حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,17 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 27359

حادثه واقعيه لمن اراد ألموعظه

حادثه واقعيه لمن اراد ألموعظه

 حادثه واقعيه لمن اراد ألموعظه

26-02-2019 02:39 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : منور أحمد الدباس
يقول المفكرون الحكمة قبل الشجاعه ، فالشجاعه غير المبنيه على الحكمه قد تؤدي بصاحبها الى التهلكه ، لذلك على الإنسان العاقل ان يستعمل عقله في مسايسة الأمور الصغيره والكبيره لا سيما الخطيرة منها ، الإنسان العاقل الراشد واخص بذلك الذين بيدهم القرار ، سواء كان ذلك على المستوى الرسمي او على مستوى رب الأسره الأب أو الأم ، فكلهم راع وهو مسؤول عن رعيته ، او على مستوى الفرد ، فالحكمه هي التي يتصرف بها الإنسان المتحضر ، والذي يستطيع ان يستعمل عقله وليس عاطفته ، فمن يقدم العاطفه على العقل فهو الذي ينال الخسارة والخذلان .

وكلنا نعلم بأن الله سبحانه وتعالى ميزنا نحن بني آدم عليه السلام ، وخصنا عن المخلوقات بالعقل ، الذي اذا مستعملناه في تصرفاتنا سيقودنا إن شاء الله الى بر الأمان والنجاح في كل خطوه نخطوها .

حدثني صديق لي كان يعمل في الغربه في السعوديه عن حادثه حقيقيه حصلت معه في مدينة الرياض ، وهذه الحادثه قد تحصل مع أي إنسان اين ما حل في بلاده او بلاد الغربه ، ولقد شدني الى هذه الحادثه ليس الحادثه بعينها ، ولكن استهواني حسن التصرف والحصافة في أخذ القرار وعدم تقديم العاطفه على العقل .

قال صديقي : كنت اعمل في مدينة الرياض وقد حصل معي حادث ، واصيبت سيارتي باصابة مباشره من الخلف ، وتحتاج السياره الى اصلاح ، وكنت اعرف صديقا لي يملك ورشة صيانة سيارات وهو سعودي الجنسيه يعمل في احدى الوزارات السياديه ، هاتفت صديقي صاحب الورشه وابلغته في الامر حيث طلب مني ان انتظر وسيرسل من يأخذ سيارتي لورشته ، وفعلا جاء احد العمال واخذسيارتي وسلمني سياره من الورشه استعملها حتى تنتهي سيارتي من التصليح ، شكرت صديقي هذا وقال لي بعد ثلاثة ايام سوف تكون سيارتك جاهزه إن شاء الله ، وفعلا بعد ثلاثة ايام ذهبت انا وزميل لي في العمل رافقني الى الورشه ، وحين وصلنا الورشه وجدت سيارتي جاهزه للتسليم لكن التصليح لم يعجبني انا وزميلي الذي رافقني ، حيث كانت درجة الدهان غير مطابقه ، والتصليح اقل بكثير من المستوى المطلوب ، يعني الشغل كان "تمشاية حال " .
تأثرت من ذلك وعلى إثرها خرجت من فمي عباره غير محببه ، لكنها خرجت ولن تعود "يلعن حرم الذي صلح السياره "وبصوت عالي وغضب شديد ، حيث سمعها وتلقفها احد عمال الورشه ، وكان واقفا بالقرب من السياره ، وخلال اقل من دقيقه واذا بكل عمال الورشه قد ضربو علي طوقا حيث احاطوني من كل جانب ، وكل واحد منهم يحمل سكين او مفك او آلة حاده ، يريدون جميعا ان يقتصوا مني ، وكان اشدهم غضبا الذي صلح السياره وأشرف عليها حيث تشنجت عروق رقبته وكادت ان تخرج من مكانها، ورفاقه ليس اقل منه غضبا ، نظر صديقي حوله فوجد زميله السعودي المرافق له قد هرب من الورشه وتركه وحيدا ، اخذ صديقي يتعامل معهم بلغة الإعتذار ، وانه يعترف لهم بأنه اخطأ بحقهم جميعا ، ويعتذر عما بدر منه من إساءه بحقهم .
كانت هذه هي الخطوة الأولى التي تعامل بها معهم وذلك ليخفف عنه موجات الغضب الساكنه في صدورهم ، لكن يبدو بأن لغة الإعتذار لم تجدي ولم تشفع له معهم ،ولم تخفف من غضبهم العارم المتأجج ، وحين ايقن بأن هذه اللغه لن تنفع معهم وهم يقتربون منه ربما لقتله او التعليم عليه بضربة باداة حاده ، وفي ثواني عاد الى عقله ونزع قميصه ومد رقبته راكعا امام اكثرهم حده ، وخاطبهم قائلا هذه رقبتي بين يديك فاقتص منها ، وانا على استعداد تام لتقبل ذلك قالها بصوت عالي وبدون وجل ، لكن الخصم او الخصوم قد اقتربوا منه واخذوا يقبلونه على جبينه وكتفه وبعضهم اخذ يبكي من ردة الفعل ، وانقلب الشر الى خير ومحبه ، هذا وقد تكلم احدهم وكان يحسن الخطابه وقال الله اكبر الحمد لله الذي منعنا من الشر وانت " يازول" قد اصبحت صديقا لنا جميعا ، وتعرفوا على عنواني ، وكنت وقتها عازبا ووعدوني خلال يومين ستكون السياره بأحسن حال ، عندها ودعتهم وعدت الى بيتي وانا سعيدا جدا حيث هداني الله سبحانه وتعالى الى الطريقه التي تعاملت بها معهم ، ونجاني من شر محقق .
وفي الموعد المحدد تسلمت سيارتي وهي في احسن حال ، وفي يوم التسليم اتصل بي صاحب الورشه مستفسرا ليسمع مني ماحصل ، حيث تم ابلاغه عن طريق زميلي الذي رافقني ثم هرب وتركني ، اما انا فلم اكن افكر بابلاغ صاحب الورشه بما حدث مطلقا ، فقلت له الأمر بسيط والمشكله قد إنتهت بسلام ، لكنه اصر ان يعرف حقيقة ماحصل معي بالتفصيل ،سردت له الواقعه كاملة وشكرني وهنأني بالسلامه وقال سوف اتصرف معهم .
وبعد يومين وإذ بجرس بيتي يقرع ، فتحت الباب واذا بشخصين من عمال الورشه قلت لهم تفضلوا وجلسنا معا واذا بهم يبكون ويهجمون علي ويتوسلون الي ان اتدخل مع صاحب الورشه حيث ان معقب الورشه الذي يخلص المعاملات الرسميه قد ابلغهم بأن صاحب الورشه قرر تسفيرهم الى بلادهم ، وهو ماضي في تقديم جوازاتهم لدائرة الجوازات لدمغها بتأشيرة الخروج النهائي بدون عوده للملكه السعوديه ، قلت لهم هيا معي لنذهب جميعا الى بيت كفيلهم صاحب الورشه ، وكان الوقت ليلا وفعلا حللنا ضيوفا عليه وقد رحب بنا وفتحت معه الموضوع ، ورجوته متوسلا اليه بأن لا يسفر احدا منهم ، واكون سببا في قطع ارزاقهم ، وبعد هذا التوسل رفع سماعة الهاتف وطلب لنا عشاء من أحد المطابخ واعتذرت له بشده ، ورد علي قائلا سوف الغي إجراءات تسفيرهم اذا قبلتم ضيافتي ، قبلت الضيافه ما دام ربطها بتسفير العمال ، ثم رفع الهاتف وتكلم مع المعقب وطلب منه ان يحضر الى بيته لتناول العشاء ، وفعلا حضر العشاء وتعشينا وحضر المعقب ومزقت نماذج التسفير وخرجنا من بيت صديقنا كفيل العمال بعد ان شكرته على كرمه العالي وحسن الضيافه وكذلك ثمنت صنيعه بتلبية طلبنا وغادرنا المكان بعد سهرة شابها الفرح والسرور .








طباعة
  • المشاهدات: 27359
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم