حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,23 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 41206

ماذا ينتظر ترامب لتحميل الفلسطينيين مسؤولية فشل صفقة القرن ؟

ماذا ينتظر ترامب لتحميل الفلسطينيين مسؤولية فشل صفقة القرن ؟

ماذا ينتظر ترامب لتحميل الفلسطينيين مسؤولية فشل صفقة القرن ؟

24-02-2019 11:10 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - صفقة القرن التي يأتي بها ترامب تعد نجاحاً كبيراً، لأن الجميع يسمونها «صفقة القرن». أول من أطلق عليها اسم صفقة القرن هو ترامب نفسه. لقد سماها كذلك في الوقت الذي لم تكن فيه صفقة. هذا لا يعني أن هناك صفقة، لكن في حينه عندما سماها صفقة القرن، حقاً لم يكن هناك شيء سوى نيته إحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين بواسطة صفقة يقوم بطبخها، التي سماها صفقة القرن.

سماها صفقة القرن لا لأن أفكاراً جديدة كانت لديه، أو لأن عنده أفكاراً نافذة، أصلية وجريئة، من أجل الخروج من الطريق المسدود، بل لأنه قرر منذ عشرات السنين بأنه يطبخ الصفقات الأفضل في العالم، وبناء على ذلك كل صفقة سيعرضها مصيرها سيكون تلقائياً هو صفقة القرن ـ في أي مجال كان. لقد سماها صفقة القرن لأنه شخص فيه جنون العظمة، يعتقد أنه لا يمكن رفض صفقة القرن. ومن أجل أن يشير إلى أنه سينجح في تحقيق ما لم ينجح في تحقيقه أي رئيس قبله. كذلك هذا هو أحلى اسم لخطة السلام. صفقة القرن تبدو متجانسة أكثر من خطة كلينتون أو برنامج كيري، وهي أكبر وأكثر تاريخية وعظمة.

باختصار، هي تناسب أكثر الأنا الكبيرة له. عندما سمى الخطة غير القائمة، والوعد الذي لا يتحقق، والفكرة التي لم تتبلور، صفقة القرن، فإن هذا هو طريقته لإجلال وتعظيم نفسه.

الجنون هو أنه منذ تلك اللحظة الجميع يسمونها صفقة القرن. جميع المراسلين والمحللين الذين لم يروها. هم تبنوا الخطة التي اخترعها ترامب، قاموا بشراء اللعبة التسويقية الشفافة، النرجسية والصعبة. وعي الجمهور تم غسله يومياً بهذا المفهوم. حتى عندما تحولت هذه الخطة إلى شبح احتمال تحققه، يبدو ضعيفاً جداً، واصلت أن تسمى صفقة القرن. وبقدر كبر المفهوم تكون التوقعات.

الإسرائيليون الذين يرفضون تماماً وجود المشكلة الفلسطينية يفكرون في 9 نيسان كتاريخ للانتخابات وينسون حقيقة أنه غداة الانتخابات ستنشر صفقة القرن للمرة الأولى. بنيامين نتنياهو لا يستطيع رفضها لأنه ملزم بأن يدفع لترامب بدل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وبدل الدعم في الساحة الدولية. بني غانتس ويئير لبيد لا يمكنهما رفضها لأنه يجب عليهما طرح جدول الأعمال المعتدل من الناحية السياسية. لذلك، هذه الصفقة ستشكل القاعدة لتشكيل الحكومة القادمة، ولا يهم من سيترأسها.

ولكن حسب كل الدلائل والتسريبات، فإن صفقة القرن يتوقع أن تتحطم. هي أسيرة فكرة الدولتين، التي أكل الدهر عليها وشرب، لأنه لا نتنياهو ولا غانتس (وبالتأكيد ليس لبيد) مستعد لإخلاء المستوطنات، الذي أصبح يسمى من قبل جهاز الدعاية الفاشي الإسرائيلي «ترانسفير لليهود».

صفقة القرن تظهر مثل صفقة القرن الماضي، مكونة من أفكار انقضى زمنها وانتهت صلاحيتها. ويتوقع أن ترفض، سواء من الفلسطينيين الذين يقاطعون إدارة ترامب، أو من المجتمع الإسرائيلي الذي لم يعد مستعداً لدفع الثمن المقترن بالانفصال عن الفلسطينيين. ولكن صفقة القرن ستحدد مكانة ترامب كمسيح لليمين الإسرائيلي: يمكن الافتراض أن إدارة ترامب ستلقي المسؤولية عن فشلها على الفلسطينيين، وهكذا ستشق الطريق إلى شرعنة الضم. ترامب سيعلن إذا رفض الفلسطينيون صفقة القرن، التي هي الأفضل من بين ما قدم لهم في أي يوم، أنهم حقاً هم الخاسرون تماماً.

روغل ألفر

هآرتس 24/2/2019








طباعة
  • المشاهدات: 41206

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم