13-03-2019 01:52 PM
بقلم : الدكتور يعقوب ناصر الدين
في تغريدة له وصف وزير التربية والتعليم ، وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور وليد المعاني اللقاء الحواري الذي جرى في جامعة الشرق الأوسط بينه وبين رؤساء الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة بأنه أظهر تعاونا غير مسبوق ، وتوافقا بين الجامعات ووزارة التعليم العالي ، وهيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها على الأهداف الكبرى للتعليم العالي ، وعلى خطة عمل للانطلاق نحو المستقبل .
لقد تسنى للوزير أن يلخص نتائج ذلك اللقاء الذي شارك فيه الأستاذ الدكتور بشير الزعبي رئيس هيئة الاعتماد بكلمات قليلة على حسابه الشخصي على موقع " التويتر " الذي أسسه جاك دورسي ورفاقه حين كان طالبا في جامعة نيويورك عام 2006 ، وتم الاتفاق على تلك التسمية بعد جلسة عصف ذهني قال دورسي على إثرها " قررنا استخدام كلمة تويتر كعنوان مثالي يجمع بين كتابة رسالة نصية قصيرة وبين التغريد كالطيور ، هذا بالضبط ما كنا نطمح إليه " ويمثل الشعار الأزرق على ما يبدو طير " إزريق الجبل " !
مئات الملايين يستخدمون موقعا أسسه طلاب كانوا على مقاعد الدراسة الجامعية ، شأنهم في ذلك شأن بيل غيتس ورفاقه من طلبة المدارس والجامعات الأمريكية التي ربما وضعت الأساس لإطلاق عبقريتهم ، وكلها مؤسسات تعليمية تعمل وفق معايير صارمة في إدارة عملياتها المختلفة ، التي ينتج عنها ذلك القدر الهائل من الاختراع والابتكار والتميز، فضلا عن تلبية حاجات سوق العمل من القوى البشرية المدربة والمؤهلة ضمن أنظمة تعليمية متطورة متجددة لا يحدها حد ، ولا يوقفها حاجز من أي نوع .
النظام التعليمي هو الأساس ، والعصف الذهني الذي تم في جامعة الشرق الأوسط ، الذي آمل أن يتواصل في جامعات أخرى بشكل دوري أظهر حالة من الوعي والمسؤولية المشتركة بين الوزارة والهيئة والجامعات الوطنية في تحليل واقع التعليم الأكاديمي في بلدنا ، والحاجة إلى الانطلاق نحو مرحلة جديدة ، يسبقها نفض جناحي الطير حتى يتمكن من التحليق والتغريد في أجواء أكثر ملائمة للطيران ، متجاوزا الفضاء المحلي إلى فضاءات إقليمية وعالمية ، يجلب معه في طريق عودته المزيد من الطلبة العرب والأجانب ، ومن الشراكات العلمية مع الجامعات الأجنبية العريقة .
كي يكون النظام التعليمي قويا إلى هذا الحد ، وقادرا على الاستجابة لمتطلبات التنمية المستدامة ، وحاجات سوق العمل ، لا بد أن يكون محوكما ، بدءا من التشاركية في اتخاذ القرار مرورا بالشفافية في المعاملات والإجراءات ، وانتهاءا بالمساءلة في الأداء وفي النتائج حتما .
اللقاء الحواري بين الوزير ورؤساء الجامعات كان في حد ذاته خطوة على طريق الحوكمة إذا تحول فيما بعد إلى منهجية واضحة في اتخاذ القرار على أساس التشاور بين الوزراة وهيئة الاعتماد ورؤساء الجامعات الوطنية ، فلا تكون القرارات فوقية ، كما هو حال قوانين الجامعات الرسمية والخاصة المطبقة حاليا ، والمعايير المعتمدة والبرامج والمساقات التعليمية المفروضة ، بحيث نبدأ من مراجعة جماعية للواقع الراهن تقودنا على الفور إلى تحقيق الطموح الذي نسعى إليه .
نقطة البداية هي التوافق غير المسبوق الذي أشار إليه الدكتور وليد المعاني ، وهو كما يعرفه الجميع رائد مشهود له في مسيرة التعليم العالي والبحث العلمي في بلدنا ، ومع قناعتي بأن الحوكمة عمل جماعي ، إلا أن قرار الذهاب إليها قد يكون عند فرد في موقع المسؤولية الأولى ، ولذلك أملي فيه كبير !