13-03-2019 01:48 PM
سرايا -
موسى العجارمة - يبدو ان ليس كل الامثال العربية جاءت لتصحيح وتصويب مواقفاً معينة ، ورغم إجماع الكثيرون على ان الحياة مليئة بالأحداث والمواقف، التي من خلالها نستخلص منها أمثالاً وحكم ربما احياناً تكن في اوقات او ازمنة معينة ولا تصلح بيومنا هذا .
العصا لمن عصى
مثلاً شعبياً شائعاً بأمتياز ، البعض أيده والجزء الاكبر خالفه ،وخاصة بما يحدث اليوم بالمدارس الحكومية التي رسمت صورة بمخيلة طلبة المدارس بأن العقاب يتمثل فقط بالعصا لدرجة بأن جميع الاطفال يقوموا بتأدية جميع وظائفهم ليس حباً بالعلم انما خوفاً ورهبة من العقاب البدني الذي يقدم عليه المعلمون في المدارس الحكومية .
ومن ناحيته قال معلم فضل عدم ذكر اسمه لسرايا بأحد المدارس الحكومية التابعة للعاصمة عمان لسرايا ان العصا او "البربيش" هي الوسيلة الوحيدة لردع الطالب ،لافتاً الى ان التوجيه التربوي لا يجدي نفعاً بهذا الزمن .
واضاف ان تعميم وزارة التربية بمنع العقاب البدني حبراً على ورق ،مشيراً الى ان اولياء امور الطلبة هم من يطلبوا معاقبة ابناءهم .
واشار الى ان العصا هي الوسيلة التي ربت أجيالاً ،مؤكداً ان جميع الاجيال السابقة التي خرج منها الطبيب والمهندس وحتى الوزير تربت على قاعدة "العصا لمن عصى " .
وعلى صعيد متصل قال طالب بثانوية العامة بأحدى المدارس الحكومية في الجنوب لسرايا ان جميع زملائه لا ياهبون المدرس الذي لا يوجه لهم عقوبة بدنية ،لافتاً الى ان الحصص الدراسية الاكثر نظاماً للمدرسين الذين يستخدمون هذه الاساليب الرادعة .
ومن جهتها قالت ولية أمر احدى الطالبات في المدارس الحكومية بمناطق الشمال لسرايا ان مدرسي اليوم لا يطبقون المثل الشائع "العصا لمن عصى " انما قاعدتهم بالحياة "الغاية تبرر الوسيلة "،لافتة الى ان ما يقدم عليه معلمون اليوم مثابة مهزلة حقيقية .
واضافت ان تعميم وزارة التربية الذي يتمثل بمنع الضرب مثابة حبراً على الورق كونه يصدر سنوياً دون مراقبة المدارس ،مشيرة الى ان احد المقربين لها تعرض للضرب المبرح من احد المعلمين بحجة التوجيه مما ادى لتعرضه لاضرار جسدبة واضحة.
وبدورها قالت الاخصائية الاجتماعية الدكتورة أيمان الشمايلة لسرايا ان حمل العصا امام الطالب مثابة جريمة كبرى لانها تعد رمزاً من رموز العنف ،لافتة الى انه من المفترض ان تكون المدرسة بيتاً للسلام والمحبة والوئام بين الطالب والمعلم .
وأضافت ان المعلم الذي يلجئ لحمل العصا اثبت فشله الذريع وافتقاره لاساليب العلمية والتربوية والسلوكية ،مشيرة الى انها تؤيد وزارة التربية والتعليم بقرارها .
وطالبت الشمايلة وزارة التربية والتعليم ان تقوم بتهيئة المعلمين للتعامل مع الطلبة بطرق حضارية وعلمية تهدف الى زرع الثقة بين المعلم والطالب من خلال برامج تدريبية .
واشارت الاخصائية الاجتماعية أثناء حديثها لسرايا الى ان مخيلة الطالب أصبحت تربط المدرسة بالعصى ،قائلة :"يجب ابعاد جميع الادوات التعنيفية عن الطالب ليصبح الكتاب هو صديق الطالب ،ومن يلجئ للضرب سوى ضعيف الشخصية والفاقد للاساليب العلمية .
ومن ناحيته قال وزير التربية وليد المعاني لسرايا ان الوزارة منذ زمان ليس بقليل وهي تصدر تعميماً سنوياً على المدارس بمنع ضرب الطلبة ،لافتاً الى انه ليس من منطق ان يحمل المدرس عصا او "بربيش" للدفاع عن نفسه
واضاف ان المعلم يحمل درجة علمية ويمتاز باخلاق عالية يفضل ان يجلئ لطرق تهذيبية بعيدة عن العنف ،لافتاً الى انه بحال تم وجود طالبا مخالف للانظمة والتعليمات هناك عدة طرق يتبعها المعلم لتصويب اوضاعه .
ورداً على السؤال الذي وجته سرايا له "ما بعد قرار حظر العقاب البدني نرى هناك مدارس عديدة مازالوا يستخدمن العصى لردع الطلبة ؟" قال المعاني انه من المفترض عدم اللجوء لهذه الطرق والاساليب ، لافتاً الى ان المعلم بامكانه استخدام لغة الحوار للتفاهم مع الطلبة .
وختم المعاني حديثه لسرايا ان دور المعلم بأن يأخذ بيد الطالب نحو الطريق الصحيح بتعليمه ابرز الصفات الحميدة ، مؤكداً ان العصى ليست وسيلة تفاهم .