بقلم : رائد العدوان
كنا في طفولتنا عندما نلعب لا نجد الا الخيل الاصيل لنركبه ونتعلم فنون ركوب الخيل ، ونعبث بالسلاح هنا وهناك طمعا بأن يحن علينا الأهل برماية بضع طلقات ، وبالفعل كان لنا ذلك ، وبعد أن كبرنا تأكدنا بأن المجالس مدارس وأن التاريخ هو اللبنه الاساسيه التي تبني عليها المستقبل .
حدثونا كثيراً عن مؤسس دولتنا وعن ثورتنا العربيه وعن الصراع القائم بين العروبة والصهيونيه ، حتى رسخ في ذهننا بأن قضيتنا الأولى والأخيره هي القدس أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفتين وأن الروح والدم رخيصه عند أعتابها ، حدثونا عن رجالات الوطن أمثال وصفي وحابس وماجد العدوان والجازي والعبيدات والعجلوني وغيرهم من أبطال هذا الوطن المتجذر أصلا وتاريخا ورسخ في ذهننا أن نكون مثلهم على الاقل حتى يبقى وطننا عزيزا غاليا كما كان ، وأن لا حياة دون كرامة وعزه وشموخ مهما كانت الإغراءات والمكاسب والمناصب .
كبرت وكبر معي كل تلك الأحلام الورديه المعززه بالقوة والتاريخ والأمجاد ، حتى صدمت ووجدت أن وطني اليوم يحكمه البرجوازيون سكان الشقق الفاخره في مناطق لا تعرفنا ولا نعرفها ، لا يعرفون من الأردن سوا الصراف الالي وكمية المكاسب التي يحصلون عليها ، فأنكروا علينا كل ما تعلمناه وحفظناه عن الرجال الأوائل ، فأصبحت الحرب بين الرجال والذكور معلنه وشرسه ، نحن نريده وطنا للجميع يلتقي به إبن الجنوب والشمال على حب هذا الوطن وقيادته ، وهم يريدونه فندق خمس نجوم يمارسون به عهرهم السياسي ويتلذذون به ككأس نبيذ ، ويتقلبون فيه مناصبه كأنما لم تنجب الأردن قبلهم ولا بعدهم ، حتى بت مستاءا لما لم أخلق في فترة الرجال الذين قدموا الدم والروح والابناء في سبيل الاوطان ، كيف سأقابل وجه الله وماذا سأخبره عندما يسألني كيف صبرت على مثل أؤلئك أن يتقلبوا في المناصب وينظرون اليكم كسلة فاكهة يأكلون منها غير آبهين بالوطن والشعب ، حتما سأخبره وهو يعلم بأن ما أتعبني شيئا بيوم إلا محاربة أشباه الرجال الذين تربعوا على كراسي لا يساوون ثمنها في سوق النخاسه ، وتعلم يا الله أنني قد بلغت اللهم فإشهد .