16-03-2019 08:30 AM
بقلم : عائشة الخواجا الرازم
باتت الروح الوثابة في فطرتها تضيق ذرعاً بتلك المقولة الرائدة (إنما أكلت
يوم أكل الثور الأبيض) وباتت تلك الروح بطهارتها الإلهية وبطريقة عفوية، تنتابها موجات من صراع الرفض لتلك العبارة المشهورة أمام الببغائية اللفظية العربية وهي تمتلك الحق بالغضب ذاك، والحقيقة أننا قد أفرطنا في الانهزام تحت بغي عدو الله والدين والإنسان، وبدل الاشتداد والوقوف قلباً واحداً مشهوداً تشرذمنا وحقدنا على بعضنا، ولم ننفذ فطرة الخير المخلوقة فينا كما هو في السر والسريرة، وكما هو في دموعنا ومواقفنا الكريمة تجاه أهلنا العرب والمسلمين في الكرة الأرضية قاطبة، وكما هو في مواقفنا الصادقة لنصرة البشرية المكلومة في أي بقعة في الدنيا دون تفريق ودون عنصرية ودون طائفية او إقليمية، ويشهد على تلك المواقف المشرفة تاريخ الشعوب المنكوبة والمغلوبة ، في الكوارث الطبيعية والصناعية، ومنظمات الأنسنة في العالم تشهد كم من الأيادي العظيمة والإنقاذ والإسعاف والدعم والإمداد كان ويكون للأيدي العربية والإسلامية!! ويشهد الله العلي العظيم ويشهد ذوي العقول والبحث والزوار والسياح والمستشرقون والعلماء والدارسون لواقع العرب والمسلمين كم هي أحجام الكرم والعطاء والعلم والرجولة والمصداقية في النفوس! وخاصة في هبوب المثل الشعبي القائل (في السخرة مثل المهرة... وفي شغيلي مالي حيلي)
وحتى هذه الأمثلة المفعلة بكل معناها لم تؤت أكلها لأصحابها، لا بل عكست المعجزة الراقية في أيادي العربان والمسلمين للضد والتضاد، ذلك لأنهم بالغوا بالعطاء والطاعة للغرب والحاسدين والحاقدين، ونسوا ان الحاسد شره مستطير، (من شر حاسد إذا حسد) والشر عند العدو يدفعه لارتكاب كل الجرائم دون رحمة أو رادع من ضمائر او قوانين، لأنه ريح سموم تأكل الأخضر واليابس للهيمنة على رزق وخيرات العرب والمسلمين، والحروب الهمجية الدائرة رحاها ضد العرب والمسلمين هي الشاهد بالهجمات والقوة السافكة لدم الأبرياء من أجل النفط والخير والخضرة والبلاد والأرض!!
ومن يعارض هذا فليعد لقراءة جورج بوش الأب والابن وهما يعلنان أن العرب يحسدون الولايات المتحدة على ديمقراطيتها وحقوق الإنسان والثراء والثروة والحضارة فيها، ولذلك يريدون تدمير أمريكا ويبثون فيها روح الإرهاب! وطبعاً هما يروجان للفكرة المعتملة فيهم حينما يحسدون البشر على نعم الله في أرضهم، ويعرف العالم ان الحاسد هو شيطان مؤبد إلى يوم القيامة وسيمحقه الله اعتماداً على طلبه (أمهلني على حين ) والله يمهل ولا يهمل وذاك هو أمل المستضعفين الضعفاء الفاقدين للحيلة! وهو السلاح الوحيد في الأيدي العاجزة عن القوة والبطش والانتقام من عدو الله وعدو الإنسانية!
ومن مبدأ أن كل إناء بما فيه ينضح، كان الإرهاب حجة وذريعة وهمية مختلقة فضفاضة، لا وسع لدارس أو قانون لتعريفها وتحديد القبض عليها، او اقتناص شخصها وإيداعها الحبس او غوانتانامو كعينات ونماذج تظهر لإقناع أغبياء العالم بوجود شيء اسمه إرهاب يهدد العالم!! والحقيقة عرفت ومعروفة أن الإرهاب هو امريكا وإسرائيل دون رادع او خجل!! ومن يشد على أكاذيبها وضلالها إنما هو إرهابي كاذب يسهم في القتل والتنكيل ضد الأبرياء للفوز بعلامة وتربيت على ظهره، ولكنه في المحصلة سيؤكل طبعاً!!
ومن هنا جاءت عمليات التكثير على ألسنة الضعفاء أمثالنا الذين لا حول لهم ولا قوة، بذكر المثل الذي قاله الإمام علي رضي الله عنه (إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض).
وهاهو الإمام علي كرم الله وجهه، يشكل لنا الأنموذج بالعذاب هذه الأيام، فنشعر أننا كلنا متشيعون لضرب ظهورنا ولطم وجوهنا، على أحبائنا وشهدائنا وأطفالنا والمجازر التي تلحق بدمائنا، ولا حول لنا ولا قوة سوى ان نمضي في الأرض نلطم على مصابنا، ونصرخ منتظرين ان يمن الله على سندنا وعزوتنا القادة والمتنفذين بالموقف وصناعة القرار والحرب والكر والفر، في العرب والمسلمين بمصيبة يقترفها العدو الغاشم بهم ويأكلهم كما أكلنا، وبذلك تمتلئ صدورنا حقداً على أهلنا المقصرين أولاً بنصرتنا، وننسى ان العدو الغاشم هو صانع هذه الفتنة والأحقاد باستقطابهم وتوظيفهم والتمسيح على جنوبهم ليصمتوا على موتنا ومذابحنا، ونحن نتوغل بالشماتة فيهم عندما يهحم عليهم الأسد، ليتناولهم واحداً تلو الآخر!!