06-01-2019 11:35 AM
بقلم : رشا أبو مغلي
تحجرت الدموع بل ألادق أنها من صدمة لا حول لها ولا قوه لم تجمع من الدمع ليختصر اللحظة ..لحظة الوداع الاخير كانت تصرخ بصمت غريب وتبكي فراق الحبيب ...
كان هنا بقرب النافذة يجلس وعلى انغام فيروز يحتسي قهوته وحيدا...غريبا...إلا مني..
ومن بعض من ذكريات فإن دخلت قال : اشرقت الأنوار ومن الأن يا جميله بدء النهار فشاركيني القهوة التي أنت سكرها والصباح الذي أنت فجره وارقصي على نقر المطر وتمايلي كنا ومزاجنا الشتوي يعشق رائحة التراب لحظة المطر نداعب ابخرة البرد ونرسم بها أحلامنا كنا النصفين لروح واحده الى أن وفي مثل هذا اليوم وبعد ثلاثين دقيقة دخلت عليه غرفته ..فتح خضر العيون بتثاقل وسقط رأسه في حجري ..تهشم من اللوعة صدري ...رجعت للوراء غير مصدقة ولكنه كان القضاء سرق ما تبقى لي في هذه الحياة ...كسر ظهري وبت غريبة لا تحيا الا بأرواح وذكريات ونافذة تحبس قطر دمعها على بارد الزجاج ... وأنا في ذي اللحظة في منفاي وحدي اراقب النافذة بقلب مفطور نصف من ظلال ونصف من عتبي مقهور ..ولست أدري هل أدعوا الله له ولطيفه أم لله من غربتي أشكوه ..
منذ رحيله لم يبقى للشتاء معنى ولا تعاقب للفصول .. فصل واحد في مسرحية الدنيا فصل الدمع المرهون بفراق لا عود منه ولا ميعاد ارتحال اليه ...
اعتقد أنه روحه اليوم في ذكراه في إحدى الزوايا ..عالقة تراني تريد احتضاني ولكن تخشى علي كجندي مجهول يحارب لوطنه يستشهد لأجله ثم ينسى ويحلق في السموات مذكرا أينكم يا غرباء ..فصل الشتاء وهطل أمطار العشق... فأين القهوة والالحان والاحلام ..
أصرخ بصوت ملؤه شجن وحشرجة الموت تتدافع عبر انفاسي وانظر حولي عله يمر طيفا أو بعض ظل ...أركز بنقر المطر على النافذة اليتيمه وأرقص في حلقات وحلقات أدور كما الدنيا وابحث في المرايا عن بقايا لوجهي فلا أرى الا عدم فالعشق حين يكون انصاف وبقايا وجعه من شدة الألم يتشنج يتصلب ..يقع من سماء كمطر حزين ..غيثا أو صيبا لصب عاش عاشق الصبابة وانتهى بعد الصلابة روح بلا جسد حبيس صدر جسد بلا روح ..ذاك العناق الاخير وآخر ثرثرة للحب أنين ..وذي المطر سلام من المنفى الى غريبة الروح يذكرها بفصلهما بعد فصلهما فوق الأرض وتحتها والشاهد عليه اسم يتلوه إسم حبيبها..
النوافذ مغلقة على وجع ..
النوافذ محصنة بالألم..
النوافذ ذكريات بجراح لا تلتئم..
مذكرات يتيمه#