02-02-2019 12:29 PM
بقلم : ابتسام سليمان الحشوش
كثيرة جدا هي الفرص التي لا تأتي الا مرة واحدة في حياتنا ونادرا ما يقرع ساعي البريد مرتين ابواب حظنا معظمها فرص تضيع منا اما لاننا لم نرها متاحة امامنا او لاننا لم نحسن استغلالها وتحويلها واقعا ثابتا نستفيد منه ونتأسف في كل مرة ونتحسر على الفرصة الضائعة لكننا نتناسى واعدين انفسنا بمرة مقبلة انما يبقى السؤال ذاته يتردد مع كل مرة ماذا نفعل لننتهز الفرص فلا نتركها تضيع منا مخلفة في نفوسنا الحسرة والندم.
قد لا تكون هنالك اية اجابة جازمة عن سؤالنا هذا لان موهبة اقتناص الفرص لها اربابها ولا يبرع بها اي كان ومن لم تولد معه تلك الموهبة صعب ان يكتسبها مع الايام وعلى العكس تكر معه سبحة الخيبات لتصبح الفرص الضائعة عنوانا لحياته.
لكن نحن ابناء غير الموهوبين لا نطمح لاكتساب البراعة باشتمام رائحة الفرص عن بعد والانقضاض عليها بشراسة انما مطامعنا نتحصر في اكتساب بعض القدرة على استغلال الفرص التي تأتينا على طبق من فضة وتجيرها لصالحنا اذ حتى هذه بعد ان تصل الى افواهنا مباشرة نتركها تغافلنا وتفلت من بين ايدينا كأنها اوهام اهل الخبرة في هذا الشأن والعريقون في موهبة القنص والاقتناص يحاولون اسعافنا وتزويدنا بخلاصة خبراتهم فيحصرونها بمقولة واحدة اضرب الحديد حاميا يقولون حينما تلوح فرصة في الافق افعل ما عليك فعله لا تفكر مطولا ولا تتردد ولا تنظر واياك وارتكاب الاسوأ الا وهو المماطلة والتبلد والتأجيل العبها حامية فهذا املك الوحيد في استغلال لصالحك متى بردت تكون قد فاتت وانتهت فحتى الجرح حين يبرد لا يعود مؤلما الفرصة تأتي بجديد وكل جديد ترافقه رهجة وتحيط به اثارة تلهب الجميع فان امتلكت الشجاعة لابقاء هذا اللهيب مشتعلا في نفسك وعند الاخرين تمكنت من تحويله ضوءا يشع في دربك وان يكون تركته يخمد وينطفئ لم تحصد الا الرماد تثيره الهواء بعد حين ضرباتك تعطي الحديد متى كان حاميا الشكل الذي تريده تفحوله مادة مطواعة بين يديك وحين يبدر يرد ضرباتك اليك خائبة ويبقى الحديد حديدا وتكون قد ضاعت من يديك فرصة لم تمتلك النفس الكافي لابقائها متوقدة هذا ما يقوله اهل الخبرة لا يبدو بالصعوبة التي كنا نتصورها يكفي ان نمرر انفاسنا لننفخ على الحديد بقوة المرة المقبلة لانه لا بد الا ان تأتي فرص في الحياة فالفرص مرة او مرتين وربما ثلاث فرص.