16-03-2019 02:30 PM
بقلم : د . رانيا اسماعيل
إن الخوف الغير مبرر والمقصود من الإسلام والمسلمين ، والمسيحية والمسيحيين ، عبارة عن مشاعر موجهة من الكراهية والخوف والحكم المسبق ضد الإسلام أو المسيحية، للقيام بأعمال رامية للقضاء على الطرفين ، هذا خوف لا عقلاني ناتج عن أفكار ومعتقدات حاقدة وغير منطقية هدفها التفريق والتمييز ضد المجموعات الدينية ، ولا تمت للإنسانية بصلة .
إن التطرف الفكري والديني غير محصور بفئة معينة ، ولا جماعات دينية محددة ، هنالك أشخاص من كل الديانات يحملون أفكار متطرفة وحشية للقضاء على الآخر ، وتصبح هذه الأفكار سما دسما تترجم بالأفعال والسلوكات المفجعة للبشرية .وللأسف تصبح نموذجا للتقليد بطرق فيها تفنن بالإجرام.
كل شخص منا يجد الغذاء الروحي بديانته ، والفخر والنموذج بنبيه ، وهذا وضع طبيعي ، فنحن كبشر نميل للإندماج بجماعات وهذا يعتبر مصدر أمان لنا ، حيث أن الديانات والمعتقدات تجلب الأمل والدافعية بالعيش للمليارات حول العالم ، لكن البعض يجعل هذه المسألة معقدة ، ويزرع القيود لمنع الحرية الدينية ، إن المادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية نصت على أن لكل إنسان حق في حرية الفكر والوجدان والدين ، وحق بإظهار دينه ومعتقده بالتعبير ، وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم بمفرده او مع جماعة ،وامام الملأ ،أو على حده ، ولكن للأسف هذا القانون يفتقر إلى الطبيعة الإلزامية ولا يتضمن آلية للإشراف على تنفيذه .
جميع الحكومات والشعوب دانت الهجوم المأساوي الذي وقع في مسجدين في مدينة كرايس تشيرتش أثناء تأدية المصلين العزل لصلاة يوم الجمعة ، ووصفت الهجوم بالجريمة الوحشية النكراء ، لكن ماذا بعد الإستنكار والشجب ، إن ما فعله هذا الشخص الذي لا يرتقي لمستوى الطبيعة البشرية ، سيقلب الموازين العالمية ،لأنه أعطى مؤشرا قويا للإرتفاع الحاد لمستوى الإسلاموفوبيا في الغرب ، وهذا بدوره سوف يعمل على التفنن بتكرار الأعمال الإرهابية من كلا الطرفين ، لأن لكل فعل ردة فعل ، لذلك على المجتمع الدولي والسياسات العالمية ، بذل الكثير لتسوية الأوضاع التي كان سببا بها ، وعلى وسائل الإعلام بالشرق والغرب الوقوف عن الإساءة للعقائد والأديان وتكريس مفهوم الحرية الدينية .
وعلى تجار مواقع التواصل الإجتماعي مراجعة محتويات ما يبث عليها لانها بعضها أصبح الخطر الإستعماري الأكبر لعقول الشباب .