26-02-2019 01:50 PM
بقلم : محمد فؤاد زيد الكيلاني
الاتحاد السوفيتي في فترة ما كان يعتبر نِداً لأمريكا حتى انهار الاتحاد السوفيتي في عهد غوربتشوف ، وأصبح الاتحاد السوفيتي دولاً شبه مستقلة، واستمر هذا الوضع لعقود ، حتى ظهور ما يسمى بصفقة القرن المدمرة للعالم العربي ، وما رافقها من أحداث غير معهودة في الوطن العربي من تكبير الصغير وتصغير الكبير.
روسيا تحاول إعادة نفوذها في الشرق الأوسط والعالم ، فبدأت من سوريا، ووقوفها بجانب سوريا عسكرياً في محاربة الإرهاب ، وحققت النتائج المرجوة وانتصرت ، وكان لها ما كان في سوريا من وجود قوة عسكرية وإعادة إعمار سوريا والكثير، هذا في المرحلة الأولى من إعادة نفوذ روسيا إلى سابق عهدها .
ثم قامت روسيا بالوقوف إلى جانب فنزويلا بعد الهجمة السياسية الأمريكية عليها، ويمكن أن تتحول إلى حرب ، والهدف الغير معلن من قبل أمريكا هو نهب ثروات فنزويلا الطبيعية من نفط وخلافه ، روسيا رفضت هذا التصرف من قبل أمريكا وتصرفت على أنها دولة عظمى لها نفوذ .
وتابعت سيطرتها من خلال المصالحة الفلسطينية الفلسطينية التي رعتها على الأراضي الروسية ، والجميع يعلم أن أمريكا هي من تقوم بتحريك القضية الفلسطينية منذ تأسيس الكيان الإسرائيلي الهالك .
والآن روسيا أصبحت وجهة العالم لمساعدة دولة ما في أمر يخصها، فمثلاً إسرائيل تستجدي الروس، وهناك زيارات شبه مكوكية تقوم إسرائيل إلى روسيا هذا من جهة ، ونت جهة أخرى لجأت تركيا إلى روسيا ، من اجل أمور عالقة على حدودها مع سوريا ، وإيران أيضاً تنسق مع روسيا ، وغيره الكثير من دول العالم ، وهذا من شأنه إدامة عزلة أمريكا ورفع يديها عن الشرق الأوسط تدريجياً .
الدول العظمى عندما تتحرك يكون لها دور مهم ومحوري في أي مكان في هذا العالم وهذا ما تسعى له روسيا، من خلال دعم سوريا وفنزويلا وفلسطين ، رُبما جاء دور روسيا في هذا الوقت تحديداً لعدم قناعتها بصفقة القرن المرفوضة من قبل العالم وأحراره، لِمَا يتبعها من تقسيمات جديدة في العالم ، وروسيا لا تريد أن تكون في منأى عن أي أمر يحدث دون موافقتها أو علمها .