13-01-2019 08:35 AM
بقلم : ميادة ياسر
كلّهم يعلمون, إلّا هو ... وددت لو يعلم ... وددت لو يرى, ما بين عيني من كمد وأسى, وددت لو يرى ما بين جفني من أرق ... ما بين عقلي وقلبي من طوابير من تردد وشتات ... تلهّف, تحسّر, تعاسة, شقاء, وموت !!!
الموت يقف بين أضلاع قفصي الصدري, يريد أن ينهيني ولا يفعل, ألا ليته يفعل!
كلّ يرى المجرة في عيناي والتي كلّ نجومها أنت, كلّ يسمع تنهيدة الصعداء والتي كل زفيرها أنت, كلّ يرى أفعالك بين خطوط يدي, الكلّ يعلم, إلّا أنت ... ألا ليتك تعلم!
ألا ليتك تعلم كم من مرّة تسامرت أنا والليل على ألحان عذابك ياعذابي وعذوبتي, ألا ليتك تعلم كم من عقود أمضيتها في الأحلام أناديك يا مناداي ونداي, ألا ليتك تعلم كم من دهور مضت وأنا على حافة الإرتقاب يا مرتقَبي ... يا انتظاري ... يا كلّ وقتي, أنتظرك أن تأتي قبل الموت والولادة, أنتظرك أن تأتي قبل الوقت والتقويم, قبل أن تكون ...ولم تأتِ, ألا ليتك تأتي!
ألا ليتك تأتي لترى كم كلّي ناقص من دونك, ألا ليتك تأتي لترى كم بعضي كاملٌ بوجودك, ألا ليتك تعلم أنك وجودي ووجداني,... لكن أعلم أنّك لا تعلم ...
يعلمون علم اليقين من أنت ومن أنا, يعلمون أن خيالاتك تلاحقني, أمشي في طرقات الجحيم فيرون ظلك ورائي! ... فظلي دائماً يتبعك, وقلبي دائماً يتبعك, وعقلي دائماً يتبعك, وكلّي أنا أتبعك, لكنّك لا تعلم!
ألا ليتك تعلم ...