22-01-2019 11:14 AM
بقلم : الدكتور فخري النصر
هناك الكثير من الانتقادات والاساءات التي تتوجه الى مدارسنا ومعلمينا والقائمين على عملية التدريس , وان هناك تقصير في عملية التدريس تبدأ من راس الهرم حتى تصل الى الطلاب والى المناهج واستراتيجيات التدريس واصحاب القرار والى المجتمع كاملا .
المشكلة هي مشكلة عامة والجميع يتحمل مسؤوليتها وكلا له دور مهم في عملية التدريس كي نحصد على ثمرة جيدة (طلابنا ) ذات مواصفات عالمية تصلح لكل مكان في العالم وتستطيع العيش والتأقلم مع العولمة الجديدة .
صحيح ان هناك ضعف بين الطلاب , وان غالبية الطلاب في مدارسنا الاردنية لا تجيد العمليات الاساسية للقراء والحساب والكتابة والمحادثة , وهناك مشكلة واضحة مثل وضح الشمس من ضعف تحصيلي بين طلاب المدارس والجامعات وبين الايدي العاملة التي تعمل بالمهن .
سنتحدث في هذا المقال عن ضعف التحصيل الناتج عن التأخر الدراسي وعن طرق والتريجات معالجته .
التأخر الدراسي
هو ما يمثل انخفاض نسبة التحصيل الدراسي تحت المستوى العادي المتوسط وهو نوعان:
–1 تأخر دراسي عام، أساسه انخفاض نسبة الذكاء حيث تتراوح بين 70-85 , (نسبة الذكاء هي الدرجة الناتجة من قسمة العمر العقلي للشخص (الذي يُحصل عليه من خوض اختبار نسبة الذكاء) على العمر الرقمي للشخص، كليهما في صورة سنوات وشهور. وبعدها يتم ضرب الناتج في 100 للحصول على نتيجة نسبة الذكاء).
–2 تأخر دراسي خاص، في مادة بعينها كالرياضيات واللغة الإنجليزية مثلا، وأساسه نقص القدرة الخاصة بتحصيل المادة.
أسباب التأخر الدراسي
من أهم أسباب التأخر الدراسي ما يلي:
–1 أسباب عضوية مثل التلف المخي، أو ضعف الحواس مثل السمع والبصر…
–2 الضعف الصحي العام واضطراب الكلام.
– 3 الضعف العقلي ونقص القدرات العقلية.
–4 ضعف الذاكرة والنسيان.
–5 اضطراب الحياة النفسية للمتعلم وصحته النفسية والجو النفسي وسوء التوافق
العام.
–6 سوء التوافق الأسري، والعلاقات الأسرية المضطربة، وأسلوب التربية الخاطئ
واضطراب الظروف الاقتصادية، والقلق على التحصيل، وارتفاع مستوى الطموح
بما لا يتناسب مع قدرات التلميذ.
–7 سوء التوافق المدرسي، وبعد المواد الدراسية عن الواقع، وعدم مناسبة المناهج وطرق التدريس، وعدم مناسبة الجو المدرسي العام، وعدم ملاءمة نُظم الامتحانات، وقلة الاهتمام بالدراسة، وكثرة الغياب والهروب، ونقص أو انعدام التوجيه التربوي.
–8 سوء التوافق الاجتماعي، والعلاقات الاجتماعية المضطربة.
–9 المشكلات الانفعالية والإحباط والقلق والاضطراب العصبي وعدم الاتزان الانفعالي، و هي كلها عوامل تؤثر على الاستذكار والتركيز والانتباه.
–10 ضعف الدافعية ونقص المثابرة وعدم بذل الجهد الكافي في التحصيل.
–11 الاعتماد الزائد على الغير، كالدروس الخصوصية، والتي انتشر استخدامها بصورة فائقة، لدرجة أصبحت المنازل كأنها مدارس للأبناء.
أعراض التأخر الدراسي
يُستدل على التأخر الدراسي من الأعراض التالية :
–1 إن الذكاء (أقل من المتوسط) أو الضعف العقلي هو السمة الظاهرة عند التأخر الدراسي.
–2 الأعراض العقلية: تشتت الانتباه وعدم القدرة على التركيز وضعف الذاكرة وهروب الأفكار واضطراب الفهم.
–3 التحصيل: بصفة عامة دون المتوسط ، إلى ضعيف في بعض المواد.
–4 الأعراض العضوية: الإجهاد والتوتر والحركات العصبية .
–5 الأعراض الانفعالية العاطفية المضطربة، والقلق والخمول…
–6 الاكتئاب العابر وعدم الثبات الانفعالي والشعور بالذنب والشعور بالنقص، والحقد والخجل والاستغراق في أحلام اليقظة وشرود الذهن.
–7 أعراض أخرى: قلة الاهتمام بالدراسة والغياب المتكرر من المدرسة…
تشخيص التأخر الدراسي
أهم خطوات تشخيص التأخر الدراسي تتمثل في:
1- يستطلع الأخصائي النفسي والمعلم والأخصائي الاجتماعي بمساعدة الوالدين دراسة الموقف الكلي للمتعلم المتأخر دراسيا.
2- دراسة المشكلة وتطورها والعلاقات الشخصية والاضطرابات العضوية للمتعلم.
3- دراسة الذكاء والقدرات العقلية المختلفة باستخدام الاختبارات النفسية المقننة.
4-دراسة المستوى التحصيلي والاستعدادات والميول باستخدام الاختبارات المقننة.
5- دراسة اتجاهات المتعلم نحو المعلمين ونحو المواد الدراسية.
6- دراسة شخصية المتعلم والعوامل المختلفة المؤثرة، مثل ضعف الثقة في النفس والخمول وكراهية المادة الدراسية…
7- دراسة الصحة العامة للمتعلم وحواسه، مثل السمع والبصر. والأمراض مثل الأنيميا وغيرها…
8- دراسة العوامل البيئية، مثل تنقل المتعلم من مدرسة لأخرى، وكثرة الغياب والهروب من المدرسة وشعور المتعلم بقيمة الدراسة وملاءمة المواد الدراسية وطرق التدريس والجو المدرسي العام وعلاقة التلميذ بوالديه والجو الأسري العام…
الوقاية من التأخر الدراسي
للوقاية من التأخر الدراسي يجب مراعاة ما يلي:
–1 تلافي حدوث أسبابه أي العوامل المؤدية إلى حدوثه.
–2 التوجيه التربوي المتواصل والتوجيه النفسي في المدارس.
–3 العناية بالنواحي الصحية والاجتماعية للمتعلمين.
علاج التأخر الدراسي
من أهم ملامح علاج التأخر الدراسي التي يستخدمها المعلم أو غيره ما يأتي:
1-العلاج عن طريق الأخصائي النفسي والمرشد النفسي والمعلم والأخصائي الاجتماعي والوالدين .
2-المحافظة على مستوى التحصيل ونمائه والحماية من زيادة التأخر، والقضاء على أعراضه.
3-التعرف على مشكلة التأخر الدراسي بطريقة موضوعية، وإقامة علاقة علاجية بين المتعلم والأخصائي في جو علاجي سليم، وتنمية بصيرة المتعلم والدافع للتحصيل الدراسي، وتشجيعه على التعديل الذاتي للسلوك، وتوجيه نشاطه توجيها علاجيا سليما، وتحسين مستوى توافقه الأسري والمدرسي والاجتماعي.
4-من وسائل علاج التأخر الدراسي يوجد العلاج الجسمي العام والعلاج النفسي العام والتوجيه النفسي والتربوي والمهني. إضافة إلى التعليم العلاجي، حيث توجه العناية الفردية اللازمة للمتعلم المتأخر دراسيا ويعطي من التمرينات العلاجية مع الاهتمام بالقدرات والمهارات الأساسية، بما يمكنه من اللحاق بزملائه في المستوى الدراسي.
5-الاهتمام بالمتابعة والتقويم.