26-02-2019 02:13 PM
بقلم : كفاية حديدون
ابع العالم مقاطع المُحاكمات الهزلية المصرية لنخبة من أبنائه ، محاكمات جائرة وقضاء بلا شرعية يغيب فيه صوت الحق ووجه العدالة في ظل انتهاك صارخ ومنظم للحقوق البشرية ، الأحكام التعسفية ، والاعتقالات الأمنية ، وزرع الموت وتضييق الخناق على الشعب وهستيريا الاعدام التي تعصف بأرواح الشباب المصري تعكس واقعاً مأزوماً متخبطاً تائهاً تدور فيه عجلة النظام المصري ، يسابق فيه الزمن للقضاء على كل رافض وحتى صامت يرفض للإنصياع والإذعان والخنوع لإملاءات النظام ورموزه بقيادة مهرج العصر وبهلوان الأمة الذي يعدم ويقتل ويروع ويرهب ويتاجر بالبلاد ويقتل العباد وينشر الفساد . مصر اليوم تعيش جدلاً وصخباً وضجراً مريباً ، وسقوطاً أخلاقياً وسياسياً مُدوّيا يُطمس فيه شعاع العدالة وتعُمى بصائر الحق في ظل صمت دولي يتعاطى مع النظام ومركباته بأريحية ويحتفي به بالمحافل دونما حرج أو ادانة لممارساته اللإنسانية واللأخلاقية واعداماته الجماعية ، وهو ما يجعله يتمادى ويتعالى ويجاهر بالظلم والاستبداد وترسيخ نفوذه وضمان بقائه والالتفاف على الدستور وتعديله وتفصيلة بما يتناسب مع منظور الجنرال وبطانة الفساد للبقاء والتمدد والاستمرار في الحكم ، فالسلوك العدائي والوحشي والسادي للنظام قد ينذر بهلاكه ويعجل في هاويته ويشعل فتيل التطرف ويجر البلاد الى دائرة الفعل ورد الفعل فتغرق بالمزيد من جحيم الفوضى وسيل الدماء.
المثير للقرف والمُستفز للخلايا ما نراه على القنوات المصرية من تطبيل عصابة مجاري الصرف الاعلامي التي تنهق ليل نهار وتتناطح على الشاشات تبيع الأوهام وتتحدث عن أساطير وخرافات وأحلام يقظة لتجميل الوجه الداكن لنظام هابط مأجور ومرهون لصالح أنظمة غادرة وفاعلة في السر والعلن تضخه بالمال والعتاد في سبيل وأد المطالب والحقوق وملاحقة الشرفاء وإعدام النبلاء وشيطنة الشباب الواعي والملتزم بأخلاقه ودينه، وقمع أي حراك يدعو للتغيير ، بذلك تُعطي مساحات أوسع للخفافيش والمخمورين والمتملقين والسفهاء ودعاة العهر والفجور ولاعقي البساطير وشيوخ الطوائف والمندسين للوصول الى السلطة والمناصب الرفيعة للحديث باسم الدولة عن شأن العامة.
. شرفاء مصر الغارقين في الجراح والمكبلين بالسلاسل أنتم شعاع الشمس ونجوم السماء ونور الأحداق ، و أنتم الصافون في الوقت العكر سيبقى هتافكم وحناجركم الثائرة في حواري وأزقة مصر تغرد خارج أسوار الهزيمة وعصمة الجنرال فصور الشهداء وأصواتهم التي اجتازت جدار الصوت ولحظاتهم الأخيرة تركت وجعاً في القلب ونزفاً في الروح وباتت تتراكم في الوجدان وتعصر النبض وتلاحق الذاكرة طبتم أيها الأبرار بالنعيم في ذمة الله وجواره .