03-01-2019 09:00 AM
سرايا - كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين أمس، عن معاناة كبيرة يعيشها أحد أسرى قطاع غزة، تتمثل في حرمانه من زيارة ذويه منذ 18 عاما، وهو أحد 295 أسيرا من القطاع، يعانون كباقي الأسرى من سوء ظروف الاحتجاز وقسوة المعاملة والإهمال الطبي.
وقالت الهيئة إن سلطات الاحتلال الاسرائيلي تواصل حرمان الأسير فارس أحمد بارود (51 عاما) من قطاع غزة، من زيارة عائلته للعام الـ18 على التوالي.
وذكرت أن الأسير هو أحد الأسرى القدامى الذين جرى اعتقالهم قبل توقيع اتفاق اوسلو، حيث تمت عملية اعتقاله عام 1991، ومحكوم بالسجن المؤبد و35 عاماً. ويتواجد الأسير بارود حاليا في «سجن ريمون»، وقد تنقل بين عدة سجون وعزل لمرات عديدة، على مدى سنوات اعتقاله المتواصلة منذ أكثر من 27 عاما.
وأوضحت هيئة شؤون الأسرى أن هذا الأسير يعاني من عدّة مشاكل صحية، وأنه فقد قبل عام والدته الحاجة أم فارس، التي فقدت بصرها بعد طول انتظار، حرمت خلالها من زيارة نجلها على مدار السنوات السابقة.
وكانت تصر على المشاركة في كل فعاليات مناصرة الأسرى في قطاع غزة.
وفي سياق الحديث عن أسرى غزة، قال المسؤول في الهيئة عبد الناصر فروانة، إن سلطات الاحتلال تحتجز في سجونها ومعتقلاتها 295 أسيرا من قطاع غزة، غالبيتهم تقبع في سجون الجنوب «النقب، ونفحة، وريمون» بينهم ثلاث نساء ومجموعهم يشكلون قرابة 5% من إجمالي الأسرى في سجون الاحتلال.
وأشار في تصريح صحافي الى أن قائمة عمداء الأسرى وهو مصطلح يُطلقه الفلسطينيون على من مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاما، تتضمن ثمانية أسرى من غزة.
وذكر أن هناك اثنين من هؤلاء معتقلان منذ ما قبل «اتفاق أوسلو» وقد مضى على اعتقالهما أكثر من ربع قرن، وهما فارس بارود والمعتقل منذ 23 مارس/ آذار1991، وضياء الأغا المعتقل منذ 12 أكتوبر/ تشرين الأول 1992، اللذان كانا ضمن صفقة الدفعة الرابعة التي تنصلت منها الحكومة الإسرائيلية ورفضت إطلاق سراحهم نهاية مارس عام2014 وفقا لاتفاقية فلسطينية اسرائيلية برعاية أمريكية، وبسبب ذلك توقفت المفاوضات آنذاك.
وأشار إلى وجود 27 أسيراً من قطاع غزة يقضون أحكاما بالسجن المؤبد (مدى الحياة) لمرة واحدة أو لعدة مرات، وأن الأسير حسن عبد الرحمن سلامة المعتقل منذ 17مايو/ أيار 1996 هو الأعلى حكماً من بين أسرى غزة، حيث صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد 48 مرة، بالإضافة الى 20 عاما، لافتا إلى أن الأسير فؤاد الشوبكي البالغ من العمر 79 عاما، يعتبر أكبر الأسرى سنا، حيث يُطلق عليه الفلسطينيون لقب «شيخ الأسرى».
وأوضح أن سلطات الاحتلال لم تستثنِ القطاع يوماً من اعتقالاتها، وأنها تستمر في استهداف أبنائه وملاحقتهم واعتقالهم واحتجازهم والزج بهم في سجونها ومعتقلاتها، لافتا إلى أن الاحتلال قام خلال العام المنصرم 2018، باعتقال نحو 191 مواطنا في قطاع غزة.
ولفت إلى أن قرابة نصفهم كانوا من العاملين في مهنة الصيد وتم احتجازهم في عرض البحر، فيما جرى اعتقال الباقي أثناء تنقلهم عبر معبر بيت حانون «ايرز»، وعلى الحدود الشمالية والشرقية للقطاع، بحجة اقترابهم من الحدود الفاصلة أو التسلل وتجاوز تلك الحدود. وذكر أن أسرى القطاع يعانون كباقي الأسرى من سوء ظروف الاحتجاز وقسوة المعاملة والإهمال الطبي.
وقال إن ذلك تضاف إليه معاناتهم ومعاناة ذويهم المتفاقمة جراء شروط زيارات الأهل المجحفة والظالمة وحرمان الكثير من أفراد العائلة من رؤية أبنائهم الأسرى بذريعة «المنع الأمني».
وتعتقل سلطات الاحتلال أكثر من 6500 أسير فلسطيني، بينهم نساء وأطفال وكبار في السن ومرضى، وجميعهم يشتكون من معاملتهم بشكل سيىء، ويؤكدون تعرضهم للتعذيب والضرب، ومنهم من هم محرومون من زيارة الأهل، كما تتعمد سلطات السجون الزج بعدد منهم في العزل الانفرادي، ويشتكي هؤلاء جميعا من سوء الطعام المقدم لهم، ومن حرمانهم من التعليم.