16-12-2018 03:05 PM
سرايا -
كتب زيدون الحديد - بعيداً عن الحراك الشعبي الحقيقي والبناء يعيش الاردن اليوم حالة من التخبط العام في الفكر السياسي والذي جاء تفسيره على أنه كلما عارضت الحكومات أكثر ستزيد فرصتك بتولي مناصب سياسية عليا أكثر .
التفسير الخاطئ للمعارضة على السوشيال ميديا أصبح فكر الطامحين والطامعين للمناصب العليا في الدولة الاردنية ، والتزداد غير المنطقي في أعداد من يسمون أنفسهم بالمؤثرين قد دق ناقوس الخطر للحالة السياسية العامة لدولة ،وذلك في ظل تراجع وغياب دور المعارضة البناءة والحراك الشعبي الحقيقي اللذان تباطئوا في نشر أفكارهم بسبب وسائلهم التقليدية.
خبراء أكدوا لسرايا أن مسمى مؤثر أو ناشط أو إعلامي أو غيرها من المسميات أصبحت حكراً على أصحاب المنصات الأكثر فاعلية على مواقع التواصل الاجتماعي والتي خلقت لدى البعض حالة غريبة تسمى "بهوس الأرقام الوهمية" بسبب تزايد متابعيهم من خلف الشاشات الذين أقنعوا العديد منهم أن منصاتهم جعلت منهم شخصيات مؤثرة وذات وزن من الممكن أن تحرك الرأي العام كما تشاء وكيفما تشاء .
وعلى ذات الصعيد قال سياسيون لسرايا أن رئيس الوزراء عمر الرزاز - ناشط قديم - نجح في إلتقاط الرسالة بإستقطابه بعض الناشطين ومحاورتهم في دار رئاسة الوزراء وكشف أفكارهم وتطلعاتهم بشكل رسمي بعيداً عن الهتافات في الشارع والتي أثارت حفيظة متابعيهم وغضب باقي المؤثرين الذين لم تسنح لهم الفرصة في الحوار مع الحكومة .
وكشفوا لسرايا أن الرزاز استطاع خلق فجوه بين المؤثرين على مواقع التواصل وحراك الشارع بعد الإجتماع معه وخاصة أن اللقاء لم يكن بالشكل المطلوب والمأمول منهم ليهاجم الشارع مؤثري الحراك ورفضهم تمثيلهم له ، وبذلك فقد أفسح الرزاز المجال له ولفريقه تنفس الصعداء ليقوم بمناورة أخرى في تعديل وزاري قادم قد يقنع الشارع والقصر بأداءه من جديد .