16-03-2019 03:10 PM
بقلم : د. مهندس عبد الفتاح طوقان
أربعون عاما مرت بين عام ١٩٧٩ و٢٠١٩، ولا تحفيز مستدام للشباب ولا ترجمة للمبادرات على ارض الواقع، و غياب التنسيق بين الوزارات لدعم الشباب او الاهتمام بهم، فهم خارج أي من وكل حسابات الدولة بعكس حلاوة الاهتمام و الاحتفال " حليمة بولند ، وأحلام " مغانهما من جيب الشعب.
١٩٧٩ عام فزت فيه ببطولة الشرق الأوسط للتايكوندو في القاهرة ورفعت العلم الأردني، الذي لم يكن لدي السفارة علما تمنحني إياه، ولم يحضر أحد منها رغم دعوة رسمية وجهت لهم من إدارة البطولة، وقت لم يكن بعد هناك تايكوندو في الأردن، و٢٠١٩ خسارة شباب جامعة ولي العهد امام منتخب جامعة هارفرد في تورنتو في مسابقة يطلق عليها جائزة "هالت" Hult prize... والغريب ان تم مخاطبة الديوان الملكي برسالة رسمية بتاريخ ٣/٣/٢٠١٥ ولم يتم اتخاذ اجراء عليها.
هذه الجائزة العالمية التي تنافس فيها الطلبة من انحاء العالم حول التحديات التي تواجه أهداف التنمية المستدامة، أزمة الغذاء العالمية، أزمة اللاجئين، تسخير قوة الطاقة، الرعاية الصحية، التعليم والبطالة، هل معقول الا يلتقوا وزير الطاقة، وزير التربية والتعليم، وزير العمل، ويتم اعدادهم والشرح لهم، وتزويدهم بالمعلومات ويتم تأهليهم، و يتركوا بمفردهم في مواجهة دول و جامعات تحترم الشباب و تؤهلهم، ام فقط " لا تهاجر يا قتيبة “.
انها ليس جامعة " بندر بن معرفوش بن الاجهل “او جامعة " الطغطغية " او جامعة " الكلام الفاضي"، انها جامعة تحمل اسم ولي العهد وتحظي برعايته ضمن مؤسسة ولي العهد، وهي جامعة الحسين التقنية، تلك الجامعة التي تحمل فكر ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله ومحتواها " أن تعزز من روح المبادرة والعمل الفعّال والإبداع لدى الشباب، بالإضافة إلى تعزيز الطاقات الإبداعية والفكرية لهم".
ولهذا أطالب بالتحقيق بكل ما تسبب وليكن درسا للقادم، رغم ان نفس الشيء حدث معي من ٤٠ عاما ومع عديد من الرياضيين والابطال والشباب الأردني المتميز، ولا حياة لمن تنادي.
نفس النهج ونفس التقصير واللامبالاة وعدم تواجد أي من أعضاء السفارة الأردنية (في حالة بطولة مصر وبطولة كندا)، ولا يوجد أي دعم مالي أو معنوي.، ولم يكتب عنهم في الجرائد الأردنية ولم يكن معهم مسؤولا عن الفريق و لا خبراء و لا مساعدين و لا احد. قيل لهم “: " اذهبوا أنتم وربكم فقاتِلوا إنا هاهنا حكومة و دولة قاعدون " ، و هو ما حدث معي من أربعين عاما.
عندما حصلت على البطولة وحصدت الميداليات والكؤوس، أصبحت حينها " ابن الأردن " و بطلها" و كل وزير في الحكومة يدعي الفخر انه وراء النجاح علما اناي لم ار في حياتي أي منهم و ليس لا شخص علاقة بهذا لانتصار ، حتي ان لم يحضر المباريات أي من أعضاء السفارة في القاهرة ، وعدت الي الأردن فالتقيت ولي العهد الأمير الحسن الذي ارسل لي وقتها " المقدم" غازي الطيب و الفريق فيما بعد سيارة من القصور ، و أصبحت و إياه من الأصدقاء اللذين اشرف بهم لليوم، وبدأت مشوار تأسيس اتحاد التايكوندو وبعد ان استمع الي ملاحظاتي الأمير الحسن و لم يتوان في توجيه الاهتمام بكل ما ذكرت، وبعدها قدمت ورقة عن مشاكل الشباب الأردني ١٩٨٣، و لتلك قصة اخري.
أنى أطالب هنا ولي العهد، الأمير الحسين ان يلتقي الوفد الأردني، مثلما التقاني الأمير الحسن، فمجرد وصول هؤلاء الشباب الأربع (ولدان وبنيتن) واللذين وصلوا بجدارة الي مركز متقدم ودون أي دعم الي كندا، وبعد ان تفوقوا وحصدوا مراكز متقدمة من ضمن مائتي ألف (٢٠٠ ألف) فريق مشارك من أصل مئة (١٠٠) ٠ دولة من دول العالم.
هل يعقل ان يترك هؤلاء الفتية اللذين يمثلون الأردن، امام أعرق الجامعات ومن كافة دول العالم، ودون ان يصرف لهم دينار، يقولون لهم " دبروا حالكم “، فيتراكضون بين الشركات والمؤسسات والافراد ليجمعوا فقط (٢٨٠٠ دينار) هي كل ما لديهم وهم أربعة للسفر من الأردن الي كندا؟. مجموع ما لديهم لا يكفي حق التذاكر يا "بشر “.
اضطروا ان يستخدموا خمس شركات طيران وينتقلوا من خلال خمس دول ذهابا وإيابا، انتظار في المطارات و تبديل طيران ( عمان -جده – باريس – تورنتو ذهابا و تورنتو – ميونيخ – القاهرة – عمان إيابا ) ، وان يقيموا في شقة صغيرة في تورنتو، وان يختصروا وقت الحضور قبل مدة والتي هي مهمه للراحة من السفر ولصفاء الذهن والتخلص من فرق الوقت البيولوجي. وبدون أي مسؤول او خبير او أستاذ من الجامعة او من وزارة الشباب والثقافة او رعاية من السفارة الأردنية في كندا. اليس هذا يستوجب المسألة لمن حملوا راية الأردن واعتقادي ان خسارتهم امام فريق مثل فريق جامعة " هارفرد " هو انتصار بكل المقاييس.
هل يعقل الا يحسب لهم تواجدهم في مهمة وطنية و مسابقة عالمية و يكتب في ملفاتهم الدراسية " غياب عن الحصص " و لا يتم تعويضهم بدروس مكثفة عما فاتهم ؟، هل يعقل ان يكون حديث احد رؤساء الأقسام و هو يحمل الدكتوراه:" ما هي أهمية فوزكم من عدمه، هذا ليس له تأثير علي نجاحكم و مستقبلكم الجامعي و انصحكم بعدم السفر " . هل هذه هي روح تذكية واشعال وشحن معنوي لفريق يمثل الأردن ام انه احباط ويجب فورا طرد هذا الدكتور من الجامعة أيا كان منصبه.
اكرر، سيدي ولي العهد، هؤلاء هم اخوانك والشباب سندا لك في مستقبلك القادم، فاستمع لهم و قدم لهم الحماية حتي لا يتعرضون للمسائلة من احد، و امنحهم جائزة مالية تعوضهم عن كل ما تم صرفه و ما يزيد، فهم ليس اقل حظا من " حليمة بولاند " او " أحلام " ، او عشاء الحكومة الأردنية الأخير في لندن علي حساب الشعب.
فريق جامعة هارفرد و الذي كان ٬مؤمنا في اكبر فنادق تورنتو، و معهم أستاذة من الجامعة و طبيب، و مجهزين بكل أدوات العلم و تكنولوجيا المعلومات و الهواتف وأجهزة الحاسوب، و ملفات من الوزارات الامريكية و خطط عمل، و معد اعدادا مكثفا، و جميعهم يرتدون لباس عليه اسم الجامعة، ,و رتب لهم وسائل نقل، جاكيتات خاصة بالبرد، رحلات الي مواقع سياحية و تعريف بالمدينة و مقابلات مع وزراء كنديين رتبت من قبل السفارة الامريكية في كندا و غيرها ، بينما الفريق الأردني الذي التفح بردا لحظة وصوله الي مطار "بيرسون" بمفردة دون أي استقبال من احد و تعاملوا مع الجوازات و الجنسية بمفردهم ، خرجوا الي الشارع و في بروده عشرين تحت الصفر دون ملابس خاصة بمثل تلك الأحوال الباردة ، كانه فريق اتي " من رحم فيضان سقف السيل " ، عيب و فضيحة و لا بد من مسائلة و تحقيق.
من السهل إثبات تقصير حكومي "بكامل أجهزتها " في جميع ما يتعلق بشؤن الشباب الأردني وغياب واضح في حكومات متتالية لأي دعم للمبادرات الشبابية، بل اجزم أن تحفيز الشباب على تطوير الذات والعمل التطوعي بشكل عام، ودور السفارات مهمش ومحبط للشباب، وأصبح بقصد أو بغير قصد موضوع الشباب فقط القلب النابض للخطابات بدآ من " قتيبة " والي "سوسن" المفترضة ان تكون تمثيلية وسائل التواصل مع رئيس وزراء قادم عوضا عن " قتيبة " الذي انتهي مفعوله وهو اختراع "رزازي" على وسائل التواصل.
العديد من المجاميع والمبادرات التي تعمل على الأرض وبالتالي مفترض أن تعتمد على دعم الحكومة لتفعيل مشاريعها، غائبة، وهذا أمر يؤدي على المدى الطويل إلى الإلغاء والتفريط في قضية " الانتماء “و قد تدعم أحياناً فكرة " قتيبة " الشاب في الهجرة وهو ما يعرض الدولة الأردنية لفقدان أبناؤها ويؤدي بالمحصلة الي الانهيار السريع للعلاقة الرابطة بين الشباب و الدولة، بين الشباب و منظومة الحكم، و التي هي أصلا في محل " عدم ثقة " و يمثلها الحراك المناهض للنهج القائم و مسيرات الشباب العاطلين عن العمل الي الديوان.
السبب الرئيس لخسارة الفريق الشاب المتميز والذي كان يمثل جامعة ولي العهد هو النهج ب الخاطئ بكل تفاصيله وهي فضيحة بدايتها ١٩٧٩ و لن تكون نهايتها ٢٠١٩، و غياب تام للسفارة الأردنية التي يبدو انه لم يخبرها احد من الدولة بهذا الفريق و تلك المسابقة وكانت "غائب طوشة" ، و حيث أن ذلك يتكرر في مناسبات عدة ، لذا نصح بأغلاقها و إعادة موظفيها للأردن و نحن اقدر علي تصريف امورنا و الحمد لله.
مبروك أيها الفتية ، رفعتم رأسنا عاليا رغم كل المعيقات.
aftoukan@hotmail.com