02-02-2019 12:30 PM
بقلم : د.محمد حرب اللصاصمة
أصبحت النهضة مطلباً ملحاً للمجتمعات العربية والإسلامية المعاصرة التي تعيش حالة من التخلف والتأخر والتشتت في حين أن العالم من حولها، يسير نحو الأفضل في دروب التقدم والتطور والغنى والوحدة.
السؤال الذي يفرض نفسه: كيف لأمتنا العربية والإسلامية النهوض، والعودة لسابق عهدها حين كانت تتسيد العالم؟ وكيف تتحقق النهضة الحضارية للأمة في عصرنا الحديث؟
يتفق علماء الأمة ومفكروها وباحثوها على أن النهضة، لا بد أن تتكامل أركانها حتى تستطيع الأمة الوصول إلى التقدم المنشود، فيتحقق التطور على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية والثقافية والزراعية مع إتباع المنهج الإلهي الذي رسمه لنا سبحانه في كتابه الحكيم وسنة رسوله الكريم . . ولو سارت الأمة وفق المبادئ الإسلامية السمحة مع الأخذ بتلابيب الثورة التكنولوجية، والتمسك بالوحدة في ما بينها؛ لتذليل الصعوبات والمعوقات التي تقف حجر عثرة في طريق تقدمها لأصبحت قوة عظمى تستطيع أن تسود العالم أجمع، خاصة أن أمتنا الإسلامية تمتلك جميع مقومات النهضة والتقدم.
فالنهضة علم وثقافة وفكر قبل أن تكون صناعة وموارد طبيعية، فالعناصر المادية وحدها غير كفيلة بتحقيق التقدم ولقد تخلفنا عندما غيبنا عقولنا لفترة طويلة، وأهملنا قيمة العلم والتفكير السليم الذي يوجه طاقاتنا التوجيه الأفضل نحو استغلال الثروات والموارد الطبيعية.
وأهمية إعلاء شأن العقل أولوية، وإن هناك شروطاً يجب الأخذ بها كي نصل للنهضة المنشودة، منها محو صفة كوننا عالة على الآخرين فننتج أكلنا وشربنا ودواءنا ووسائل حياتنا، وغير ذلك من الأجهزة التي نستخدمها في حياتنا اليومية . . فكلما طال اعتمادنا على ما يصنعه وينتجه غيرنا طالت كبوتنا وزاد تخلفنا.
ونشير إلى أنه يجب على الأمة أن تتجاوز مرحلة إطلاق الشعارات الجوفاء والكلام الذي لا يغير من الواقع شيئًا، فتعلي من شأن العقل ومن قيمة العلم فما لدينا من مقومات النهضة هو ما يمتلكه غيرنا؛ ولذا لا بد من الأخذ بأسباب التقدم واستغلال المقومات المادية التي نمتلكها لزيادة الإنتاج، بل إننا نمتلك ميزة لا توجد لمن هم سوانا، وهي أنه لدينا دين يحثنا على العمل، وحسن الأداء، ويعتبر أن العمل فريضة وعبادة يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى.
ونؤكد أن نهضتنا لن تتحقق بالأمنيات والشعارات؛ لأن التغيير يحتاج إلى همة عالية وخطط جادة . . ونطالب باتخاذ خطوات شجاعة تنقل أمتنا من مرحلة السكون إلى الحركة، والعمل والتقدم والانطلاق نحو المستقبل بكل همة وشجاعة.