03-01-2019 09:47 AM
سرايا - يبدو السؤال الذي يشغل بال المستهلكين مع بدايات 2019 هو: هل حان الوقت بعد لاعتبار السيارات الكهربائية بديلاً عملياً لسيارات الاحتراق الداخلي؟ ومن هذا السؤال تتفرع عشرات الأسئلة الفرعية حول ما إذا كان شراء هذا النوع من السيارات له جدوى خلال العام الجديد، وما إذا كانت هذه السيارات يمكن الاعتماد عليها، خصوصاً في المسافة التي تقطعها قبل الحاجة إلى الشحن، والتي تقل في معظم الأحيان عما تصرح به الشركات.
السيارات الكهربائية هي أحدث مرحلة تطور بعد السيارات الهايبرد والهايبرد بالشحن الخارجي وسيارات الدفع الهيدروجيني. وهي تعتمد على محرك أو محركات كهربائية وبطاريات يعاد شحنها تدفع السيارات إلى مسافات تصل الآن إلى ما بين 150 إلى 250 ميلاً قبل الحاجة إلى إعادة الشحن.
وهناك بالفعل الكثير من السيارات العملية المتاحة فعلاً في أسواق 2019، مثل جاغوار «أي بيس» ونيسان «ليف»، والمزيد منها سوف يصل قريباً إلى أسواق المنطقة. ويمكن للمستهلك في المنطقة أن يشتري من بين نخبة سيارات كهربائية متاحة بالفعل مثل سيارتي تيسلا «موديل إس» و«موديل إكس». ولشركة تيسلا صالة عرض في دبي فتحت أبوابها في العام الماضي.
كما بدأت مجموعة جنرال موتورز في عام 2018 بيع سيارات شيفروليه «بولت» الكهربائية الصغيرة التي تستخدمها أيضا شرطة دبي وسلطات المطار. وتدخل في المنافسة شركات صينية تعد العدة لدخول المنطقة هذا العام بسيارات كهربائية تستخدم بالفعل داخل الصين.
ولكن لا يمكن القول إن تقنية السيارات الكهربائية وصلت إلى درجة النضوج الذي يجعل قرار الشراء سهلا. فنحن ما زلنا على عتبات مرحلة جديدة والمستهلك ليس مستعداً بعد لتبني تقنيات جديدة غير معروفة الإبعاد. فلا أحد يستطيع أن يتكهن بقيمة السيارات الكهربائية بعد الاستعمال ولا بصلاحية البطاريات وعمرها الافتراضي أو تكلفة استبدالها حيث تتراجع الكفاءة مع تكرار الشحن. كما أن الثقة غير واردة في أرقام الشركات من حيث المدى الذي تقطعه السيارات الكهربائية حيث يتأثر المدى بالكثير من العناصر مثل الحمولة وسرعة المرور وطبيعة الطرق من حيث المطالع والمهابط ودرجة الحرارة الخارجية. ويعتمد المدى كذلك على استخدام الأضواء الخارجية والتكييف وتشغيل أنظمة الترفيه الموسيقية وشحن الأجهزة المحمولة.
وهناك الكثير من الوعود لوصول سيارات كهربائية بين عامي 2020 و2025 من عشرات الشركات تضاف إلى ما هو متاح في الأسواق بالفعل. وتدخل في السباق شركات معروفة مثل «مرسيدس بنز وبي إم دبليو واودي ونيسان وهيونداي وفولكسفاغن وتويوتا».
وهي تضاف إلى الخيارات المتاحة حاليا من سيارات «أي بيس» من جاغوار و«ليف» من نيسان و«أي 3» من بي إم دبليو وسيارات تيسلا. وفي عام 2019 تدخل إلى الأسواق سيارات مثل «كونا» الكهربائية من هيونداي و«إي نيرو» من كيا والجيل الجديد من نيسان «ليف»، بالإضافة إلى اودي «إي ترون» ومرسيدس «إي كيو سي».
معايير الاختيار
إلى جانب المعايير العامة من حيث اعتمادية السيارة ونسبة التقادم وسعر الشراء هناك مقياس آخر وهو تكلفة الاستعمال. ويأخذ هذا المعيار في الاعتبار مدى السيارة بالأميال أو الكيلومترات. والمدى الحقيقي يقل في معظم الأحوال عن المدى الذي تعلنه الشركات، فهو مثلا قد لا يزيد على 195 ميلا بدلاً من 235 ميلاً في حالة السيارة نيسان ليف، وعن 204 أميال بدلاً من 304 أميال في حالة السيارة تيسلا «موديل إس».
ومن حساب تكلفة إعادة شحن السيارة من نقاط الشحن العامة أو في المنزل يمكن حساب التكلفة لكل ميل تقطعه السيارة. وهي تتراوح حالياً بين 5 و6.6 سنت لكل ميل. ولكن مع زيادة المدى في الأجيال الجديدة وسرعة الشحن يمكن لهذه التكلفة أن تنخفض إلى سنت واحد لكل ميل.
من المعايير الأخرى التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار ارتفاع ثمن السيارات الكهربائية بالمقارنة مع سيارات الاحتراق الداخلي وعما إذا كان التوفير في استخدام الوقود والعوامل البيئية تبرر هذا الارتفاع. ومثل كل تقنية جديدة سوف تنخفض الأسعار تباعا مع دخول المزيد من الشركات إلى المنافسة.
ويرى موقع تحليل القيادة الكهربائية «درايفنغ إلكتريك» أن معظم مستخدمي السيارات الكهربائية لا يقطعون أكثر من 85 ميلا في الأسبوع وراء المقود مما يعني أنهم يستطيعون قيادة سياراتهم الكهربائية لمدة أسبوع كامل قبل الحاجة إلى إعادة الشحن.
وفي أوروبا أثبتت النرويج أن التحول نحو الدفع الكهربائي يمكن أن يحدث بسرعة في حالة توفر الحوافز المالية الكافية له. وتضع كل الدول الأوروبية أهداف التحول إلى الدفع الكهربائي ضمن مستقبل قيادة السيارات فيها، ولكنها تسير بسرعات متفاوتة نحو هذا الهدف.
في النرويج تدفع الحكومة حوافز سخية، بالإضافة إلى إعفاءات من تكاليف ضرائب الطرق والنقل على المعديات البحرية والصف المجاني وإمكانية استخدام حارات الباصات. وتصل نسبة السيارات الكهربائية في النرويج إلى 20 في المائة من الإجمالي.
في ألمانيا وعدت المستشارة أنجيلا ميركل في عام 2010 بأن سياستها تهدف إلى إيجاد مليون سيارة كهربائية على الشوارع الألمانية بحلول عام 2020. ولكن تعداد هذه السيارات في العام الماضي كان لا يزيد على 100 ألف سيارة، بما في ذلك سيارات الهايبرد بشحن خارجي. وبالطبع سوف يكون من الصعب تحقيق هدف المليون سيارة كهربائية في موعده. وتوفر الحكومة الألمانية حوافز تصل إلى ألفي يورو لتشجيع المشترين على التحول إلى سيارات كهربائية.
وتتسابق بريطانيا وفرنسا وإسبانيا على تحفيز الانتقال السريع إلى الدفع الكهربائي بتحديد عام 2040 كنهاية لإنتاج سيارات بترولية جديدة. وتقدم هذه الدول الحوافز وتفرض المزيد من الضرائب على إفرازات العادم كما تبني محطات شحن كهربائي لاستكمال البنية التحتية.
الإجابة على سؤال توقيت شراء سيارة كهربائية مركبة وليست سهلة. فهي تعتمد على ظروف كل مستهلك من حيث المسافة التي يقطعها يوميا وحجم السيارة المطلوب. والرأي السائد في أوساط الصناعة هو التريث في قرار الشراء لمدة عام آخر على الأقل حيث تصل الأسواق أجيال جديدة من السيارات الكهربائية توفر تقنيات أفضل ومدى اطول وأسعار أقل. كما تتطور أيضا شبكات الشحن وتتوحد المعايير.
- مزايا وعيوب السيارات الكهربائية
> من أهم مزايا السيارات الكهربائية أنها عالية الكفاءة وصامتة التشغيل وأرخص في التشغيل ونظيفة في الاستعمال ويمكن شحنها منزلياً.
> أما العيوب فتشمل ارتفاع أسعار الشراء وطول فترة الشحن وعدم وجود خيارات متعددة في الأسواق حالياً كما أنها محدودة المدى ولا تصلح في الرحلات الطويلة مثل سيارات الاحتراق الداخلي.