02-01-2019 10:26 AM
بقلم : أ.د.عدنان مساعده
في كل المواقف الصعبة والتحديات التي تواجه الوطن يتعمق لدينا يوما بعد يوم عشق الجندية التي تغرس الكرامة في النفوس وتصنع القيم الحقيقية لفهم الحياة، واصبحت الجندية تسري في دمائنا ومنذ ان وعينا على هذه الدنيا ونحن نرى شعار الجيش يزين هامات الرجال بطلتهم المهيوبة وعنفوانهم الذي لا ينكسر…ومنذ ان وعينا على هذه الارض اربعة ثوابت امتلكت الوجدان والضمير هي الله.. الوطن.. الملك.. والجيش، لاننا من الله تعالى نستمد القوة والعزيمة الايمان والطمأنينة، ولان الوطن هو الخيمة التي نستظل تحتها بدفء وحنان فمهما ارتحلنا واينما حللنا لم نجد اطيب من هواء الاردن وشمسه وسمائه فكان صدق الانتماء حالة يومية نعيشها تجاه اغلى واجمل الاوطان، ولان جلالة الملك رمز سيادة الوطن وعزته وشموخه فكان صدق الولاء الذي لا تنطفيء جذوته عند كل الاردنيين الشرفاء الذين بادلوا مليكهم المفدى حب بحب ووفاء بوفاء، ولان الجيش درع الوطن وحصنه المنيع في رد العاديات وكسر كل قوى الشر كان بالنسبة لنا نحن الاردنيين جميعا خطا احمر لا يجوز لكائن من كان ان يسيء اليه وينال من هيبته… هذه الاربع هي مسلمات بل هي ثوابت تربينا عليها في اردن ارض العزم.
وفي ذكرى شهداء قلعة الكرك، كانت إرادة الرجال الصلبة التي لا تلين فهم دائما حماته الأباة فلبوا النداء لمطاردة تلك الحفنة الضالة والمضللة من خوارج العصر التي أرادت النيل من استقرار وطننا ومجد كركنا، متوهمة بفكرها الظلامي وحقدها الأسود الدفين ونهجها الغادر أنها قادرة على تحقيق مخططاتها الإجرامية تجاه الاردن، ولم تدرك لضلالها وجاهليتها العمياء أبدا من هو الاردني وقت الشدائد الذي يتحول كل واحد فينا إلى ليث هصور لا يخاف الموت ليهب الحياة لأرض هذه الثرى المباركة ... لك الله أيها الوطن كم أنت عظيم ومحروس برعاية رب السماء ...لك الله كم هي اسوارك عالية قوية عصية على كل متآمر خوان أشر.
ان جيشنا الاردني الباسل وأجهزتنا الأمنية اليقظة دائما التي عاهدت الله تعالى وجلالة قائدنا الأعلى وشعبنا الوفي أن يبقى أردننا قويا عصيا على كل المؤامرات والمحاولات التي يخطط لها البائسون من هذه الفئات الضالة والمضللة الذين تاهوا الطريق وتفرقت بهم السبل، وأنى لهذه الغربان من العبث بأعشاش النسور وكان الويل لهم ولمخططاتهم البائسة ومكرهم الأسود حيث رد كل ذلك الى نحورهم وكانت وبالا عليهم... لقد كانت رسالة قوية من شهدائنا الابطال أن أرض الأردن... أرض الكرامة والمجد...وأرض الرسالات وموطن الأحرار تحرسها عين الله وأيدي وسواعد رجال أشداء لا يهابون الموت، يؤمنون بان تراب هذه الأرض نار ونور... نار تحرق وجوه المعتدين والمارقين والخوارج الجدد والرافضين والساقطين من حملة الأراجيف والشعوذة والأفكار السوداء الدخيلة التي يحملونها في رؤوسهم الفارغة التي يمقتها ولا يقرّها ديننا الحنيف دين الوسطية والعقل والتسامح....كما ان ثرى هذا الوطن نور يضاء بدروب التضحية والفداء التي يقدمها هؤلاء الرجال المؤمنون بربهم المنتمون لوطنهم وقيادتهم الذين أقسموا ان يعيشوا من أجل الأردن الوطن الأغلى والأبهى بناء ونهضة والموت من أجله دفاعا وتضحية ليبقى سيد الأوطان... أسواره قوية... وجباله راسخة... وليبقى بلاد التين والزيتون وأرض الشيح والزعتر والدحنون.
نعم، ان عبق الشهادة وعنفوان القيادة توأمان في وجه هذه الأرض الأردنية ...العربية الوجه والرسالة لنرد العاديات وكل محاولات النيل من أمنه واستقراره... فمضى شهيدنا البطل المقدم سائد المعايطة ورفاقه لتطهير قلعة الكرك الأبية من دنس هؤلاء المارقين والأشرار تساندهم القلعة ذاتها حيث انتفضت حرّة أبيّة ولفظت هؤلاء الخونة والخوارج وقذفت بهم الى مزبلة التاريخ.
ومضى شهداؤنا يكرسون معنى الانتماء الحقيقي لوطنهم ومضوا إلى رحاب الله على درب الشهداء درب عبد الله الاول بن الحسين طيب الله ثراه الذي تلقى رصاصات الغدر ولاقى ربه شهيدا أمام بوابة الاقصى الشريف ودرب وصفي التل الذي يعيش في ضمائر الاحرار والشرفاء... وفراس العجلوني، ومعاذ الكساسبه وراشد الزيود ومحمود العوامله وجمال الدرواشة واحمد الحراحشة وهاني القعايده ولؤي الزيود وعمر الحياري...الذين ضحوا بأنفسهم وهم يقومون بواجب التضحية فروت دماؤهم الزكية ثرى الاردن الطاهر وانتبت كبرياء ومجدا وعنفوانا كتبت حروفه بنبض شرايين دم الشهداء والبطولة لتشرق شمس هذا الوطن بنور ربها وليزداد ألقها بهاء وضياء.
جنودنا البواسل .. أهلنا في الكرك الشماء...لقد استحوذتم مكانا عليا في قلوب كافة الاردنيين الشرفاء، وكانت التضحيات والإيثار التي وقفتموها بشموخ وأنفة تجاه اردننا الغالي، فبوركت سواعدكم الأبيّة وبوركت تلك الهامات العالية التي ُيزين جباهها التاج المكلّل بالعز والفخار، وبوركت دماء شهدائنا... وبوركت يا كرك المجد وقلعتك الابية. جنودنا البواسل انتم السادة وفخر الوطن، حمى الله الاردن، ولا نامت أعين الجبناء.