31-01-2019 08:50 AM
سرايا - نعى الأستاذ سلمان المهايرة مدير مدرسة أنس بن مالك الأساسية للبنين في محافظة الطفيلة أحد طلابه، الذي وافته المنية صباح الأمس، بكلمات أصابت قلوب الأردنيين وأدمتها وزادت الحزن حزنا، وارتعدت معها الفرائص، واختلطت المشاعر والأحاسيس وأبكت عباراته كل من قراها حزنا وألما ووجعا، فيا لها من مصيبة تلك مصيبة الموت، حيث شكل رحيل محمد فاجعة للجميع، ألاب والأم والأهل والأحبة والأصدقاء والأقارب والجيران، والزملاء الطلاب الذين سيفتقدونه بحق،خصوصا في اليوم الاول من دوام المدارس، فإلى جنات الخلود يا محمد بإذن الله تعالى، ولوالديك وأهلك وإخوتك وأقاربك ومحبيك حسن العزاء، نم قرير العين إلى جوار ربك العظيم وهذا عزاؤنا بك.
وفيما يلي كلمات المدير المؤثرة:
كنت اليوم على موعد مع والدك لاستخراج النتائج المدرسية الساعة التاسعة صباحا فتأخر والدك عن الموعد اتصلت به مرارا وتكرارا لكنه لم يرد على الهاتف وكانت سجلات العلامات ملقاة على الطاولة بعدها اتصلت بأحد الزملاء وكان صوته مرتعشا وقلت له : أين أنت ؟ فأجابني بأنه مصدوم من هول الخبر فقلت له : أي خبر ؟ قال مات محمد ابن الأستاذ أنس ............
حينها نظرت إلى تلك الدفاتر الزرقاء التي تكرر اسمك فيها ثلاث عشرة مرة وجلست على الكرسي وجال الفكر في مرافق تلك المدرسة الحزينة ( المقصف ...الصف السابع... الجناح الإداري ... الساحة) أيقنت حينها بأنك لن تكون في تلك الأماكن وأن كتبك للفصل الدراسي الثاني ستكون زائدة ورقمك في الساحة فارغا ومقعدك في الصف خاليا ولن تكون هناك حقيبة يا محمد
محمد يا فلذة كبد أنس وثمرة فؤاده يا شمعة المدرسة لماذا ذهبت ؟! لماذا رحلت ؟! لو تأخرت قليلا ... فالمدرسة في حلة جديدة والصف أصبح أجمل والملعب أفضل مما كان عليه وتم بناء مقصف جديد يليق بك أيها البائع لو انتظرت لعدة أيام فقط لترى مقعدك الجديد وسبورتك الجميلة
محمد : من سيجرؤ على حذف اسمك من تلك السجلات ؟!
محمد : يا شيخ المدرسة لن ألقاك بعد اليوم مع المتأخرين عن الطابور الصباحي لكنني سأراك في عيون والدك ومعلميك الذين أحبوك .....وداعا يا محمد وداعا وإلى لقاء في جنات النعيم إن شاء الله