17-12-2018 01:57 PM
بقلم : صالح مفلح الطراونه
حين كنا ندرس في كلية عمان للهندسة التطبيقية كنت أحد طلبته , وكنت أجلس معه كثيراً بحكم محبتي للكتابة وبعض تفاصيلها الجميله , كان رائعاً وكان مميزاً وكان كلما كان له أمسية في مدرج سمير الرفاعي بالجامعة الأردنيه يدعوني الى ذلك وأذهب معه وأستمتع فيما يقوله من شعر جميل كما هو إسمه , أتذكر حينما أعطاني مجموعة من إصداره ( جراح ودماء وكان إصدار جديد في تلك الفتره من عام 1985 ) لكي إسوق هذا الكتاب بالكرك لكنني عدت اليه ولم أستطيع تسويق أي نسخه بحكم أنني لا أعرف في ذلك سبيلاً على الرغم من إن الكرك في تلك الفترة كانت زاخره في منتجها الأدبي والثقافي والمعرفي , حين عُدت اليه ومعي تلك النسخ جميعها تبسم ( وأهداني نسخه منها ) وقال لا بأس .
هو شاعر وأكاديمي ، من مواليد بلدة ( بيرزيت ) الفلسطينية، حيث تعد موطناً طبيعياً لشجرة الزيتون بجانب أنها وارفة الأشجار , تخرج الدكتور جميل علوش من جامعة دمشق عام 1967، حاصلاً على شهادة الليسانس في اللغة العربية وآدابها, عمل مدرساً في أكثر من كلية تعرفت عليه في عام 1985 حين كنا نتعلم علم الإحداثيات بكلية عمان الجامعية للهندسة التطبيقية وتلك الفتره كانت زاخرة في قيمة المعرفة والبحث عن الإبداع المنشود مما عزز من إتساع نشاطه على مختلف الصعد الأدبية (و أن تكون طالباً وصديق لمدرس اللغة العربية ومع ( الدكتور جميل علوش ) تلك ما حظيت به أنا دون غيري وكان يربطني فيه كل شيء جميل من كلام ومتابعه ونقاش ) ولا أذكر أنني تغيبت يوماً عن محاضرته أو غضب مني بل أنني أميل للمداعبة معه فيضحك ضحكته الجميلة ووجهه الباسم دوماً .
يقول عنه الأستاذ الدكتور هزاع البراري (تميز الشاعر والدكتور جميل علوش، بمكانته الإبداعية كشاعر كبير لا يشق له غبار، فقد أخلص لشكل القصيدة العربية الكلاسيكية، لكنه جدد فيها وطور، ولم يقع في الجمود، فكان تجديده داخل الشكل لا خارجه، مع ذلك فقد تقبل باحترام كل التجارب الشعرية العربية الحديثة، رغم إخلاصه للقصيدة الكلاسيكية، وكان شاعراً ناشطاً في كتابة الشعر ونشره، وفي المشاركة في الأمسيات والندوات والمؤتمرات، داخل الأردن وخارجه،
أصدر عدداً وافراً من الدواوين الشعرية منها: عرس الصحراء، خوابي الحزن، أشواق، جرح ودماء، مواكب الربيع، صوت الشعر، أناشيد، حديث الذكريات، نفحات شعرية.
ما زلت ارى في صورتك الجميله وعلمك الذي فجر بنا طاقات جاءت من أقصى حدود القرية التي ما زال فيها بعض همسنا على كتاب جراج ودماء الذي أهديتني إياة يضمد بعض قصائدنا المنسية حين نحتاج بعض من يداوي جراحاتنا الكثيرة .