حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,27 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 18815

بولتون .. وطبول الحرب

بولتون .. وطبول الحرب

 بولتون  ..  وطبول الحرب

19-01-2019 09:47 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : رجا البدور
كنت قد كتبت مقالاً قبل سنوات وهو متوفر على المواقع الإخبارية ومعنون بـ ( اتفاق نووي.. لن يدوم ) لقناعتي بأن الاتفاق النووي مع إيران والدول الغربية قد تناسى وتجاوز نوعاً ما مصالح المحتل الإسرائيلي وقد ناضل السيد نتنياهو في ذلك الوقت نضالاً شرساً لإبطال هذا الاتفاق الذي اعتبرته إسرائيل اتفاقاً ضد ديمومة وجودها.. لكن إدارة اوباما أصرت على الاتفاق فنفذ أمره .

ألان مع مجئ ترامب والصقور من حزبه إلى سدة الحكم العالمي طرحوا بكل وضوح وبدون أي خجل من أي حليف غربي أو عربي أن امن إسرائيل ووجودها هو أولوية قصوى لأمريكا بناءاً على وعود قدمها ترامب أثناء حملته الانتخابية لــ اللوبي الصهيوني ومنظمة الايباك الصهيونية العالمية ... فجاءت صفقة القرن التي أطاحت بالحلم العربي وخاصة الفلسطيني بما يسمى حل الدولتين وطبق جزءاً مفصلياً من الصفقة على الواقع والميدان .. وتم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس مع اعتبارها العاصمة للدولة الإسرائيلية .
مع الضغط والإغراء الاقتصادي والسياسي على الدول لتلحق وتعترف بهذا الآمر إلى حد جعل نتنياهو يقول أن عرض صفقة القرن لم يعد حاجة ملحة حالياً .

فجاء دور الأمر الملح وهو هذا الاتفاق الذي شعر ساسة صهيون أن إيران لم توافق عليه عبثاً وأنها ولا بد وجدت نوعاً ما ثغرات فيه منها تنفذ إلى استمرارية سعيها لامتلاك السلاح النووي ولو بالخفاء وبما أن ذلك تهديد مباشر ووجودي للكيان الصهيوني فذلك سيخلق سباق للتسلح فيما لو حصلت إيران على السلاح النووي فيما بينها والدول السنية بناءاً على فرضية سني شيعي ... التي لعبت عليها وغذتها الدول الغربية وخاصة أمريكيا ونحن قلنا في مقال سابق أيضا أن السعودية الشقيقة هي المرشحة لهذا الامتلاك ... وهذا ما لا تريده إسرائيل لأنها لا تريد أن تخسر ما يسمى نظرية الردع النووي ... هنا تدخل اللوبي الصهيوني وضغط على الرئيس ترامب ليفي بوعده لهم فقام بإلغاء الاتفاق وأعاد السياج والحصار الاقتصادي على إيران وبضغوط اقتصادية هي الأشد والاعتى على
الإطلاق ومر التاريخ الإنساني ... لكن إلى متى ؟
وكيف إذا استطاعت الدولة الإيرانية الصمود والتحمل .

هنا جاء الحل الأخر الذي لا استبعده خلال مدة عامين منها ترى أمريكيا إمكانية الصمود من عدمه وإثناء ذلك تقوم أمريكا ببناء التحالف العربي ضد إيران المكون من مصر والأردن والسعودية وبعض دول الخليج ويبقى دور إسرائيل هو تحطيم الآلة العسكرية الإيرانية في سوريا ولبنان وها هو العم جون بولتون ... وهو من اشد المناصرين للحل العسكري ضد إيران يصول ويجول بالمنطقة لكسب التأييد لهذا التحالف الذي يبعد إسرائيل عن المواجهة المباشرة مع الدولة الإيرانية والذي سيبعد الصواريخ البالستية عن الدولة الصهيونية وستتحمل كلفة هذا الأمر الأراضي والشعوب العربية .

أنا أرى انه آن اوآن أن تفهم الدولة الإيرانية كلفة الخطر الذي يحيط بها وبشعبها وان هولاء اقصد ساسة إسرائيل لا يبنون وجود دولتهم المزعومة على الظنون والمحتمل .. وانه من الممكن أو غير الممكن بل يعملون بمنهجية وإستراتجية واضحة أمامهم ... فعلى الأصدقاء بإيران أن يقبلوا بالتفاوض وان يقدموا الضمانات الكافية لعدم التدخل وإحداث القلاقل بدول الجوار وان يسعوا دائماً لإعطاء إشارات ايجابية وحسن نوايا اتجاه الإخوة والأشقاء العرب وخاصة دول الخليج وان يبتعدوا عن العيش بأحلام الإمبراطورية الفارسية وان تلغي دعم جميع أجسامها بالمنطقة من حزب الله والحوثيين وغيرها... وان تنظر إلى إفراد شعبها... فهي دولة غنية بلا شك ولن يرضى عاقل من شعبها أن تكون دولته غنية جداً لكنه يعيش واقعاً كحياة مواطن بدولة افريقية فقيرة .

العامين القادمين هما عامان حاسمان بالمنطقة وخاصة لإيران وإتباعها والرئيس ترامب ومستشار الأمن القومي بولتون لن يستطيعان إلا إرضاء الوجود الإسرائيلي ليس حباً بها من الممكن .. ولكن الأول حباً بالولاية الثانية للولايات المتحدة .. والثاني حباً بالرئاسة لها من بعده .
إلى لقاء .








طباعة
  • المشاهدات: 18815
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم