16-02-2008 04:00 PM
* ....الناظر الى الساحه الأفغانيه الآن , يجدها قد تحولت في الأشهر الأخيره الى ساحة حرب حقيقيه مفعّله طالبانياً وتكاد تنافس العراق في حجم العمليات , فالهجمات الطالبانيه في تصاعد مستمر , والخسائر في صفوف قوات حلف الناتو تتزايد يوماً بعد يوم , وحكومة حميد كرزاي تزداد عزلة وضعفاً , وهذا مؤشر سياسي وأمني وعسكري قوي على أنّ الأوضاع في أفغانستان لا تسير وفق المخططات الأمريكيه ومخططات الناتو ....فهناك قتلى وجرحى ومختطفين , ويواجه الحلف الأطلسي الذي يقود العمليات العسكريه هناك محنه حقيقيه .
* .... وتعتقد واشنطن بشكل خاص والناتو بشكل عام انّ المشكله تكمن في عدد الجنود , لذلك تعمل الدول الأعضاء في حلف الناتو على زيادة عدد الجنود لمواجهة التصاعد الملفت لقوّة وعمليات طالبان العسكريه , وسط خلافات غربيه – غربيه ....بالمقابل المسأله ليست مسألة جنود هنا أو هناك , بل في الفكره من الأساس , فما يكشف عنه اعلامياً عبر وسائل الميديا العالميه ليس الاّ قليل من كثير , حيث تسعى الدول الغربيه وعلى رأسها الولايات المتحده الأمريكيه لتحويل أكثر دوله اسلاميه محافظه وتقليديه الى بلد غربي الملامح , فيما يبدو أنّه افتقاد مدهش لكل حس بالزمان والمكان , انّ الأفغان الوحيدين الذين تلتقيهم هذه النخبه الغربيه وبطانتها هم أولئك الذين يوزعون الشمبانيا والأطعمه الغربيه في الحفلات اياها , أما غالبية الأفغان الذين يعانون الفقر والحرمان فلا تكاد هذه الشرذمه يعرفون عنهم شيء , انّها مفارقه مبكيه ومحزنه , يدفعنا الى التساؤل التالي : أين منظمة المؤتمر الأسلامي عن أفغانستان وما يجري على أرضها وانسانها وحيوانها ؟!
* .... انّ الأمريكان خاصةً يرتكبون جرائم حرب في حق الشعب الأفغاني المسلم وقواه المدنيه بحجة الحرب على الأرهاب الأممي ويعملون على تحويله ودولته الأسلاميه من وضع كان يعيش فيه تحت نظام مثل نظام طالبان , الى نظام مستنسخ من الأنظمه الغربيه , يكشف عن جهل تام بالتاريخ والجغرافيا والقيم والمثل وقواعد التحول الأجتماعي , فالتدخل في أفغانستان يمثل خطأً تاريخيّاً عميقاً سيدفع الغرب ثمنه غالياً على المدى القريب والمدى الطويل , حيث استند الغزو على مبررات خاطئه , فلم يكن من بين الخاطفين المفترضين / أمريكياً / , أفغاني ولا عراقي واحد , وايواء أفغانستان لبن لادن وصحبه لم يكن اختياراً , حيث بن لادن وصل المنطقه قبل وصول طالبان للسلطه , ولكن حكومة بوش اختارت غزو أفغانستان والعراق لحاجه في نفس المحافظين الجدد القتله , فوجدت نفسها في مستنقع كانت في غنى عنه .
*... وفي هذا الصدد , اذ نذكّر منظمة المؤتمر الأسلامي وبصفتها تمثل العالم الأسلامي , بالدعوه وفوراً الى قمه اسلامويه دوليه , تشارك فيها روسيا بصفتها عضو مراقب في المنظمه العتيده , وبعض من الدول الأوروبيه وكذلك الصين والهند , من أجل وضع آليات تنفيذيه ضاغطه على الناتو والأمريكان في أفغانستان للوصول الى تسويه سياسيه شامله , تنهي هذا الأنتهاك الصارخ لسيادة أفغانستان كدوله اسلاميه عضو في المنظمه العتيده , كما تنهي الأنتهاكات الأمريكيه لحقوق الأنسان الأفغاني , ومن الجدير ذكره , أنّ هناك قمه اسلاميه دوريه للمنظمه في مارس القادم في داكار/ السنغال , حيث تشكل فرصه ذهبيه بامتياز , لتركيز الأهتمام الأسلامي والأممي على وضع حقوق الأنسان في أفغانستان والرسم البياني التصاعدي للحاله السيئه بسبب انتهاك هذه الحقوق من طرف قوات الناتو والأمريكان خاصةً .
حيث تقوم قوات الناتو بقصف متعمد وعميق لآماكن مأهوله بالمدنيين والسكّان في أفغانستان وليست مأهوله بالعسكريين ؟! عبر ضربات صاروخيه ومدفعيه بناءً على معلومات استخباريه غير حقيقيه ومظلّله من مصادر بشريه غير موثوقه من جهات استخباريه عسكريه أمريكيه , مما جعل عدد الضحايا من المدنيين والسكّان الأبرياء كبير جداً , وهؤلاء لا نافه ولا جمل لهم !
*... انّ خسائر أمريكا في أفغانستان بدأت ترتفع وتزداد بعد أن آعادت حركة الطالبان من بناء نفسها من جديد عسكرياً واستخبارياً فجنّ جنون واشنطن وبدأت تقتل شمالاً ويميناً المدنيين الأفغان العزّل عبر أذرعها بما فيه الناتو , والتي حذّرت مؤخراً من انهياره , في اشاره الى ضرورة أن تقوم الدول الأعضاء بارسال مزيد من الجنود , ضمن محاولات أمريكيه دؤوبه وصلت الى درجة الأستجداء لحث فرنسا والمانيا على ارسال قوات اضافيه الى أفغانستان لم تجد أي تجاوب حتّى هذه اللحظه .... وهذا مؤشر آخر على أنّ الدول الغربيه صارت تنأى بنفسها عن السياسه الأمريكيه واستراتيجية واشنطن العسكريه في افغانستان , وهذا يلخص محنة الأداره الأمريكيه في هذه المنطقه من العالم.... هذا وقد أبدت معظم الدول المشاركه في مغامرة أفغانستان العسكريه على تحفظها تجاه كل الطلبات الأمريكيه بزيادة قواتها , لأدراكها أنّ الولايات المتحده قد خسرت الحرب فعلاً في افغانستان مثلما خسرتها في العراق , فهل يدرك العالم العربي والعالم الأسلامي هذه الحقيقه ؟! أم أنّه ما زال يعتقد عكس ذلك ؟! .
* ... وفي هذا السياق البياني التصاعدي العسكري و الأستخباري الفاشل ...من حقنا أن نسأل : لماذا لم تشكل محاكمات عسكريه للأشخاص الذين مرّروا المعلومات غير الحقيقيه للقيادات العسكريه , وللقيادات نفسها , باعتبارهم جميعاً مجرمو حرب وكل المسؤوليه تقع عليهم وحسب قواعد ومقتضيات القانون الدولي الأنساني . كما أنّ هناك مسؤوليه عظيمه تقع على الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الأسلامي في أن تمارس ضغوط ممنهجه ومختلفه على الأمريكان لكي يعترفوا بجرائمهم الأرهابيه المختلفه والغير انسانيه في أفغانستان البلد المسلم ....وعلى القتله والجلاّدين الأمريكان أن يتحملوا مسؤولياتهم المعنويه والماديه واقرارهم لتعويضات ماديه مجزيه لضحايا حربهم غير المشروعه على المدنيين والسكّان العزّل .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-02-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |