26-01-2019 09:07 AM
بقلم : أ.د رشيد عبّاس
اخر عملية سطو للأسف الشديد وقعت في مدينتي الجميلة, مدينة سحاب, كانت يوم الثلاثاء بتاريخ 23 / 1 / 2019م وكانت بالتحديد على البنك الاهلي, وما زال أي بنك في أي مدينة اردنية مهدد في أي لحظة من اللحظات بعملية سطو مسلح (سرقة مخطط لها), ومع ان الاجهزة الامنية المعنية مشكورة على جهودها المستمرة حيث انها تستطيع خلال ساعات قليلة من القاء القبض على هؤلاء اللصوص, وكان ذلك واضحا في جميع حالات وعمليات السطو التي حدثت سابقا وفي جميع المناطق, الا ان هذه الظاهرة ما زالت مستمرة وتحدث بين الفينة والاخرى هنا وهناك.
(اللص) يعرف انه سيتم القاء القبض عليه في اخر المطاف, حيث عمليات السطو والسرقة التي سبقت عمليته والتي بالتأكيد يكون قد سمع بنتائجها وقرأ عنها, ومع كل ذلك يقوم بعملية السطو والسرقة, وهنا نريد تفسيرا من اصحاب الاختصاص من ذوي الدرجات والشهادات العليا في علم النفس اعطاءنا تفسيرا واضحا حول ذلك, ونريد في نفس الوقت من الاجهزة الامنية المعنية الكشف عن (دوافع) هؤلاء اللصوص, من خلال دراسات واحصائيات دقيقة وواقعية لديهم وحصلوا عليها, ...ونتساءل نحن هنا, هل الفقر والحاجة هو الدافع؟ ام ان حب الانتقام هو الدافع؟ ام هي عادة اكتسبها هؤلاء منذُ الصغر نتيجة للتنشئة الاسرية؟ وربما يقول اخر هل الدافع هو قلة مسؤولية وقلة الوازع الديني لدى هؤلاء اللصوص.
بكل صراحة, الحكومة هنا معنية بوضع هذه الظاهرة تحت المجهر كون السارق يحمل في معظم حالات السطو والسرقة (السلاح), والحكومة معنية في رصد الدوافع وتشخيصها, ومعنية كذلك في وضع الحلول الصحيحة, ومعنية ايضا في حماية البنوك بطرق اكثر فاعلية, كون البنوك هي مستودع المال, وهناك اعين تراقب ذلك المال, وكون السطو المسلح على البنوك اصبح سرقة مخطط لها مهما كانت الدوافع والاسباب, كالحاجة او حب الانتقام او خلل في التنشئة الاجتماعية او حتى قلة الوازع الديني .
وهنا اقترح على الحكومة الموقرة ان تصمم برنامجا لإعادة تأهيل كل من قام بعملية سرقة في أي مكان او حتى فكّر بها سواء كان من الذكور او من الاناث, ومهما كانت نوع وحجم السرقة, (فمن القليل يأتي الكثير) كما يقال, ونُخضع كل هؤلاء اللصوص لذلك البرنامج, لان السرقة هي المؤشر الطبيعي لجميع عمليات ومراحل التنشئة الاسرية, كيف لا وجذور السطو (المسلح) على البنوك وغيرها من الاماكن تعود دون ادنى شك الى سرقات بدأت خفيفة لطيفة, تتستر عليها الاسر وتُخفي معالمها, مع انها تصنف عملا منكرا, ويجب عدم تركها كون ذلك يعنينا جميعا, حفاظا على ارواح الناس داخل وخارج البنوك.
بقي ان نقول: لقد تجلّت عدالة الإسلام ونزاهة الدين في تطبيق الإحكام والحدود على الجميع دون استثناء, كيف لا وقد استشهد رسول الله (ص) ببنته سيدة نساء العالمين أم الأئمة عليها وعليهم السلام أي بصلة نسبها منه وبمكانتها, واصفا المشهد عليه الصلاة والسلام أنها لو سرقت لأقام عليها الحد, أي السرقة الموجبة لقطع اليد, ولن ينفعها نسبها ولا قربها من رسول الله في التجاوز عن حدود الله, حيث قال عليه السلام:(لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها), والبقية عند الحكومة.