22-12-2018 10:38 AM
بقلم : حلمي تيم
أخر رابعة
كانت أمي وبقيت هي أمي
وبقيت ساعة الحائط تدق حتى الرابعة
يا وجه الأرض تعال, لتضم أمي
الآن تزفها ملائكة السماء
ظلام حياة الدامسة
أمي ماتت.....
صامته.....
هرب النوم من جفوني أين نحن بعد ألان
بكى معنا تراب الأرض بقطرات من الندى
وبكت أم أيمن
وأبكت عتبة الدار
...آه ما أروعك يا أم أيمن
بك ذكريات الصبا....
امنا....
ألان لن تعود ولن يعود كاس شاي
ولن تشربوا القهوة ببيتنا العتيق بالشام
هي النهاية
فحصون الحياة تتكسر
الليل بدأ يموت
والشتاء يروي كلماتي
فلا مكانا بعد الصمت إلا البكاء
كانت
دنياك حصنا للألم
فكم حنين أنفاسك الأخيرة عذبني
اعتصرت كلمة امي .... أنا اليوم بلا أم
نظرت للسماء ....غيومها تبكي بكاء كانون
وغصة من دموع ترسم وجع قلب تقطع
اصرخ واصرخ بهذا الليل الطويل
انكسر الحنان
عمرك كان قربانا
كنت لنا .....وكان صوتك ريحانا
حملت بنا سنين مبعثرة .... لتحُمل بنعش حيران
هان علينا تراب قبرك وهانت الحياة للإنسان
وشواهد القبور سكن جديد
حديث يردد صداه تلك الحجارة الصماء
نحن....
سطح الأرض ....محصولنا النهائي
يوم حياتنا موجة وموج ومستنقعات
أمي ماتت الآن
أرض سحاب وطنُها الأخير ماتت وبقلبها وطن
لم يكن حِلمُها بالعودة رمادا أو دهن كلمات
به صوت وبضع كلمات حلمت بعودة للوطن.....
وقطرة ندى بفي الزمن
نامت بمكانها الأخير ، لتعيشَ طيورِ الزمانِ والمكان
وأنا أشتعل بحبها، كي لا يختفي ضوءَ الشمس
انت امي وأنا ابنك الحزين