09-03-2019 09:31 AM
بقلم : روشان الكايد
وبتعاقب الحكومات ومابين تعديل وتعديل ، وبدائية الخبرة التي يمتلكها مجلس النواب كسلطة تشريعية ، وكمجلس يلبي رغبات السلطة التنفيذية ولا يعرف لممثله الذي اوصله لهذه السلطة من أولويات ومطالب ..
بات من الواضح ان الامور تخطت دوائر السلطة التنفيذية ، وأن الحكومة التي تأتي لا يمكنها أن تجتث الفساد الذي عمقته سابقاتها ، ولسان حال واقعنا يقول لا يصلح العطار ما أفسده الدهر ..
والعطار هو الرزاز ومن سيليه ، انهم جميعا لا يمكنهم انقاذ مركب الوطن من ملفات أرهقته وهاهي تسير به نحو اللامعلوم ..
اننا تحدثنا عن أداء الحكومة وانتقدناها الحالية والسابقة ، وفي نظرة منطقية فإن الأمر لا لن يحل بين ليلة وضحاها ، ولن يتم معالجة مواضع الخلل بكبسة زر ، وهذا ليس دفاعا عن الحكومة ولا تبريرا لما نحن عليه اليوم ..
نحن نحتاج الى أداء عميق وواضح الخطى وخططا تفصيلية تخرج من حيز الإقرار الى التنفيذ على أرض الواقع ، فقيام الاقتصاد وما يحيط به من مترابطات لا يتم الا بخطة شاملة موسعة ، فقد باءت بالخيبات جميع محاولات رفع الضرائب وسياسة ترحيل الملفات ، واحتواء الأزمات بشكل هامشي ..
إن ما يحدث بحروف صريحة وملؤها العمق ، لا يسير بداعي العبث ولا بروح الفوضى ، انما يوجد خيوط تحاك في الخفاء ، وأياد ٍ خفية تزج بالمرحلة نحو مرحلة أخرى أشد عنفا ، وأكثر تأزما ، فلو ننظر لحجم التعاطي مع الامور الطارئة سنجد وكأن الامور تسير من مسؤولين لا يمتلكون الابجدية التي يتحدث بها الناس ، أو لربما فاقدين للصواب تماما ، فإن هذا الصمت لا يمكن له أن يكون الا مفتعلا ، وبشكل اجباري أيضا ..
إن سيناريو الايادي العابثة لم يعد مجرد تكهنات ، وان حقيقة أن هناك من يعلم بالرأي العام ، ويزجون أنفسهم في قنوات الوعي الجمعي للشارع الأردني ، ويملون على الاعلام ما يريدون ، ويخططون في الغرف الضيقة وما وراء الكواليس أصبحت معالم واضحة كعلم اليقين ..
إن وجود الايادي التي تغولت على نفوذ هذا السلطة التنفيذية وغيرها ، اصحاب الاجندات السوداء ، والجهات الخارجية ، لا يعفي المسؤولين ، من دوائر الحكومة أو خارجها من المسؤولية ، فهم شركاء بشكل مباشر أو على الاقل بشكل غير مباشر فيما يحدث للدولة من ترهل عام في حل الازمات ، وتراجع في كسب الرضا الشعبي وزيادة الاثار السلبية - للديون والعجز العام- على المواطن ..
وفي سياق الحديث عن الرضا الشعبي ، فيتوجب علينا أن نعرج على ذكر أن الكثير من العشائر باتت تتجه نحو التكتل ، بغية تجميع مطالبها الخاصة ، وبقيادات شبابية ، تمتلك الروح المتقدة ، والغاضبة ، في حين مثل هذه التكتلات وان كانت تصب بوجه عام في مصبات غير مستحبة ، فإنها أيضا مفرغة من زعامات عميقة الخبرة وثقيلة الوزن تحفظ خط الخطر وتزن كل المؤامرات والتي هي الهدف الرسمي للعابثين ، عبر تحشيد الشباب وصنع مثل هذه التكتلات ، سيعيد الدولة الى زمن بعيد لذا ما تم نشر الوعي بين الناس بأن هنالك من يتحدث بينكم باسم لقمة العيش والمساواة والعدالة وتكافؤ الفرص والحريات ، وهم الذين يريدون على حساب أحلام الناس وحقوقهم الوصول الى طريق مسدود بالدولة ..
فهل تدرك الحكومة ما يحدث ؟ وان كانت على اكراه فعليها التصريح او الخروج من هذه النطاقات اللولبية التي ستثقل الشارع أكثر مما هو مثقل ..
وهل يدرك الشعب حجم التلاعب الذي يدور من حوله ؟
لقد كتبت مرارا بأن الربيع العربي دخل الى الدول عبر كلمة سر خاصة بكل دولة لا تتوافق مع الدول الأخرى ، ولأننا نجونا من خطر التدخل الخارجي تحت شعارات تحقيق الديمقراطية ، فإن خطر خلق التفكك في اللحمة الوطنية قد يطرق أبوابنا ، فالحذر ممن يساومون على الدولة واستقرارها وقيادتها وأمنها ..
نسأل الله السلامة لوطننا وشبابنا ونرجو توخي الحذر ..