حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 13446

ماذا بعد الإنسحاب الأمريكي من سوريا؟

ماذا بعد الإنسحاب الأمريكي من سوريا؟

ماذا بعد الإنسحاب الأمريكي من سوريا؟

22-12-2018 10:42 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : جرير خلف

اعلن البيت الابيض بالامس بدء سحب القوات الامريكية من سوريا وبشكل فاجئ الجميع بإستثناء ترامب الذي اخذ القرار باعتباره إعلان نصر على داعش، لتتحرك بذلك مراكز القوى الموجودة على الساحة السورية لسد الفراغ الذي سيخلفه انسحاب الفي جندي امريكي من شرق نهر الفرات تاركة وراءها حلفاءها الاكراد دون (ظهر) تحتمي به .
من ينظر الى المشهد الكامل في الشرق العربي يجد ان جميع القوى العالمية تموضعت منذ بضع سنين في المنطقة المتلهبة في سوريا، هذه القوات ابتداءا من روسيا وامريكا وايران وتركيا وبريطانيا وفرنسا وحزب الله وقوات سوريا الديموقراطية (ذات الأغلبية الكردية) وداعش وقوات الحشد الشعبي العراقي ... بالاضافة للجيش السوري والجيش الحر والفصائل المنتفضة على النظام ... هذه القوى وجدت لها موطيء قدم وعززت وجودها وحددت أعدائها مرحليا واختارت حجمها الذي تعتقد انه يناسب المرحلة التي اصحبنا نحن ابناء المنطقة نجهلها، حيث اصبح الصراع هناك خبيثا بحيث لا يمكن اختراق ماهيته ، والكل هناك يختار عدوه لمرحلة ما ثم يتجاوزه للبحث عن عدو اّخر يبرر أسباب وجوده وبالطبع يتوفر (داعش) في الصحراء السورية كعدو جاهز مبررا عداوته ومقدسا محاربته وذلك عندما تعجز القوى الموجودة على الساحة السورية عن الاعلان عن العدو الحقيقي لها.
لقد سبق هذا الأنسحاب الأمريكي انسحاب إيراني صامت لبعض قواتها ومستودعات اسلحتها من سوريا وإعادة نشرها في لبنان والعراق... وبالمقابل بدأت القوات التركية تستعد لتحل مكان القوات الامريكية المنسحبة... بنفس الوقت الذي يجد نفسه النظام السوري بأنتظار ردة الفعل الروسي المؤيدة للأنسحاب الأمريكي لكي يبحث عن حصته أو دوره في منطقة شرق نهر الفرات والشمال السوري والذي اصبح بدون عرّاب.
هذه الحركة المستمرة للقوى في سوريا وإعادة التموضع لها قد تعطي مؤشرات عدة للسيناريوهات المتوقعة للمنطقة... فالصراع الأستعراضي بين الثعالب (إيران وإسرائيل) يفرض نفسه هذه الأيام وبقوة، حيث تحتاج كلا من إيران و(إسرائيل) لهذا الصراع لأجل إدامته فقط والإسترزاق منه على الصعيد الإقليمي والدولي... فيما تقوم القوات التركية بالتحضير لإشغال منطقة الأنسحاب الأمريكي لتضخيم منطقة سيطرتها في سوريا ولتصفية حسابها مع قوات سوريا الديموقراطية بصفتها الذراع العسكري لقومية الأكراد المناضلة لإنتزاع إستقلال الأقليم الكردي الموزع بين سوريا والعراق وايران وتركيا.
علينا الان ان ننتظر تفجيرا تصاعديا للوضع وصراعا ثنائيا وثلاثيا وأكثر لخلخلة الوضع في المنطقة فيما قررت أمريكا الجلوس على المدرجات لبرهة من الزمن... فالجميع هناك يعرف ماذا يحصل وماذا سيحصل... ولكل من هذه القوى دوره المرسوم للوصول بالنهاية الى تركيع المنطقة العربية كلها وتأديب الجميع فيها، وعلينا أن ندرك أننا الان لم نعد نملك ترف الخيار او حق الحلم بأي نتيجة فكل النتائج تشير الى ان صفعة القرن قادمة و(إسرائيل) دائمة ولكل من إيران وتركيا حصتها المغتصبة فيما تستفرد القوى العظمى بالحصة الأكبر والتي إحداها فقط حقول النفط والغازبدءا من الكنز الضخم المكتشف حديثا في شرق البحر الابيض المتوسط وانتهاءا بحقول النفط في صحراء ليبيا... وطبعا داعش باقية بقاء ورق التواليت في حمامات السادة.








طباعة
  • المشاهدات: 13446
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم