26-01-2019 08:53 AM
بقلم : أ. عماد المرينه بني يونس
أستيقظت من نومي على زامور سيارة النجدة ، وصوت ضجيج الباعة قد ملأ المكان ، وصوت السيارات هنا وهناك وكأنها تلف من حولي .
نهضت من فراشي مسرعاً ، ولملمت أوراقي ، وأرتديت ملابسي، لأذهب إلى السوق لشراء بعض الحاجات التي كانت قد أوصتني عليها أبنتي قبل يوم .
وعندما أقلت سيارتي ، وسرت بها إلى وجهتي ، وصلت إلى مدخل البلدة ، وإذا بسيارات كثيرة تملأ المكان ، والناس من حولي هنا وهناك يدخلون ويخرجون من المحال التجارية ، والإبتسامة ترتسم على وجوههم ، والسير في الطريق أمر غاية في الصعوبة ، وصوت الباعة يجلجل في المكان .
تقدمت قليلاً وإذا بالناس يتجمهرونً أمام الصراف الآلي ، فأيقنت حينها بأن المعاش قد أفرج عنه بعد غياب طويل، وأدركت أيضاً سبب الإبتسامة المرسومة على أوجه الحضور ، وسبب الزحام الذي أنا في وسطه الآن .
تلك هي مدينتي ، تفرح في الشهر لمدة لا تزيد عن خمسة أيام على الأكثر ، بناسها وتجّارها ، وبعد ذلك ، يخيم عليها الصمت والسكون إلى إشعار آخر، وباعتقادي أنها ليست هي المدينة الوحيدة في المملكة التي تنماز بهذه الصفات الحزينه ، فالأمثلة كثيرة ، والكل منا يعلمها.
هلّا أدركتم يا أهل بلدتي لِمَ أنا متشائم؟
هلّا أدركتم كم نحن جِياع؟
هلّا أدركتم مقدار السعادة التي تدخل على بيوتكم يوم المعاش؟
هلّا أدركتم مقدار البؤس والشفقة التي تلحق بكم قبل المعاش بأيام؟
#هلّا_أدركتم_لِمَ_أنا_أكتب؟
#ختاماً_إن_لم_تستطع_قول_الحق_فلا_تصفق_للباطل