10-03-2019 12:35 PM
سرايا - موسى العجارمة - رواية فنية بلمسات إبداعية تعود لمدارس المسرح الدمشقي الذي ولدت وتتلمذت به ،لتكن نموذجاَ صريحاً بكل عوامل التميز والنجاح ،حبها لمهنتها واحترامها لنفسها جعل منها أسماً يتردد بقوة بين الناس ،خلقت لنفسها مكانة وحالة إبداعية لم ولن تتكرر .
طرقت خطوات احلامها في زمان الوصل ولتقف امام "شيخ الكار" بقانون ولكن ،وتستمر رحلتها بعذراء الجبل وتدخل ندى الايام لتواجه عنترة في زمنٍ الخوف وتقدم حالة غريبة تكشف جزءً بسيطاَ من امكانياتها كممثلة وتدخل الحوت وبعد أصعب قرار لكي تسأل روحها هذه المرة في فنجان الدم وهي على قيد الحياة عبر منمنمات أجتماعية لتنطلق كنجمة في "عن الخوف والعزلة ".
وتستمر امام من اطلق عليها لقب "ٌقطايف " في قلبي معكم وتدخل تحدياً أكبر عبر بدرية في وراء الشمس ،وتتواجد مع شقيقتها في قيود الروح وتزدهر في البيئة الشامية عبر طالع الفضة ورجال العز ،وتبدع أكثر في رفة عين وأرواح عارية وحدث في دمشق .
وتتوسع رقعة انتشارها عربياً بالمسلسل الجماهيري باب الحارة ،لتظهر مجدداً في شهر زمان وحرائر ومذنبون إبرياء وزاول وسلطان والشاة وقصر العشاق لتقول :"شاء من شاء وأبى من أبى" انا ميسون أبو أسعد .
التقت سرايا مع النجمة السورية ميسون أبو أسعد ودار الحوار التالي :
1-نبدأ حديثنا عن عودتك للدراما السورية عبر مسلسل (عندما تشيخ الذئاب) تأليف جمال ناجي ،سيناريو وحوار حازم سليمان وإخراج عامر فهد .
ب- ماذا تحدثينا عن دورك بهذا العمل ؟
لا أريد التحدث كثيراً عن العمل لكي لا أكسر عنصر التشويق ،ولكن أؤدي به شخصية (رابعة) ، حقاً وجدت بهذه الشخصية اموراً عديدة وجديدة لم اقدمها بالسابق، وهذا شجعني على قبول الدور لأني حريصة دائما على تقديم شيئاً جديداً للمشاهد .
وأعتقد عندما نجتمع اسماءً مهمه مثل : عابد فهد وسلوم حداد وايمن رضا وسمر سامي ومحمد حداقي وفادي صبيح وحسن عويتي ، بعملٍ واحدٍ دليلاً كبيراً بأن المسلسل يحمل مقومات العمل الناجح ،ناهيك عن الرواية الرائعة وفكرة استيحاء عمل من رواية هذا لوحده مثابة إبداع وأهنئ عليه الاستاذ عامر فهد مخرج العمل .
والرواية ساحرة لأبعد الحدود واصلاً مخرج العمل نصحني بقراءتها وانا اخذت بنصيحته وبالفعل استمتعت جداً بقراءتها وتعجبت كيف لم أقرائها بالسابق ،حقاً جمال ناجي كاتب مهم جداً أستطاع ان يلخص الواقع بروايته القيمة ،أحببت أسلوبه الادبي وطريقة بنائه للشخصيات .
وعندما تم تحويل الرواية الى سيناريو تلفزيوني قام الكاتب حازم سليمان بمراعاة اختلاف الشخوص وتغيراتها وهذا الشيء اضفى على العمل عنصراً جميلاً ومميزاً ، وانا بمرحلة القراءة وجدت بأني أمام مشروع مهم ويستحق ان نعول عليه ونتأمل به .
ب-هذه اول مرة تقفين امام عابد فهد ،أخبرينا عن تعاونك معه ؟
التعامل مع الفنان عابد فهد جميل للغاية ،بالفعل هو إنسان جدي ودقيق بعمله ولكن بذات الوقت يمتلك روحاً مرحة جداً ولديه طاقة إيجابية مع الجميع.
2-ما سبب غيابك عن الدراما السورية لمدة عامين ؟
غيابي لم يكن لمدة عامين ،ربما اقتصرت مشاركتي عام 2017 في الدراما السورية عبر مسلسل شبابيك واضافة لحضوري بالمسلسل المصري قصر العشاق وبالإضافة للسفر الى استراليا لمرافقة افلامي وكان حدث مهم للغاية ولابد من القيام به آنذاك .
وبصراحة في العامين الماضيين لم يطرح علي أعمال تلبي الطموحات وخصوصاً بالمرحلة التي وصلت اليها لأنه بصراحة بذلت مجهوداً كبيراً للوصول على ما انا عليه الان ،وبالتالي لا بد من حذري على جميع خطواتي وقراراتي.
ومن أحد الأسباب أيضاً في عام 2018 تم تعاقدي مع المخرج المصري الكبير خالد مرعي على مسلسل مصري ولكن للأسف لم تشيْ الظروف بإنجاز العمل ،وبفضل الله سأعود عودة قوية بمسلسل عندما تشيخ الذئاب نظراً لوجود كافة عناصر النجاح من سيناريو وممثلين وكادر تقني بقيادة المخرج عامر فهد.
مصر
3- شاركتِ قبل موسمين في الدراما المصرية من خلال مسلسل قصر العشاق مع الفنان القدير فاروق الفيشاوي ،كيف وجدتِ المشاركة في مصر ؟
المشاركة في مصر عموماً أمراً إيجابياً لأي ممثل عربي ،وبعض من الممثلين لا يضعون هذه الخطوة على جدول اعمالهم ،ولكن انا بصراحة دخلت الفن لكي ادخل على عالم الانفتاح ،وطموحي لا يقتصر فقط بمصر انما لدي طموحاً كبيراً ان ادخل العالمية ،وبالتالي نحن عندما نشارك بأعمال بالخارج نكتسب اموراً جديدة واضافية على مخزوننا الفكري والاجتماعي .
و انا بطبعي إنسانة احبذ دائماً خوض المغامرة وان ادخل على كل ما هو جديد وصعب ،والتواجد بمصر أمراً صعباً جداً ،وهو بمثابة اثراء للممثل مهما كانت جنسيته .
وتجربتي بقصر العشاق تحديداً لم تنجح بالطريقة التي كنت متأملة فالنص الذي قرأته جميل وساحر للغاية واضافة لتجسيدي دور البطولة أمام ممثلين عمالقة وأصحاب تاريخ ،لكن العمل لم يأخذ حقه بالتسويق .
ولكن التواجد مع قامات كبيرة وابرزها الفنان القدير فاروق الفيشاوي وعزت العلايلي وسهير رمزي والحمد لله جميعهم أثنوا على عملي وجدث توافقاً كبيراً بينا وكسبت معرفة فنانين كبار ،بالفعل قصر العشاق تجربة علمتني الكثير .
أ- بحسب البعض وجد بأن تجربتك في مصر كانت عادية للغاية ،ما ردك على ذلك ؟
العمل لم يحقق انتشاراً ولكن العمل اتاح لي فرصة المشاركة في مسلسل الصعود الى الهاوية في الموسم التالي مع المخرج خالد مرعي وصحيح لم ينجز العمل ولكن تعاملي مع أساتذة ودخولي على اجواء الدراما المصرية هذه تعتبر خطوة مهمة ،وانا بطبعي إنسانة جدية انظر للأمور بطريقة عقلانية بحته، و النجاح والحضور بمصر لا يكمن بخطوة واحدة كون السوق المصري عملاق ومزدحم .
ومن يقول عن تجربتي في مصر عادية بالتأكيد أحترم رأيه ولكن التجربة لازالت بخطواتها الاولى .
4- على الرغم من انك دخلتِ الفن من الجانب الاكاديمي عقب تخرجك من المعهد العالي للفنون المسرحية ،لماذا انتِ الان تعيدي ما قمتٍ ببنائه في مصر من خلال دراستك للإخراج ،هل معهد العالي أقل كفاءة من مدارس السينما والدراما في مصر ؟
المعهد العالي في سوريا من أهم المعاهد في الوطن العربي هو المُصدر الاساسي للممثلين في الدراما السورية والعربية ،وانا أفخر جداً بمعهدي لأنه قدم لي الكثير من الخبرات المتراكمة والمعارف وكلما أكبر بمجالي أجد نفسي استفدت كثيراً من هذا المعهد وبالتأكيد هو ليس أقل كفاءة عن باقي المعاهد العربية ،وتوجهي لمصر جاء بسبب عدم وجود تخصص الإخراج كدبلوم ولا حتى ماجستير .
وعندما اتاحت الفرصة ووجدت بأنني سأكون غير متواجدة بالدراما لأن الأمور لم تكن معافاة ومزدهرة كما اعتدنا من قبل فأحببت تحقيق ذلك كون الفكرة كانت قائمة في بالي ،وصدقاً دراسة الإخراج أعقد من التمثيل ،والمخرج لا بد ان يدرس الإخراج بشكلٍ أكاديمي حتى يستطيع يتمكن من توسعة افاقه بمهاراته ومهامه بإدارة الممثل ومعرفة كافة المدارس الفنية العالمية والتقنيات والجماليات وصناعتها .
وبصراحة كنت متخوفة من البعض ان يعتقد بأنني هجرت التمثيل واذكر حينها تواصل معي التلفزيون السوري بمداخلة على الهواء لتوضيح ذلك ،وما بعد ذلك أبدا الجميع أعجابه بقراري ،والحمد لله انهيت دراستي بعد مجهوداً كبيراً بالسنتين الماضيتين وما بعد شهر رمضان القادم سيكون هناك توجهاً لإنجاز تجربة لي بالإخراج بجانب عشقي الاول التمثيل .
5- قدمتِ مجموعة من الاعمال التلفزيونية التي يرفع لها القبعة كان منها :وراء الشمس ،حائرات ،قيود الروح أرواح عارية ،رفة عين ،سقوط الخلافة ،على قيد الحياة ،فنجان الدم ،حرائر
اول بطولة لكِ كانت في مسلسل عن الخوف والعزلة ،جاءت هذه المشاركة المميزة لإتاحة الفرصة لكِ بعرض أدواتك كممثلة من خلال شخصية بسمة التي قمتِ بتجسيدها آنذاك ،لماذا تأخر دور البطولة لميسون أبو أسعد ؟
مسلسل عن الخوف والعزلة يعتبر مرحلة بحد ذاتها بالنسبة لي فهو ادخلتني على بيوت الناس هذه حقيقة مطلقة وأعترف بها ،وانا أعشق هذا العمل وجميع الممثلين الذين عملوا به ،وحتى اليوم عندما يتم إعادته ارى أقبالاً هائلاً عليه من قبل المشاهدين، ولغاية الان الجمهور يتذكرني ببسمة الصيدلانية وقبل أيام صادفت سيدة روسية مقيمة في سورية وابدت أعجابها بدوري وبهذا العمل .
اما بالنسبة للبطولة المطلقة معظم أعمالي التي قدمتها كانت بطولة جماعية وأصلاً معظم الاعمال التي تقدمها الدراما السورية مبنية على البطولة الجماعية وهذه نقطة اضافت شيئاً مميزاً عليها وفي مصر كثير من المخرجين قالوا لي : "البطولة الجماعية ميزة تتمتع بها الدراما السورية " .
والحمد لله جميع الادوار التي حصلت عليها تعد من أهم الشخصيات بالمسلسلات وصدقاً أبرز اهتمامي يكمن بجودة وسوية العمل .
6-كيف ميسون أبو أسعد تنقي ادوارها ؟
أحاول بقدر الامكان ان انتقي خطواتي بعناية كبيرة وان أقدم شيئاً جديداً ومختلفاً واهتمامي الابرز دائماً على السيناريو الجميل وبالأخص اذا كان بعهدة مخرج قوي وممثلين "شركاء مهمين" ،واصلاً عندما يتم وجود ممثلين مهمين يجعلني أوسع افاقي أكثر ولا أكتفي بما عندي فالشريك القوي يقويك.
7-ما هو العمل التلفزيوني الذي فضل على ميسون أبو أسعد ؟
بالتأكيد ليس عملاً واحداً انما أعمال عديدة وابرزها مسلسل عن الخوف والعزلة الذي شكل لي علامة فارقة ومسلسل باب الحارة الذي قدم لي انتشاراً عربياً واسعاً، وايضاً مشاركتي بفيلم سوريون كانت تجربة مثمرة كون العمل بالسينما يساهم بأثراء موهبة الممثل، وهناك اعمال اخرى ولكن فضلت اختيار هذان العملان كونهم حظوا بشهادة الجمهور .
وبفضل الله جميع الاعمال التي قدمتها كانت قريبة على قلبي وايضاً شخصيتي في مذنبون أبرياء كانت جديدة ومختلفة وايضاً في مسلسل بقعة الضوء قدمت من خلاله لوحات كوميدية بسيطة رسمت الابتسامة على قلوب الناس واللون الكوميدي يضع الممثل على المحك ليظهر كامل قدراته الفنية .
8- من هو الممثل الذي يستهويكِ العمل معه ؟
من الظلم ان اقتصر سؤالك بممثلٍ واحدٍ أو جيلاً واحداً ،ولكن يستهويني العمل مع القامتان عباس النوري وبسام كوسا ،وكذلك الامر مع الفنان عابد فهد .
ومن الاجيال الشابة في سورية احبذ المشاركة مع باسل خياط ومحمود نصر ومن مصر القديران عادل امام ويحيى الفخراني ومن الشباب خالد النبوي وإياد نصار وآسر ياسين وبالتأكيد القائمة تطول كون الوطن العربي حاضن بالمواهب المميزة .
9-لا يختلف اثنان بأنكِ من بين قائمة نجمات الدراما السورية الشابات :كاريس بشار ،سلافة معمار ،أمل عرفة ،سلاف فواخرجي ،نسرين طافش ،ديما قندلفت :
أ-ما صحة بأنك الخيار الاخير لدى المخرجين من بين هذه القائمة ؟
أطلاقاً غير صحيح بجميع الاعمال التي طرحت علي كنت انا الاختيار الأول بالنسبة لأدواري واحياناً يحصل استبدال بين الممثلات بحكم الظروف الخارجة عن إرادة الممثل ولكن ضمن معادلة العموم انا لست الخيار الاخير وأصلاً الاعمال التي رفضتها طوال مسيرتي أكثر بكثير من الاعمال التي قدمتها .
ب-هل انتِ الاقل أجراً بينهم ؟
ضحكت ..وقالت :ليس هناك ممثلاً بالعالم يصرح عن اجره المادي او يؤكد ان كان الاعلى او الادنى بين الاجور ،وبالعامين اللذان مضوا انقلبت الامور رأساً على عقب بسب الظروف الإنتاجية الصعبة وانت كممثل عندما تعمل مع القطاع العام تضطر بتقاضي أجراً ليس كما تُحصله مع الشركات الخاصة ،وحتى في مصر تم اخفاض معظم اجور النجوم لضمان دوران عجلة الإنتاج الدرامي وصدقاً المعايير اختلفت ولم تعد كسابق ومن الممكن ان تعمل عملان بنفس الموسم ويكون الاجرين مختلفين بسبب الظرف العام الذي تشهده سورية .
10 -ما زالتِ تأخذين رأي شقيقتك الفنانة لورا أبو أسعد بالأعمال التي تعرض عليكِ؟
بالتأكيد ليس كما بالسابق ، كون الممثل يجب ان يعتمد على نفسه باتخاذ قرارته ولكن انا لست ضد هذه الامر و الانشغال هو ما يمنع ذلك احيانا وطبعاً وجود لورا بحياتي نعمة وشيئاً جميلاً ومميزاً .
11-باعتباركِ تمتلكين خبرة فنية رفيعة المستوى امتدت نحو 16 عاماً ،ما رأيك بالدراما خلال فترة عملكِ بها ؟
بفترة تخرجي من المعهد كانت الفترة الذهبية للدراما السورية والمرتبة الاولى بشهادة الجمهور وانا سعيدة لمواكبة هذه الفترة وانا متأملة خيراً بهذا الموسم كونه يتضمن مجموعة من الاعمال الدرامية المهمة بعكس السنوات الثلاثة الاخيرة التي كانت الاصعب على الدراما السورية بسبب استسهال بعض المنتجين والكوادر الفنية التي غادرت سورية .
وما يميز الدراما السورية قربها من الواقع واختزال مواضيعها منه،والمسلسل الاجتماعي شكل خطة مميزة بسبب البطولات الجماعية ،ولا اخفي صراحة الاعمال التاريخية التي قدمتها اعطتني خبرة كبيرة من خلال بلورت ادائي باللغة العربية الفصحى ،والدراما السورية كانت مميزة ايضاً باللون التاريخي رغم صعوبة تنفيذها .
12 - ما هي أبرز التحديات والصعوبات التي واجهتكِ طوال تلك الفترة ؟
الصعوبة الاولى واجهتها عقب تخرجي من المعهد العالي كنت متأقلمة جداً على اداء المسرح وواجهت صعوبة بالغة بالتعامل مع الكاميرا ،والاداء المسرحي يختلف عن اداء الكاميرا كون المسرح يحتوي على مساحة فارغة و يجب على الممثل ان يقوم بتعبئتها بصوته وادوته وتعبير الجسد ولاسيما جميع حركات المسرح مدروسة ولابد من تعبئة فضاء المسرح الكبير والوصول الى اخر متفرج من الجمهور .
وببداياتي واجهت صعوبة من خلال تصغير ادواتي امام الكاميرا كونها اعتادت على العمل المسرحي ،والعمل التلفزيوني يختلف ايضاً عن المسرح بعدم وجود بروفات للممثل ويدخل الممثل على العمل مباشرة ولا يعلم من مشارك معه وسيأخذ بعض من الوقت لكي يتأقلم بأجواء العمل الجديدة ،بالرغم من اني فتاة احب الكاميرا وقوية الشخصية ولكن كنت خجولة جداً وبفضل الله خجلي بدأ يتلاشى عن السابق بحكم معرفتي بالجميع ومشاركتي معهم بعدة أعمال .
وببداياتي ايضاً كنت متأنية جداً بخطواتي وقرارتي لكي لا احسب على المستسهلين وكان التحدي الاكبر خلال عملنا اثناء فترة الحرب تحت القذائف بالفعل هذه الفترة جعلت لنا أبعاد أخرى .
13- ما هي المواقف والاعمال التي شكلتِ لكِ علامة فخر واعتزاز ؟
جميع الاعمال التي قدمتها أفخر بها ،وكون الدراما دائماً لها النصيب الاكبر لا اريد اجحاف حق المسرح لأن هناك اعمال مسرحية قدمتها وسافرتُ من خلالها بالخارج واتاحت لي الفرصة بالتعرف على ثقافات أخرى من ضمنها تجربتي في الدنمارك التي قدمت بها مسرحيتان باللغة الانجليزية ، وهذه الخبرة اثبتت اقدامي أكثر على الارض واستطعت الوقوف امام نجوماً كباراً كون خبرتي أساسها المسرح ،وأفخر بتجربتي بفيلم مريم وسوريون الذي خلق دهشة كبيرة أثناء عرضه بكافة المحافل .
وافتخر بإصرار الممثل السوري على صموده بتقديم الاعمال الدرامية تحت ظروف الازمة التي مرت بها سورية ،والتحدي كان عندما عملنا تحت هذه الظروف الصعبة واثبتنا لجميع السوريين بأننا جزءٍ لا يتجزأ منهم ،كان الممثل السوري يستيقظ بالصباح الباكر ويذهب الى عمله ويقول: "سعري بسعر كل مواطن سوري " ،وهذا الامر قرب المسافات بيننا وبين الجمهور ،على الرغم من ان الفنان السوري ما قبل الحرب كان له مكانة كبيرة بين الناس ولكن أثناء فترة الحرب زادت المكانة والاحترام .
ومن المواقف الشخصية التي اعتز بها حصولي على دبلوم الاخراج وعملي لثلاث مسرحيات بمصر وسعدتُ أكثر بشهادة اساتذة المعهد العالي بأدائي ومجهودي .
14- نتحدث عن مشاركتك في مسلسل باب الحارة الذي قدمتِ به شخصية ناديا التي حققتِ لك حضوراً مهماً للغاية :
أ- بماذا تخبرينا عن هذه التجربة ؟
باب الحارة حقق لي حضوراً مهماً للغاية وساهم بانتشاري عربياً وانا اعشق جداً هذا الدور بحكم من انها كانت تجربة مميزة وجديدة من نوعها ،والتحدي كان ان اشارك بجزء السادس بعد النجاح الكبير التي حققته السلسلة بالأجزاء الخمسة الاولى .
وصناع العمل حملوني مسؤولية كبيرة ان اقدم شخصية نادية التي كانت جاسوسة الحارة ،وان تختلف هذه المرة القاعدة وان يكون جاسوس الجزء السادس أنثى وليس ذكر كالمعتاد .
فكنت خائفة جداً واعتبرت نجاح الجزء الجديد بنجاح ناديا وانا من اول مشهد قرأته في نص المسلسل اكتشفت بأنها جاسوسة بحكم تركيبة باب الحارة على الرغم من اني حريصة بكل تجاربي ان اقرأ الشخصية كاملة ولا احكم عليها منذ البداية وصدقاً الاستاذ بسام الملا ومخرج الجزء السادس عزام فوق العادة ساعدوني كثيراً .
والفنان عباس النوري كان ايجابي جداً أذكر في اول يوم تصوير كان هناك مشهد لنا في اول يوم زواج بالفعل دخلنا مباشرة على اجواء العمل وقدمنا مشاهدة جميلة ومميزة وحققنا نجاحاً كبيراً ،اذكر بعد وفاة ناديا تلقيت طلبات متابعة عبر حسابي الخاص على انستغرام تقدر ب(6000) شخص كانوا يبحثون عني على السوشيال ميديا ،واذكر تلقيت اتصالاً من المخرج بسام الملا وقال لي آنذاك :"سببتِ لي احرجاً كبيراً من الجمهور لمعاتبهم لي على انهاء شخصية نادية بأول حلقات الجزء السابع .،للأسف الجزأين تم تصويرهم سوياً ولم نعلم بأنه هكذا سيكون تأثير نادية على المشاهدين .
ب-محبيكِ في الاردن يعرفونكِ باسم "قطايف " أكثر من أسمك الحقيقي ،ماذا يعني لكِ ذلك ؟
ضحكت وقالت :نعم صحيح ،أصبح لقب قطايف يرافقني أكثر من أسمي الحقيقي وليس في الاردن فقط ،انا يومياً اتلقى العديد من التعليقات عبر حساباتي على السوشيال ميديا معجبين كثر ينادوني بهذا اللقب ،سعيدة بهذا اللقب كونه جميل جداً وان دل على شيء دل على نجاح الدور كون اللقب استمر معي منذ عرض العمل عام 2013 .
وكان هذا اللقب ضربة معلم من الفنان عباس النوري كون اللقب لم يكن مدرج بالسيناريو وقطايف لم تكن مكتوبة على الورق حتى في اول بروفة تصوير اذكر وقتها الاستاذ عباس النوري لم يقول هذا اللقب اثناء البروفة ،وعندما بدأنا تصوير المشهد ختم الاستاذ عباس النوري المشهد بكلمة قطايف وانا تفاجأت جداً وعندما تم انهاء المشهد وجدت جميع أسرة العمل أحببت اللقب وكان سعيدة به .
ولذلك انا اعتبرها ضربة معلم من الاستاذ عباس النوري لأنه قام باختبار فريق العمل كونه جمهورنا الاول لذلك اطلق اللقب اثناء التصوير ليس في البروفة وعندما وجد بأن الفريق استمتع باللقب استمر بمناداتي ب "قطايف" طوال العمل ،على الرغم من اني لم أسئله لغاية الان لماذا اطلق علي هذا اللقب ولكن انا ارجح هذا هو الاحتمال الوحيد .
وهناك موقف حدث معي من وراء قطايف لن انساه بحياتي عندما كانت الاوضاع الامنية بسورية سيئة للغاية اذكر في يوم كان الوقت متأخر اثناء مغادرتي لتصوير احد الاعمال وانا ذاهبة الى مركبتي وجدت ورقة عليها خفت كثيراً واعتقدت بأنها ورقة تهديد في البداية وعندما فتحت الورقة رأيت مكتوباً عليها "قطايف " مع قلوب حب .
15- برغم من جمال وجهكِ الفتان الا انك انت من الممثلات القلائل اللواتي قدمن شخصيات لا تقتصر بالفتاة الجميلة وهذا ويحسب لكِ ،كيف استطعتِ تحقيق ذلك ؟
بالتأكيد الجمال نعمة وهبني الله اياها واشكره عليها ولكن منذ بداياتي كنت حريصة على هذه المسألة وكان ليس لي مشكلة ان اجسد ادوار لا تظهر بالمكياج ،ولغاية الان ابرز اهتمامي ان اقدم شخصية كما يجب ان تكون وكنت حريصة ان لا تتم نمطيتي بأدوارٍ معينة ،نعم الجمال يقربنا من الجمهور ولكن كان ومازال ابرز اهتمامي ان اضع كامل تركيزي بعملي لأننا نحن موجودين لنجسد شخصيات من الواقع ليس لكي نتصور امام الكاميرا ولكي أثبتت للمخرجين بأنني أقدم موهبتي وليس شكلي ،ولأنني أعشق التمثيل لا بد ان اقنع الممثلين وحتى المكياج لا أحبذ ان يكون زائداً أثناء التصوير دون وجود مبرره الدرامي .
16- أخبرينا عن جديدك ؟
جديدي مسلسل عندما تشيخ الذئاب ومن المحتمل مشاركتي في الجزء الجديد من مسلسل بقعة الضوء وبفضل الله عدت لممارسة رياضتي المفضلة بعد انقطاعي عنها لعدة أشهر .
17- بعيداً عن الفن ميسون أبو أسعد الى من مشتاقة اليوم ؟
مشتاقة لأصدقاء عديدين فرقتني الحرب عنهم ولم أعد أراهم اتمنى ان يجمعني الله بهم بأقرب وقت.
18- كلمة أخيرة لوكالة سرايا الاخبارية ؟
أشكر وكالة سرايا التي اتاحت لي الفرصة بالظهور على الجمهور الاردني الذي لم يسبق لي أجراء اي حوار مع مؤسسة إعلامية أردنية كونه كان معظم لقاءتي مع صحفيين في مصر وسورية ولبنان ،سعيدة لتواجدي بين الجمهور الاردني الحبيب ونحن جسداً واحداً يفصلنا خطاً بسيطاًولكن نحن شعباً واحداً بثقافتنا وتعاملنا مع بعضنا البعض ،تحياتي للشعب الاردني ولي زيارة قريبة على الاردن بعدهذا الغياب الكبير .