22-12-2018 10:34 AM
بقلم : ياسين البطوش
كانت افغانستان ومازالت تطحن بالحروب المخفية بين روسيا وامريكيا خلال العقود الماضية ولكن ليس بايديهم او ايادي جنودهم في هذا الوقت, وانما هناك الشعب الافغاني والقادمون من خارج افغانستان.
سوريا ستكون افغانستان بعد ان يتم سحب الجندي الامريكا وابقاء السلاح للجماعات والفرق التي ستعمل لصالح السياسة الامريكية، يقول رئيس الولايات المتحده ترامب ان داعش انتهت في سوريا وانتهى دور الجيش الامريكي،وهذا خارج المنطق السياسي والأمريكي كون امريكا لها يد في تسليح وصناعة داعش ولها سلطة كبيرة في توجيه افرادها حسب اهداف السياسة الامريكية كما كانت القاعده،
وكذلك وقفت امريكيا الى جانب الاكراد وساعدتهم بالسلاح والخبراء وخلقت جيش ليقف بوجه النظام السوري والنظام التركي الذي تمرد في فترة من الفترات على القرارات والسياسة الامريكيه والنظام التركي الذي عاد الى الطريق بعد الضغط الامريكي،
اي محلل او متابع للوضع السوري والحالة التي تجمع في هذا الوقت على الاراضي السورية الدول التي تنتمي للمعسكر المضاد للسياسة الامريكية ،
روسيا وايران سوريا تركيا الجماعات المسلحة العراقية حزب الله اللبناني وهذه اكبر فرصة لامريكية لتصفية الحسابات معهم وذلك من خلال دعم كل من داعش والاكراد الذين يقفون على الحدود التركية وبنفس الوقت على خط التماس مع الجيش السوري، وسنرى مستقبلا سيكون هناك جماعات مسلحة اخرى ستعمل امريكية واسرائيل على دعمهم لمحاربة الجميع دون وجود هدف لهم سوى بقاء الحرب مستمرة في سوريا وايجاد خسائر في جميع الجهات دون ان تنزف قطرة دم امريكية على الاراضي السورية ، ستقاتل امريكية بايدي عربية واسلامية وستكون هذه المجموعات عبارة عن أدوات للقتل والدمار ولتحقيق اهداف السياسة الامريكية وبنفس الوقت لحماية حدود دولة الاحتلال الاسرائيلية ،وستكون هذه الحروب بعيدة جدا عن حدود الجولان المحتل اكثر من المسافة التي تريدها اسرائيل وخاصة بعد القوات الايرانية.
ستغرق روسيا وايران وتركيا والجماعات العراقية في حرب طويلة الامد ولن تنتهي الا بعد دمار اكبر مما جرى في سوريا خلال السنوات السابقة،وسياتي يوم لن نعرف من يحارب من وسيتم ارسال مجموعات اخرى ومدها بالسلاح وبنفس الوقت سيتم تجنيد الاشخاص المراد الخلاص منهم في جميع الدول الاوروبية وستعود دوامة الحرب من جديد وسيكون القادم اصعب واخطر من السابق.
وهناك شريك ومستعمر قديم يبحث عن دور له في سوريا،فرنسا تبحث عن ماضيها في سوريا وتحاول فرنسا سد الفراغ الامريكي ولكن الى جانب من ستقف ومن ستدعم وهل ستكون احدى ادوات امريكيا مقابل اعادة دورها في سوريا ، هل ستدعم الاكراد ضد تركيا ام داعش ضد روسيا وايران ،ام ستتجه الى روسيا والاتفاق معها لاعطاء دور لها في مستقبل سوريا.
وهل سيكون هناك خلاف بين الدول المتواجده على الاراضي السورية ومن سيحاول انهاء الآخر ليحقق اهداف سياسته على الاراضي السورية ويملك ورقة ضغط سياسية على دول اخرى.
هناك مستقبل مجهول للدولة السورية والدول المجاورة لها ،وهل ستنقل هذه الحروب الى الدول المجاورة ،وهل ستكون الحالة السورية ورقة ضغط على دول المنطقة وابقاء المنطقة مشتعله لفترة طويلة واشغال المسلمين والعرب والابتعاد عن قضية القدس والقضية الفلسطينية وابقاء اسرائيل محتلة ومحاولة التوسع اكثر في الاراضي العربية في الدول الاخرى حتى لو كان بدعم جماعات اخر. تحارب باسمها ولكن من اسفل الطاولة،
ولا نعلم ما تبقى لنا من مؤامرات تحت الطاولة ،الطاولة التي نتمنى ان ياتي يوما لنقلبها على من يخطط مستقبل الدول العربية وشعوبها.
fhom_2003@yahoo.com