سرايا -

سرايا - اكدت مصادر طبية مطلعة استمرار وزارة الصحة باعطاء مرضى السرطان المراجعين لمستشفى البشير احد الادوية البديلة وهو دواء مصنع بدولة امريكية لا تينية رغم التوصيات الفنية من لجنة مختصة بعدم استخدام هذا الدواء الحياتي احتراما لحقوق المريض المواطن الاردني لما قد يكون له من اثار سلبية على حياته.

وبينت المصادر ان هذا النوع من الادوية لم يستخدم لعلاج مرضى السرطان في اية دولة عربية, اضافة الى امريكا والدول الاوروبية في الوقت الذي يعتمد فيه الدواء الاصيل فرنسي الصنع لعلاج المرضى في تلك الدول.

وحصلت العرب اليوم على نسخة من تقرير اللجنة الفنية التي كان قد شكلها وزير الصحة صلاح المواجدة لدراسة فعالية الدواء البديل, التي اوصت بعدم استخدامه احتراما لحقوق وخصوصية الانسان المريض الاردني بعد جعله حقلا لتجارب ادوية حياتية لم يسبق وأن أجريت عليها دراسات علمية في بلدان تحترم أسس وشروط البحث العلمي والسريري.

ودعت اللجنة في تقريرها عدم احالة العطاء على الارخص المطابق البديل بعد ان اثبتت الفحوصات الفنية والطبية ان الدواء البديل غير ثابت كيميائيا, لأن حياة المواطن المريض اهم من سعر الدواء, كما ان   صلاحيته 12 شهرا فقط من تاريخ الصنع بينما الدواء الاصيل المصنع تصل صلاحيته من 24 الى 36 شهرا.

الا ان مستشفى البشير استمر في صرف هذا الدواء الارجنتيني البديل رغم توصية اللجنة التي كانت قد اجتمعت مجددا مع كبار موظفي وزارة الصحة ومنهم في مديرية اللوازم واكدت توصيتها برفض استخدام الدواء البديل في الاردن الا ان كل هذه التوصيات ذهبت ادراج الرياح.

وكان تقرير اللجنة قد انتهى بان العلاج البديل يحتوي على شوائب غير مرئية نتيجة وجود مادة مذابة تؤدي الى تقليل فعالية الدواء حسب الجرعة الموصوفة. وحسب التقرير فان الكشف عن هذه الشوائب يحتاج الى مختبرات خارج المملكة.

كما بين التقرير ان الدواء البديل عند اذابته يفقد فعاليته خلال اربع ساعات من الاذابة كما انه عند اذابته يصعب استخدامه وتحضيره بعكس الدواء الاصيل.

وتوقع الاطباء الذين استخدموا الدواء على مرضاهم ان هذه الشوائب هي التي تؤدي الى مضاعفات تزيد من تسارع انتشار الاورام في جسم المريض بدلا من تأخير الانتشار او وقفه.

ومما زاد في الشكوك ان اللجنة كانت خلال تحقيقها الفني بالدواء قد طلبت من مؤسسة الغذاء والدواء والشركة الصانعة الاطلاع على ملف تسجيل الدواء في المؤسسة العامة للغذاء والدواء الا انه لم يتم تزويدها بهذا الملف وذلك لاعتذار الطرفين.

ويشترط في استخدام الدواء الحياتي ان يكون مسجلا في منظمة الغذاء والدواء الامريكية   IFDA او الى هيئة الغذاء والدواء الاوروبية   EMEA .

وشكلت اللجنة بناء على طلب وزير الصحة صلاح المواجدة في كتاب رقم 300/30/2007 بعد شكوى مستودع موردة للدواء البديل على اطباء قسم الاشعة العلاجية في مستشفى البشير متهمة اياهم بانهم مخترقون من شركة الدواء الاصيل. الا ان اللجنة المشكلة اكدت صحة توجه الاطباء بعدم الاعتماد على الدواء البديل.

وقال عضو في اللجنة فضل عدم الكشف عن هويته في تصريح لـ العرب اليوم إن اللجنة اوصت بعدم استخدام الدواء الارجنتيني البديل حفاظا على ارواح المواطنين, مشيرا الى ان مرضى السرطان يبحثون عن الامل في الشفاء ويجب توفير السبل كافة   لشفائهم.

واضاف ان دور اللجنة استشاري فني وليس الزاميا وان اعضاء اللجنة لا مصلحة لهم في استخدام اي نوع من الدواء سواء البديل او الاصيل, إلا بمدى فائدته وفعاليته, مشيرا الى ان توصيات اللجنة جاءت بعد وجود علامات استفهام كبيرة على فعالية العلاج البديل.

واعربت المصادر عن قلقها ان يجرى استخدام الدواء في العطاءات العامة بعد تجربته في العطاء الخاص وهو ما يعني عدم قدرة اي طبيب رفض استخدام هذا الدواء بعد ذلك.

واكد مصدر اخر لـ العرب اليوم ان اطباء البشير تفاجأوا بعودة الوزارة لاستخدام الدواء البديل رغم توصية اللجنة. متسائلا: اذا كان لا يراد تنفيذ التوصيات فلماذا يتم تشكيل اللجان اصلا?.