09-03-2019 09:42 AM
بقلم : رزان العرموطي
ذلك الفيلم الذي نشاهده باستمرار في مخيلتنا.. في ذكرياتنا عندما كنا بالأمس اطفالا.. ابرياء.. نحب بلا سبب ونعطي بلا مقابل..، عندما كنا نبتسم دون نفاق.. ونغضب دون حقد، ومن منا لم يذكر نفسه وهو يلعب لعبة الشطرنج...! وعند فوزه وبكل ثقة يغلق اللعبة بيديه ويملأه الفرح والسرور ليبدأ يغرق في احلامه المستقبلية.
هل تذكروا رنين صوتنا الداخلي حين يقول انني ذكي وطموحي ان اكبر واصبح كذا وكذا وكذا؟؟..
من منا لم يكن لديه حلم؟؟.. من منا لم يكن ينظر الى العالم على انه منبع السلام والأمان والحب والعطف؟!!
يا لها من ذكريات عندما كنا نغلق لعبة الشطرنج فائزين لنعترف لانفسنا باننا اذكياء.. وانه بامكاننا تغيير العالم... وان العالم ينتظرنا..!!
فكبرنا.. وكبر الحلم معنا.. متشوقين الى الاندماج في العالم الخارجي..!
لقد حان وقت تحقيق الاحلام.. الجميع طيب القلب.. الجميع سيحبنا.. الجميع سيدعمنا.. الجميع سيساعدنا.
لنذهب ونقابل " الجميع" واحدا تلو الاخر...، فاذا به يسقط في حفرة القذارة واحدا تلو الاخر... تلو الاخر...!! ولكن.. بدرجات، فحتى القذارة والنفاق والكذب والاستغلال يوجد به درجات.!
لننصدم بواقعنا الحقيقي، لنتمنى.. ان نعود صغارا.. اطفالا محميون من رؤية قذارة العالم الحقيقي!!
ولكننا ربما وجدنا شيء مشترك يجمع بين كل واحد من أولئك
" الجميع".. هو ان كل شخص منهم لديه لعبة شطرنج! ولكنها ليست ذات اللعبة التي كنا نلعبها في صغرنا.. حتى اننا لا نعرف كيف نلعبها!!
انها لعبة متطورة، قد طوروها لتناسبهم فبدلا من استخدام قطع الشطرنج.. استخدموا البشر!! وبدل من استخدام رقعة الشطرنج اصبحت حياتهم الحقيقية هي رقعة الشطرنج..!!
ليصبحوا يلعبون ويحركون الاشخاص وكأنهم لعبة على هيئة بشر!! وتحولت اللعبة من لعبة ذكاء تبني عليها احلامك.. الى لعبة واقع كارثية تدفن بها احلامك!!!.
وثمة فرق بين الاثنتين هو انه عندما كنا نغلق لعبتنا كان يولد بداخلنا امل وحلم جديد في كل مرة...، وعندما يغلقوا هم لعبتهم كان يموت ويدمر الاف البشر في كل مرة!!!.
فيا ليت يعود الحب حبا.. والصدق صدقا.. والاخلاق اخلاقا.. والامانة امانة... والطيبة طيبة.
كفى تلاعب.. كفى استغلالا.. كفى نفاقا..!!
فقد تلوثنا الى حد الاختناق..!!