06-01-2019 12:43 PM
سرايا - كتب علي الشريف - حين كنت اتفقد ما يردني من رسائل عبر بريدي الالكتروني لفت انتباهي رسالة وصلتني حول احد الشباب الذي يعتبر من اهم الطاقات الاردنية ويستحق الاشارة اليه
هذا الشاب لم يخترع الذرة او اصول القنبلة النووية لكنه دخل كتاب جنتس للأرقام من خلال توليه منصب في الشركة حيث اعتبر اصغر شخص على وجه الارض يتسلم مهمة المدير التنفيذي لشركة طيران.
صحيح ان الشركة خاصة وانها عائلية بنسبة تفوق 90% لكن الاصح انني وحين كنت اقرا وجدت نهضه شاملة فيها دفعتها لان تكون في مقدمة الشركات الخاصة في مجال عملها ومن اوائل الشركات في الوطن العربي .
هذا الشخص تسلم مهامه وهو في ريعان الشباب حيث كان يبلغ من العمر 23 عاما ولكنه كان يمارس عمله بأبداع منقطع النظير وطاقه كبيره عز نظيرها مما اهله لان يكون علامة فارقه في مهنته بل شكل انموذجا حيا لطاقات الشباب الاردني الذي يمكن ان يبدع لو اعطيت له الامكانيات .
للأمانة شدني فضولي اكثر لان اتحدث معه بصرت ونجمت حتى استطعت ان اتحصل على هاتفه وحين كلمته عرفته بنفسي (طلع بعرفنيش) ودخلت انا وهو بفاصل كبير من الحوار حول مهنته واسباب تربعه على منصبه رغم انه في ذاك الوقت كان صغير السن فوجدت منه تواضعا واعطاني شرحا مفصلا احتاج لوقت كبير لكتابته.
عن المدير التنفيذي للشركة الاردنية للطيران اتحدث زهير الخشمان نجل الرجل الاقتصادي والسياسي والنائب السابق محمد الخشمان والذي يعد بحق احد ابرز نجاحات الشركة بل يعتبر من اهم من ارسى مداميك النجاح الصحيحة فيها.
حين تجد مسؤولا في شركة لا يختلف عليه اثنين ..وحين تجده يقوم بأداء مهامه بأمانه واخلاص ..وحين ترى معاملته مع الناس وتسال من يعملون تحت امرته عنه فلا تجد من يذمه تستطيع ان تفهم لماذا تبدع الشركات الخاصة وتنجح سياساتها الاقتصادية وتزدهر وتدرك اسباب فشل كل منظومه العمل في القطاع العام.
حين تفهم ان البيروقراطية في العمل غير موجوده وتشعر ان مديرك او المسؤول عنك يعطيك دافعا للنجاح ولتكون شريكا اساسيا في الابتكار والابداع ويمنحك الفرصة تلو الفرصة فحتما ستبدع .
حين يكون المسؤول مثلا اعلى في التعامل وفي التواضع وفي الحرص على راحة موظفيه قبل البحث عن المربح فحتما سنجد موظف ملتزم ومؤسسات ناجحة وقيم مثلى في العمل تعطي الدافع لمواصلة مسيرة مكللة بالإنجازات.
زهير الخشمان انموذج اردني لشاب ناضج فكريا ملم بأمور عمله وهو حالة استثنائية تستحق التأمل بل هو حالة تستحق الدراسة الفعلية ..فلربما يمثل هذا الشخص لنا طريقا واضح المعالم لنفهم كيف تدار الامور نحو النجاح ...ربما لا نستغرب ففرخ البط عوم.
همسة" الخبرة ليست في الاعمار ولو كانت كذلك لما راينا ترهلا في قطاعنا العام ..انما الخبرة تأتي في الممارسة وحسن التدبر والاستماع والتعامل والتعلم من الاخطاء ..مع عدم التمترس خلف بيروقراطية وفكر خاطئ وبريستيج ضر ما نفع