22-12-2018 10:20 AM
سرايا -
ترتفع أصوات الاستنكار على مختلف المستويات، في المغرب، للعملية الإرهابية البشعة التي استهدفت سائحتين إسكندينافيتين في منطقة الحوز القريبة من مراكش، وتسود أجواء من الخوف على انعكاساتها السلبية على الوضع الأمني والسياحة الأجنبية في وقت تواصل الأجهزة الأمنية تحقيقها مع أربعة من المشتبه بهم وبحثها عن أفراد قد يكون لهم علاقة بالجريمة.
موجة واسعة من التنديد والاستنكار وتخوفات من انعكاساتها السلبية على الوضع الأمني والسياحة
وأوقفت الأجهزة الأمنية، ظهر الجمعة، تسعة أشخاص في مدن مختلفة قد يكون لهم علاقة، وقالت وزارة الداخلية المغربية إن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المخابرات الداخلية DST) تمكن، أمس وأول أمس، من توقيف تسعة أشخاص بكل من مدن مراكش والصويرة وسيدي بنور وطنجة واشتوكة أيت باها، و”ذلك للاشتباه في ارتباطهم بمرتكبي العمل الإرهابي الذي كانت ضحيته سائحتان أجنبيتان من جنسية نرويجية ودانماركية”.
وأوضح البلاغ أن توقيف هؤلاء المشتبه بهم التسعة يأتي في سياق الأبحاث والتحريات الدقيقة التي يباشرها المكتب المركزي للأبحاث القضائية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بغرض الكشف عن جميع ظروف وملابسات ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، وتحديد دوافعها وارتباطاتها بعمل إرهابي، وإن عمليات التفتيش المنجزة في إطار هذه القضية أسفرت عن حجز معدات إلكترونية، وبندقية صيد غير مرخصة، وأسلحة بيضاء، ومصابيح جيبية، ومنظار، وسترة عسكرية، ونظارات مخبرية، بالإضافة إلى كمية من المواد المشبوهة التي يحتمل استخدامها في صناعة وإعداد المتفجرات، والتي أحيلت على المصالح التقنية المختصة لإخضاعها للخبرات العلمية الضرورية.
وقرر المحققون الاحتفاظ بجميع المشتبه فيهم الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية على خلفية البحث المتواصل في هذه القضية، تحت إشراف النيابة العامة ومحكمة الاستئناف بالرباط.
وقال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، إن العمل الإرهابي، الذي خلف يوم الإثنين الماضي مقتل سائحتين في نواحي مراكش، “طعنة في ظهر المغرب والمغاربة”.
وأضاف العثماني، في افتتاح المجلس الحكومي، أول أمس الخميس: “ندين السلوك الإجرامي الإرهابي الذي لا ينسجم مع تقاليد المغاربة”، وأن ما أقدم عليه المشتبه فيهم، “طعنة في ظهر المغرب والمغاربة”، ووجه “التحية إلى الشرطة، والدرك الملكي، وكل الأجهزة الأمنية”.
وقال العثماني: “المغرب منخرط في محاربة الإرهاب بمقاربة شمولية استباقية، وهناك عمل متواصل مكن من تفكيك 20 خلية متهمة بالإرهاب هذه السنة”، وأكد أن “لا تنمية ولا استقرار ولا إصلاح ولا تقدم من دون أمن”، وأضاف: “المغرب يجدد مرة أخرى تأكيده، بجميع مكوناته، على العزم على المضي في طريق الإصلاح، ولن يضره هذا النوع من الأحداث”.
وثمن العثماني “السرعة، التي اتسمت بها حركية وعمل الأجهزة الأمنية من أجل الوصول إلى المشتبه فيهم في سرعة قياسية، والتمكن من إلقاء القبض عليهم”، وشدد على أن “المغرب بلد آمن مستقر، وسيظل كذلك بمجهودات المؤسسات الأمنية والدينية”.
وغادر جثمان السائحة الدنماركية “لويز فيسترغر جيسبرسن” مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء، منتصف نهار الجمعة، صوب الدانمارك، وسط إجراءات أمنية مشددة بالمطار، وتم شحن صندوق القتيلة التي لقيت مصرعها فجر الإثنين رفقة صديقتها النرويجية مارين اولاند، على متن طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية، في الرحلة Nq At 222 في حدود الساعة الثانية عشرة والربع من صباح أمس، بحضور مسؤولين أمنين مغاربة، علاوة على مسؤولين من السفارة الدنماركية بالمغرب.
وشكل فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، تم تأكيد صحته، لعملية ذبح الفتاتين، قلقاً لبشاعته. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، إن الأبحاث متواصلة من أجل التأكد من صحة الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، على أساس أنه يوثق لجريمة قتل السائحتين النرويجية والدنماركية بمنطقة إمليل .
وحذر الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، من تداول الشريط الذي يظهر فيه شخص يقوم بقطع رأس امرأة، والمنسوب لجريمة ذبح سائحتي شمهروش بإمليل”، وأضاف الخلفي أن “تداول هذا الفيديو أو ما يماثله مخالف لكل القوانين”، وأن “ترويجه أو ترويج أي فيديو مشابه له يقع تحث طائلة القانون”، داعياً إلى “الامتناع عن ذلك”، مشيراً إلى أن هذه الواقعة لن تؤثر على المغرب، الذي سيظل بلداً آمناً كما كان، بفضل تضافر جهود جميع مؤسساته.
من جهة أخرى، أفادت تقارير إعلامية أن الشرطة تمكنت، صبيحة اليوم الجمعة، من توقيف شابين في العشرينيات من عمرهما، بشبهة ولائهما لتنظيم داعش، بمقر إقامتهما بإقليم شتوكة أيت بها جنوب. وقالت مصادر محلية إن أحد الموقوفين يعمل بضيعة فلاحية. وأشارت إلى أنه تم اقتياد الموقوفين نحو مقر الفرقة، حيث سيتم الاستماع إليهما في محضر تحت إشراف النيابة العامة.