02-02-2019 12:46 PM
بقلم : نسرين طه الفقيه
ببغاءٌ يردد وحاسوبٌ ينفذ، نُلَقّنُ فنُنفّذُ دون أدنى محاولةٍ للبحثِ والابداعِ، توارَثنا أفكارًا جاهزة ارتدتْ ثوب الخرافة والتقليد كمسيطرٍ أساسيٍّ يتحكمُ بالإنسانِ العربي، خاضعًا لسلطةِ الأبويْنِ فالمُعلم فالمجتمع، منهجيةٌ أتلفتْ العقول كما لو كانت سلعةً منتهيةِ الصلاحية، بِتْنا صورًا مستنسخة، لا نملِكُ رأيًا شخصيًا أمامَ رأيِ الجماعة لِنستسلِمَ لها فَتسلبُناولا نسلبَها، لا نملِكُ رأيًا مبنيًا على أحلامنا أو من صُلْبِ هويتنا الفرديّة، حتى مصطلحُ الهُويّةِ رُبطَ ببطاقةِ الأحوالِ المدنيةِ كَإثباتٍ للشخصيّةِ دونَ توضيحٍ لِسببِ تسميتها، فبطاقةُ الهُويّة اسمٌ مُصاغٌ في اللغةِ من (هُوَ) وهُويّة الانسانِ حقيقتهُ المطلقة وصفاتهِ الجوهريّة، أما الهُويّةُ الفرديّةُ فهي إدراكُ الفردِ لذاتهِ بأنّهُ كائنٌ مميزٌ عن غيره لما يملكه من صفاتٍ طبيعيةٍ ومكتسبة، فإذا ما بدأ بإدراكِ اختلافه عمّنْ حولَه، انتقلَ من مرحلة التطابق والتماثلِ إلى مرحلةِ التفرد والتميّز عن الآخرين فهي لحظةٌ مهمةٌ إذ يتخلّى عن مكوناتِ الهُويّةِ المكتسبةِ من الجماعةِ ليستبدلَها بمكوناتٍ ذاتَ طابعٍ شخصيٍ.
....
أما بالنسبةِ لي كَـ أمٍ ومعلمةٍ وكاتبةٍ عربيةٍ مُراقبةٍ تُعايشُ الواقعَ بمختلفِ الأدوار، فأنا أعاني وبِشدّةٍ
من هذه المنهجيةِ القاتلةِ التي تدسُ سمّها في عقولِ أطفالِنا بُناةِ المستقبل، ولطالما حاربْتُها ابتداءً بنفسي فأطفالي ثمّ طلابي وصولًا لِأصحاب العقول النيّرةِ، فالمناهج لابدَ أنْ تُتْبَعَ بِأساليبِ النقاشِ ونكهةِ التجربةِ والاستنتاج.
ماذا لو أنقذتَ نفسَك من هذا العبءِ..!
وحاولتَ أن تتوقفَ عن خسارتِها أكثر فأكثر، ماذا لو ملكتَ قراركَ بأنْ تكونَ أنت..!
nesreenalfqeeh@gmail.com