23-03-2019 09:24 AM
بقلم : عمرو المجالي
لنعلم ان صفقة القرن اتية لا محالة وان مابيننا وبينها هو مسألة وقت لا أكثر ولكن الذي لانعلمه ان صفقة القرن هذه بأي حلة ستطبق؟ وما هو السيناريو الذي ستأتي به فضلاً عن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها؟
وهل ستكون الصفقة امتدادا لافكار وخطط طرحتها إسرائيل سابقا كخطة ألون عام ١٩٦٧ لتسيطر على الحدود الخارجية لضفة الغربية بإستثناء ممر ضيق والاحتفاظ بأكثر المناطق قيمة والتي لاتحتوي على كثافة سكانية فلسطينية او خطة الحكم الذاتي الفلسطيني لسكان دون الأرض التي قدمتها إسرائيل عام ١٩٧٧ او خطة موفاز عام ٢٠٠٩ والتي طالبت بتأسيس دولة فلسطينية بحدود مؤقتة على ٦٠٪ من مساحة الضفة الغربية.
او ان الصفقة ستكون تطبيقها لإفكار مستشار الأمن القومي الإسرائيلي سابقا(جيورا إيلاند) الذي طرح أفكاره عام ٢٠١٠ والتي تتحدث عن بلدين الأردن ومصر فالحل عن طريق الأردن يكون بإقامة فيدرالية أردنية فلسطينية من خلال ثلاث ولايات الضفة الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة. واما الحل الاخر الذي يتعلق بمصر يتحدث عن تبادل للمناطق والمبني على اساس تنازل مصر عن ٧٢٠ كم مربع من اراضي سيناء لصالح الدولة الفلسطينية المستقبلية.
فهل ستكون إحدى هذه السيناريوهات تطبيقا لصفقة القرن فمن وجهة نظري الخاصة أرى أن أفكار جيورا إيلاند هي حديث الاروقة السياسية في الآونة الآخرة وهي الأقرب لتطبيق.
ومن جهة أخرى تحدث امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عن بعض الخطوط العامة للخطوط الامريكية الاعتراف بعروس عروبتنا القدس عاصمة لإسرائيل بالإضافة إلى ضم الكتل الإستيطانية بالضفة الغربية لإسرائيل واعلان قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح والإبقاء على السيطرة الأمنية لإسرائيل إلى جانب الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من مناطق فلسطينية محتلة مع الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.
وتحدث عريقات عن عاصمة فلسطينية في ضواحي القدس وخارج حدود ١٩٦٧ في ٦كيلو مترات يتبعها اعلان عن مفهوم أمني مشترك بين فلسطين وإسرائيل كشركاء لسلام.
ولعل احد اهم التسريبات الأخرى التي جاءت في صحيفة نيويورك تايمز الامريكية والذي تحدث عن ان تتوقف إسرائيل عن بناء الكتل الإستيطانية الجديدة والاكتفاء بالكتل الإستيطانية القائمة واعلان إلتزامها الشكلي بحل الدولتيين على أن يتم التنسيق الأمني الكامل بين الطرفين الفلسطيني والكيان الصهيوني الغاصب وان تتوقف فلسطين عن دفع رواتب أسر الشهداء والأسرى وان تقوم الدول العربية بتطبيع علاقتها مع إسرائيل وفي مقدمتها السعودية والإمارات وللأسف هذا مانراه واضحا وجليا في الفترة الأخيرة.
وبناء على ذلك كله فإننا نقول ان صفقة القرن تجاوزت كل قواعد التفاوض المتعارف عليها وتقوم على ارضاء احد طرفين الصراع ولاتقوم على حل عادل وشامل يدعم عملية السلام كما يدعون.
بالإضافة إلى أن صفقة القرن ضربت بقرارات الأمم المتحدة المتوالية عرض الحائط وتجاوزت ماتم اقراره في إتفاقية أوسلو ومالحق بها. وقد تجاهلت الإدارة الامريكية اهم بندين من بنود قضايا الحل النهائي وهما قضية القدس وقضية اللاجئين محاولة إنزال صفقة القرن على أرض الواقع فوقع ترامب قرار يعتبر القدس عاصمة أبدية وموحدة لإسرائيل بالإضافة الا انه قام بوقف الدعم لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (انوروا) في إشارة لسعي ترامب الجاد في إلغاء قضيتين القدس واللاجئين من قاموس التداول بين أطراف الصراع.
فهل ستبقى الدول العربية في هذا السبات عند الوصول إلى ساعة الصفر والاعلان الرسمي لبنود الصفقة؟ ام اننا سنرى موقف عربي موحد لمواجهة هذا القرار ام ستبقى دولنا تعشق العزف المنفرد كما كانت؟
طالب الدراسات العليا_ماجستير العلاقات الدولية
عمرو مازن المجالي