعرفا أكثر على إجابات الأسئلة الأكثر شيوعاً حول منع الحمل لتكونا فكرة مدروسة حول وسائل منع الحمل، وتتمكنا من التخطيط لحياتكما الأسرية بشكل أفضل.. ومن أبرز هذه الأسئلة:

1- هل يؤدي تأجيل الحمل الأول إلى الإصابة بالعقم؟

لا توجد أي معلومات أو أدلة علمية حول كون أي وسيلة من وسائل منع الحمل قد تسبب العقم لمن تستخدمها بوجه عام فاستخدام وسائل منع الحمل قبل ولادة الطفل الأول لا يمكن أن يسبب أي مشكلات صحية لأي من الزوجين، ولكنه فقط قد لا يسمح للزوجين باختبار خصوبتهما قبل التوقف عن استخدامها.

بمعنى آخر، لا تسبب أي وسيلة من وسائل منع الحمل مشكلات صحية لأي سيدة لا تعاني أصلاً من مشكلات صحية تؤثر على خصوبتها، كما يؤكد الدكتور طارق طمارة، أستاذ أمراض النساء والتوليد والعقم بكلية الطب بجامعة عين شمس.

2- ما هي أفضل وسيلة منع حمل لمن لم يسبق لها الإنجاب؟

طبيب/ة النساء هو/هي أفضل من يمكنه/ا الإجابة عن هذا السؤال، إذ يختلف الأمر من امرأة لأخرى، وفقاً لحالتها الصحية والتاريخ الوراثي لعائلتها، وكذلك بعض العوامل التي تتعلق بتفضيلاتها الشخصية وشريك حياتها.

3- متى ينبغي للشريكين استشارة الطبيب/ة حول أفضل وسائل الحمل؟

إذا كنتما تخططان للزواج قريباً، يُنصح باستشارة طبيب/ة النساء قبل الزواج بفترة كافية ويفضل قبل الدورة الشهرية السابقة للزواج حول أكثر وسائل منع الحمل ملائمة لهما، إن كنتما ترغبان في تأجيل الحمل الأول لبعض الوقت.

أما إذا كنتما قد رزقتما بمولود حديثاً وترغبان في تأجيل الحمل التالي، أو الاكتفاء بالعدد الحالي للمواليد، فيُنصح باستشارة طبيب/ة النساء حول أكثر وسائل منع الحمل ملائمة لكِ، بعد انتهاء فترة النفاس مباشرة وقبل معاودة ممارسة الجماع مرة أخرى.

كذلك، قد يكون من المفيد أن تعرفا أن الرضاعة الطبيعية قد تقلل من فرص الحمل قليلاً لأنها تؤخر التبويض في بعض الأحيان، ولكنها ليست بالتأكيد مانع للحمل، إذ تعاود الدورة الشهرية انتظامها لدى بعض السيدات بعد فترة على الرغم من كونهم يوفرون رضاعة طبيعية لمواليدهن.

4- هل يمكن الحمل مباشرة بعد التوقف عن استخدام وسائل منع الحمل؟

يمكن الحمل مباشرة بعد التوقف عن استخدام الوسائل غير الهرمونية لمنع الحمل مثل الواقي الذكري أو الأنثوي أما فيما يتعلق بالوسائل الهرمونية، فالأمر قد يستغرق فترة تتراوح ما بين شهر واحد وعام على الأكثر.

5- هل يؤدي استخدام حبوب منع الحمل لفترة طويلة إلى الإصابة بالعقم؟

لا، فكما ذكرنا مسبقاً، لا يمكن أن يؤدي استخدام أي من وسائل منع الحمل إلى الإصابة بالعقم فحبوب منع الحمل هي وسيلة تتراوح فعاليتها في منع الحمل ما بين 95% و99% إذا تم تناولها بانتظام وفي مواعيد محددة، ويمكن الحمل بعد التوقف عن تناولها بشهر أو عام على الأكثر، ولكن لا ينصح باستخدامها للنساء المدخنات أو فوق عمر 35 عام.

كذلك، قد يوفر استخدام حبوب منع الحمل لتأجيل الإنجاب فوائد صحية إضافية لبعض السيدات اللاتي يعانين من تكيس المبايض أو بطانة الرحم المهاجرة فالإنجاب قرار وليس أمر يترك للصدفة أو عدم التخطيط، فاستخدما وسائل منع الحمل إن كنتما ترغبان حقاً في تجنب الحمل غير المرغوب به.