حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,18 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 29154

العقبة: مدينة وميناء أُمَويّان ما تزال أغلب أجزائهما مدفونة تحت التراب والمياه

العقبة: مدينة وميناء أُمَويّان ما تزال أغلب أجزائهما مدفونة تحت التراب والمياه

العقبة: مدينة وميناء أُمَويّان ما تزال أغلب أجزائهما مدفونة تحت التراب والمياه

23-01-2019 12:45 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - ما تزال أغلب أجزاء الميناء الأثري الأُموي المكتشف في العقبة، مدفونة تحت التراب ومياه البحر، بعيدة عن الخريطة السياحية للمدينة، بشكل يليق بمكانته الأثرية والمدينة الإسلامية التاريخية التي كان يخدمها.

وأظهرت أعمال تنقيب بحرية أجرتها الجمعية العلمية لحماية البيئة البحرية بداية العام الماضي، وجود ميناء بحري يعود إلى الفترة الإسلامية الأموية، فيما يعد الميناء الغارق تحت المدينة التي عرفت باسم "أيلة” في العصور القديمة أول عمارة بحرية غارقة يتم الكشف عنها في المنطقة.
ويطالب سكان بإيلاء المدينة الاسلامية والتي يعود بناؤها الى أوائل عصر الدولة الاسلامية (650) ميلادي، الاهتمام والعناية بها، ووضعها على خريطة العقبة السياحية والترويج لها بشكل يليق بمكانتها التاريخية.

ويبين الخبراء ان المدينة الاسلامية هي امتداد لميناء ميناء "آيلة” الذي كان نشطاً في الفترة ما بين القرن السابع و الثاني عشر، وكان جزءاً من الطريق التجاري الذي يربط بلاد الشام بأجزاء أخرى من الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا.
وتقع مدينة ايلة الاسلامية على مساحة 16 دونما على شاطئ العقبة، بين اكبر المنتجعات السياحية، فيما لا يزيد ما تم اكتشافه منها على 40 % في حين ان معظم المدينة ما يزال مدفونا لعدم توفر مخصصات لاستمرار الحفريات، اضافة الى ان الموقع لم يحظ بالاهتمام الذي حظيت به مرافق اخرى في المدينة.
الاطلالة الفريدة للمدينة الاسلامية على الشاطئ جعل المواطنين يطالبون الجهات المعنية وعلى رأسها دائرة الآثار العامة وسلطة العقبة الخاصة، بجعلها متنفساً سياحياً للزوار المحليين والاجانب، مؤكدين ان المكان غير معروف عند بعض أبناء العقبة.

ويقول المواطن محمد الرواشدة ان مدينة ايلة الاسلامية تعاني من تهميش في الترويج السياحي، رغم وجود ميناء بحري أثري، مؤكداً أن الموقع على وضعه الحالي غير مهيأة لاستقبال السياح والزوار نتيجة اغلاق الابواب بالسلاسل الحديدة، وعدم وجود اماكن للسير عليها، بالاضافة الى غياب لوحات ارشادية تعريفية للموقع.

ويبين المواطن محمد الترك، ان الاكتشاف الكبير الذي جرى العام الماضي لا يمكن ان يترك دون تحرك رسمي، للتنقيب في الموقع والاعلان عن الميناء البحري، لزيادة قيمة العقبة السياحية والاثرية والتاريخية ، مؤكداً ان الجهات ذات العلاقة لا تقوم بدورها كما ينبغي، مشيراً ان الميناء كنز اثري يجب التوسع بالترويج له وربطه بكافة المقومات السياحية الموجودة في العقبة.
ويشير المواطن احمد عبد الله عند بوابة المدينة الاسلامية وهو ينظر الى الاثار المتبقية ويتحدث بحزن عما اصابها، ويقول ” هذا الموقع لو انه منشأة سياحية لوجد الاهتمام والمتابعة”.
ويتابع” اني اشعر بخيبة امل كبيرة نتيجة اهمال الموقع بهذه الصورة”، مؤكدا ان السلطة الخاصة ودائرة الاثار العامة مقصرة بحق اقدم مدينة اسلامية اثرية في بلاد الشام والاهمال بوجود ميناء بحري لا نسمع عنه أي شيء.
يذكر ان مدينة الإسلامية هي اول مدينة أُنشئت خارج حدود الجزيرة العربية؛ وتحتل مساحة في الجزء الشمالي الغربي من مدينة العقبة؛ ويعتبر وجود أطلال هذه المدينة خير دليل على عراقة وأصالة تاريخ مدينة العقبة.
كما يشير التاريخ إلى أن مدينة آيلة قد اتخذت أهمية كبيرة عبر التاريخ؛ لتميز موقعها الجغرافي الاستراتيجي، الذي اعتُبِرَ بمثابة حلقة وصل بين مناطق الشام، والحجاز، ومِصر.
وتحكي آثار "ايلة” الاسلامية في شمال العقبة قصة مدينة العقبة ومجدا تليدا عاشته، حيث اقيمت مشاريع حديثة اتخذت من ايلة اسما لها كمشروع واحة ايلة الذي يعد من اضخم مشاريع المدينة.

وبمحاذاة آثار المدينة الاسلامية تنهض بوابة العقبة معلما سياحيا يشد الانظار بجمال تصميمه، الذي يختزل المدينة الافلة، وفنادق فخمة اتخذت قاعات بداخلها اسم العقبة القديم.
ويضيف الباحث عبد الله المنزلاوي ان الروايات التاريخية ترجح إنشاء المدينة إلى عام ٦٥٠ ميلادي، في عهد الخليفة عثمان بن عفان، لتكون أول مدينة إسلامية تأسست خارج الجزيرة العربية.
واوضح ان الروايات تشير إلى أن المدينة التي تقع أطلالها في مدينة العقبة الشاطئية، ازدهرت في العصرين الأموي والعباسي، قبل أن تتراجع أهميتها أواخر القرن الثاني عشر، بسبب زلزال ضرب المنطقة ودمر المدينة، تبعه العديد من الغزوات العسكرية.
وقال منزلاوي ان ابرز المعالم الأثرية، التي تم الكشف عنها هي أسوار المدينة، خاصة الجزء الشمالي الغربي من سور المدينة بطول 80 مترا، ويتألف من جدارين متوازيين من الحجارة تم طمر المسافة بينهما بالطمم، وأبراج نصف دائرية تدعم الجدارين على مسافات متساوية محاطة ببوابة المدينة، كما امتدت اسوار اخرى من هذه البوابة الى الجنوب والى الشمال تحت طريق الكورنيش الحالي.
وبين المنزلاوي ان للمدينة أربعة مداخل أو أبواب تتوسط الأسوار المحيطة وهي باب الشام وباب الحجاز وباب مصر وباب البحر، اضافة الى المسجد العباسي المقام على المنصة ويمكن الوصول إليه بواسطة الدرج الموجود على جانبيه.
وشهد عام 1986 أول عملية استكشاف للمدينة خلال أعمال التنقيب المشتركة بين الأردن والولايات المتحدة الأميركية، بالتعاون مع جامعة شيكاغو، وعثر خلالها على بقايا للمدينة على اليابسة، ورجح العلماء حينها أن بقايا هذه المدينة مدفونة تحت البحر.
ولذلك، فأن الجمعية الاردنية لحماية البيئة البحرية قامت بالتنقيب عن مدينة آيلة الإسلامية وميناؤها الاثري الموجود أجزاء كبيرة منها تحت سطح مياه خليج العقبة، كما أعلن سابقاً المدير التنفيذي للجمعية، إيهاب عيد، والذي اكد أن اكتشاف المدينة والميناء تؤكده الروايات التاريخية أنها أقدم مدينة تم إنشاؤها في منطقة البحر الأحمر.
من جهتها قالت مديرة مديرية اثار العقبة منال بسيوني، ان دائرة الاثار العامة وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ستقومان بتوقيع مذكرة تفاهم لتطوير موقع مدينة ايلة الاسلامية، مؤكدة ان مذكرة التفاهم ستعظم المنتج السياحي في العقبة من خلال تأهيل وتطوير المدينة الاسلامية، مشيرة ان المدينة ستكون بابهى صورة لها لاستقبال الزوار والسياح من داخل وخارج العقبة. وبينت أن الموقع الحالي لا توجد عليه اي رسوم دخول ولن يكون نهائياً.

الغد








طباعة
  • المشاهدات: 29154

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم