16-03-2019 06:44 PM
سرايا - علقت جدة منفذ مذبحة المسجد في نيوزيلندا، ”جويس تارانت“، البالغة من العمر 94 عامًا، على ما ارتكبه حفيدها من جُرم، مؤكدة أنها لا تصدق بأن ”الولد الصالح“، الذي رأته للمرة الأخيرة في عيد الكريسماس المنصرم، يمكن أن يكون قد قتل 49 شخصًا.
وقالت جويس تارانت: إن ”القاتل بدم بارد الذي وثق جريمته وهو يقتل المسلمين خلال صلاة الجمعة بمنتهى الهدوء ليس حفيدها الذي تعرفه“.
وقالت الجدة لصحيفة ”ديلي ميل“: إن ”كل ما حدث مروع للغاية، خاصة أن حفيدها ولد صالح“، في إشارة إلى أنه كان دائم التردد عليها مرتين في العام.
أما عن عائلة تارانت، فقد أكدت الجدة أن العائلة في صراع مع الأخبار، هذا وقد كتبت عند باب منزلها على لوحة الطقس الموجودة أسفل الجسر الذي يربط شمال وجنوب جرافتون: ”نحن نبذل قصارى جهدنا“.
واستمرت الجدة قائلة، إنها ”عندما تحدثت مع حفيدها آخر مرة لم تلاحظ عليه علامات التطرف“. فيما قال أحد السكان المحليين بجرافتون: إن هذا الأمر وضع المدينة على الخريطة ولكن ليس بطريقة جيدة، مسترسلًا: ”كان لدينا ما يكفي من القلق“.
وقال آخر: إن ”الدموع والصدمة والرعب والخجل هي مشاعر سيطرت على شعبنا وليس على بلادنا فقط، لا شك أنني أشعر بالفزع الشديد حيال الأشخاص والأسر المتضررة من هذا العمل الإرهابي“.
وقال ضباط في نيو ساوث ويلز إن عائلة القناص تواصلت مع السلطات بمجرد أن تعرفوا على وجهه في التلفزيون.
نزلت الأخبار بشأن هجومه على المسجدين بمثابة صاعقة لعائلته، لا سيما والدته برينتون شارون، والتي كانت في الفصل تدرس اللغة الإنجليزية لفترتين حين سماعها خبر هجوم ابنها المسلح.
يأتي رد فعل أسرة الإرهابي على المذابح التي ارتكبها، بينما تكشف سلطات حدود أجنبية أنها تحقق في رحلاته عبر بلغاريا، وكوريا الشمالية وتركيا.
كان لا بد من إخراج والدة الإرهابي من مدرسة ماكلين الثانوية وإبلاغها بما ارتكبه ولدها، بعدما حاصرتها مكالمات من الصحفيين بعد ظهر يوم الجمعة.
ومن المرجح أن شقيقة شارون وتارانت لورين قد اختفتا بعد أن أجرت شرطة مكافحة الإرهاب مقابلة معهما، يوم الجمعة، كما شاهدت صحيفة ”ديلي ميل“ كلب شارون يقف بالقرب من زوج من الأوعية الفارغة من الطعام.
التحق تارانت بمدرسة ثانوية محلية ثم عمل كمدرب شخصي في مركز بيج ريفر للاسكواش واللياقة البدنية منذ العام 2010، وبعدما توفي والده بعد صراع مع مرض السرطان، اتجه تارانت إلى التطرف.
وقالت امرأة كانت تعرف تارانت من خلال مركز اللياقة البدنية، إنه لم يتحدث قط عن الدين أو الكفر قبل وفاة والده، في تأكيد لها أن الحوارات التي أجرتها معه حول الحياة لم تظهر علامات تطرفه.
وأشارت إلى رحلاته قائلة: ”أعرف أنه منذ أن غادر جرافتون يسافر لكل مكان، وأعلم أيضًا أنه كان يحاول خوض تجارب جديدة أثناء رحلاته هذه، وقد حدث شيء ما له في هذه الرحلات“.
أجرى المدعي العام في بلغاريا تحقيقًا حول الزيارة الأخيرة التي قام بها تارانت إلى بلاده، حيث زار بلغاريا في الفترة من 9 إلى 15 نوفمبر العام الماضي، بـ“حجة أنه كان يريد زيارة المواقع التاريخية ودراسة تاريخ دول البلقان“.
وقال تساتساروف، إنه يأمل أن يثبت التحقيق إذا كان هذا ”صحيحًا، أو إذا كان لديه أهداف أخرى“.
فيما تعمل سلطات الحدود التركية أيضًا على فحص رحلتين من ”تارانت“ إلى البلاد في العام 2016، حيث أظهرت بعض اللقطات التلفزيونية وجوده هو وعائلته في المطار في شهر مارس العام 2016.
ويقول مسؤول تركي كبير: إن تارانت قضى ”فترة طويلة من الوقت في البلاد“ عبر قيامه بعدة رحلات، وأضاف أن المشتبه به ربما يكون قد سافر أيضًا إلى دول في أوروبا وآسيا وأفريقيا.
وحسب ما جاء في تصريحات المسؤول التركي، فإنه ”كرس حياته للتدريب وتدريب الآخرين، وعندما أقول مكرسًا أعني أنه كان معنيًا بالموضوع بشكل كبير أكثر من غيره، حيث انغمس في تدريبه الشخصي ثم تأهل كمدرب وكان مستواه جيدًا جدًا، لقد كان في صالة الألعاب الرياضية لفترات طويلة من الوقت، وساهم رفع الأثقال في تشكيل جسده الرياضي“.
الإرهابي المعترف برينتون هاريسوت تارانت، (28 سنة)، مثُل، اليوم السبت، أمام المحكمة النيوزلندية، بعدما وجهت إليه تهمة القتل، وذلك بعد يوم واحد من حملته التي استهدفت مسجدين.
ظهر تارانت وهو يبتسم بينما كان محاطًا باثنين من ضباط الأمن المسلحين وهو يقف وراء عازل زجاجي صغير يصل إلى فوق عينيه، فيما لوح السفاح بيديه من وراء العازل.
وادعت الشرطة أنه بعد إطلاقه النار داخل مسجد النور توجه إلى مسجد لينوود، وقام بإطلاق النار بشكل هائج على المصلين.
كان تارانت واقفًا في مكانه طوال الجلسة بأكملها، في بداية الجلسة بدا أن هناك ابتسامة باهتة على وجهه، لكنها تلاشت إلى تعبير محايد مع استمرار التحقيق.
وتقول الشرطة، إنه من المتوقع توجيه تهم أخرى كثيرة للمتهم، عندما يمثل أمام المحكمة العليا في 5 أبريل، وقد انتهت الجلسة في غضون دقائق، حيث ألقى تارانت نظرة أخيرة على الحضور.
وتجمع أقارب الضحايا أمام قاعة المحكمة، يروون قصصًا عن أحبائهم المفقودين، فيما لا يزال هناك العشرات من الجرحى داخل المستشفيات جراء الاعتداء السافر.
وبين 36 شخصًا محتجزين في المستشفى، هناك 11 في العناية المركزة يصارعون الموت تم فتح أكثر من عشر غرف عمليات طوال الليل يوم الجمعة، مع العديد من العمليات الجراحية المنقذة للحياة.
وبحسب أحد الأطباء الذين كانوا في نوبة العمل ليلة الجمعة التي وقعت فيها المذبحة، أحد الضحايا لا يتجاوز عمره عامين.
وتم تنظيم الوقفات الاحتجاجية على ضوء الشموع في جميع أنحاء العالم، مع تنظيم عدد من المسيرات عبر نيوزيلندا. كما كُتبت أسماء ضحايا المذبحة على قلوب ورقية وتم وضعها في شوارع كرايستشيرش.
فيما شوهد العديد من السكان وهم يبكون – بمن فيهم ضباط الشرطة – ويضعون باقات من الزهور بالقرب من المساجد.
ويمكن الآن رؤية بحر من الزهور خارج مسجد النور ولينوود في كرايستشيرش، حيث تدفق مئات الأشخاص – بمن فيهم ضباط الشرطة الذين ردوا على الهجمات – إلى المنطقة المحيطة بالمساجد من أجل الاحتجاجات.