09-03-2019 08:48 PM
بقلم : د. مهندس عبد الفتاح طوقان
هي الهجمات بسوء نية “مدروسة في داخل مؤسسات التوجيه المعنوي الخارجية واستخبارات متخصصة في علم الاشاعات وضمن مخططات خارجية منذ سنوات للهيمنة على مشروع تأسيس (تم منذ فترة طويلة) وانشاء (جاري العمل فيه) " فوضي السياسة الداخلية " وزراعة مناخ " زعزعة الدولة" تمهيدا لإقامة "نظام بديل" في أكبر مؤامرة على الأردن منذ تاريخ انشأوها باستخدام أساليب عدة لتهيئة الشارع لتقبل الحالة وقلب توجهاته لكسر العامود الفقري.
وقد ذكرت ذلك في مقال منشور لي في الشهر السابع من يوليو عام ٢٠١٦، بعنوان " استراتيجية “بن غوريون” لإفلاس الاردن وهم أم حقيقة؟ " والمنشور في لندن. لمن أراد الرجوع اليه.
https://elaph.com/Web/opinion/2016/7/1096688.html
على الاعلام والأقلام الوطنية ومؤسسات الدولة ان تناقش ذلك بمنطق علمي وبحرية وعلى أسس من التحليل المنهجي.
وأيضا أن يتابع كل ما يكتب، داخليا وخارجيا في الصحافة العالمية وما يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، ليس من باب الرصد الذي يقوم به موظف أرشيف، ولكن من خلال خبراء مختصين في تأثير الاعلام على القرار السياسي والاشاعة على هدم الدولة، وأن يواجه السؤال: " لماذا الهجوم يتوسع ويتعدى الدولة؟”، وهل فعلا لا محالة لإيقاف ذلك؟ وكيف وما الحل؟
في هندسة المدن، هناك من يجمع "الزبالة " وهي مهنة متميزة وبدونها تتسخ المدن وتعفن ولا يمكن العيش فيها بسبب الروائح الكريهة ولكن المهندسون يقدمون الحلول مثل الحرق، واعاداه تدوير النفايات والتخلص من كافة أنواعها بما فيها الطبية والصلبة وغيرها، وهنا يأتي الفرق بين " الراصد " والمحلل بنفس أسلوب الجمع والمعالجة. في حاله هندسة المدن، حيث قد تجمع الزبالة ولا تعالج معالجه صحيحة فتنشتر الروائح الكريهة ولا يعد بمقدور الناس العيش بها وتزداد الامراض وفساد الهواء.
واقصد المعالجة التي هي مفقودة في الأردن ويتم الاكتفاء " بالجمع والرصد"، ففشلت ووصل الي ما وصل اليه، رغم انه من الضروري التعامل مع المشاكل الناتجة عن تلك النفايات السياسية وإلقاء مسؤولية معالجتها، ضمن منظومة " الحفاظ على الأردن “، على جميع قطاعات المجتمع والسلطات المحلية والصناعيون والسفراء والمواطنون والحكومة. دون استثناء والاعلام في المقدمة.
لا ادعي ان الأردن في أفضل اوقاته ومشاهده السياسية، في ساحته الداخلية ولا ان الحال الاقتصادي مرحب به شعبيا، ولا ان مواقف الحكومات موافق عليها، لكن أيضا لا أنكر ان لم أكن أطالب الوقوف "بعلم ودراسة وتحليل " يدا واحده لمواجهة الهجمة المبرمجة خارجيا وسيل الاشاعات التي تحاول النيل من عزيمة البشر وقتل روح الامل وبث اليأس لدي شباب الأردن.
للأسف وقعت في الفخ مجموعات عده، وبعض ممن لهم اراء ضد الحكومة “لهدف محدد او غاية “في لعبة كراسي السياسية الموسيقية، وسيطرت عليها أفكارا غير صحيحة، قد يكون هناك عشرة بالمئة حقيقية ولكن تسعين بالمئة مفبركة ومضللة وتتقصد الضرر، فأصبح الداخل تحت ضروسها وبعض من أبناء الوطن يتداولها من باب " الحقائق " دون التحقق.
وأكرر أن معالجتها لا ترقي الي مستوي المعالجة النفسية والسياسية لها وكأن المطلوب فقط "هذه هي الاشاعة وهذه هي الحقيقة “، بهدف اقفال ملفات علي عجل و اغلاق جرح علي " دمل وخراج يلوث الجسد و يثير القرف“، في زمن فقدت الثقة بمن يصدر تلك " الحقيقة “.
و اضيف هنا ان كل ذلك تلاقي مع عفوية "حراك" شعبي و كابوس التخبط الذي من بعض ظاهره حاله استياء عارمة عبر مساحات الوطن مما يحدث واضر بالشعب حيث تجاوز السيف رقبته ، و لكنه في المشهد العام ينظر اليه من البعض انه خادما فكرة " انهاء" الدولة الأردنية " بشكلها الحالي ، و التي قناعاتي انها لن تحدث و غير مقبولة ولا و لن يتمكن احد من الوصول الي خط النهاية بها لأسباب عدة من ضمنها ان هناك من يقرأ التاريخ و يستشف المستقبل وواع لكل هذه التخرصات و التربصات بالأردن المستهدف، مؤمنا ايمانا عميقا بالدولة الأردنية و أركانها الهاشمية ، حتي و أن كانت هنا او هناك قله ضد التوجه و لكن وقت الشدة "لا كثرة و لا قلة " لتقبل ذلك او قادرة عليه، الكل ينصهر دفاعا عن الأردن وطنا و ارضا و ملكا.
لأجل ذلك، لا بد من المصارحة والمكاشفة الكاملة مع الشعب وإعادة بناء الثقة مع فهم كامل أن الأردن مستهدف للخروج من فخ " الإيقاع به" وان يتم تنقية الجو والمياه السياسية من حلقة " الخطيئة والويلات “والابتعاد عن حالة " الغل عند ابداء الرأي والعجز الحكومي عند مواجهه المشاكل واغتيال الشخصية عند ابدأ الرأي الاخر“، وان يتم استخدام انياب الديمقراطية وحوافرها دفاعا عن الأردن لا تمزيقا ونهشا لجسده..
الوطنية الحقة هي التعلق بتراب الوطن، سواء عاش به او اغترب فالوطنية لا تتجزأ ولا تخضع لظروف الزمان والمكان، ودون الانسلاخ عنه تحت أي مسمي او توجه، واحترام عقل المواطن وحرية اختياره وآرائه دون قيود قمعية، وفي المقابل عدم المساس او الاعتداء علي الدولة أو محاولة تحجيمها وتقزيمها، والوقوف بحزم ضد كل ما يدعو الي انهائها وخلخلة نسيجها وضد طغيان الاشاعة.، وذلك على أسس من الاحترام المتبادل بين افراد المجتمع والنظام. وبعلم وذكاء ودهاء وسياسة.
الوطنية ليست حصص مدرسية او احتفالات شكلية وصور ومظاهر اجتماعية وترانيم وشعارات، وهتافات، هي دماء نقية جبلت بطهارة الأرض الأردنية بجبالها ووديانها وصحاريها وحضرها وباديتها وعشائرها وأهلها الطيبين.
ليس هناك أقدس من العقل عندما يلتحم مع القلب في عشق الوطن ولا اطهر من مصارحة شفافة لماذا هذا الهجوم؟
هل من يجيب؟
aftoukan@hotmail.com