25-03-2019 09:56 AM
بقلم : سالم محادين
دعتني إلى وليمةٍ شهيةٍ ؛ فيها ما لذّ من الحروف وطاب ! إبتسمتُ حائراً من أين أبدأ : هل يا ترى أنطلقُ من طبق الجُرأة اللذيذ ؟ أم أبادرُ إلى وجبةٍ خفيفة من الرومنسية الرقيقة ؟ أو لربما فاكهةٌ من حرفها الثائر على قيود أثقلت نزواتنا العاصفة ؟ أدركَت بإحساسها اللطيف ما حل بي فأمسكت بيدِها لُقمةً من نصٍ حنون ، إقتربَت مني ، تسارعَت نبضاتي فإذا بها تدعوني لأفتح فم الإحساس ، أسقطت فيه نبضاً يأذن لي بالإنطلاق إلى كُل الأطباق دونما وَجل ! هي أنثى ذكية وأنا رجلٌ خجول !
في اليوم التالي : بعد وليمة الأمس الأدبية وقبل أن يغفو ؛ رسم بعض النُصوص على شكل هذيانٍ كما جرت العادة ! صباحاً : إستيقظ فإذا بثلةٍ من الأحاسيس قد أعدت العُدة مُشهرةً في وجه فكره سيف الشوق وتدعوهُ ليكتُب ! لم يعتد قلمهُ البوح تحت التهديد ولكنه في ذات الوقت لم يكُن قادراً على مُجابهة هذه الحملة المُنظمة بشراسة ! ربت على كتف الإحساس مُطمئناً إياه بأن النص قادمٌ لا محالة رُغم يقينه التام بأن الكلمات لن تنهال رقيقةً ضمن الظُروف المُحيطة ! قرر مُباغتة مشاعره بردات فعلٍ إعتيادية تُقلص من نوبات الإحتجاج شيئاً فشيئاً وهذا ما كان : بعضُها مضى هارباً مع أول رشفة قهوة ، البعضُ الآخر فر مع السيجارة ، مجموعةٌ أخرى لم يرُق لها الطقسُ ربيعاً فغادرت أيضاً ، إبتسم لما تبقى من أحاسيس غاضبة ودعاها الآن للمواجهة حرفٌ بحرفٍ والبادئ أظلم ! تجاوز مسار الكلام المُغلق عبر خارطة طريقٍ بديلة داعبت الصمت بإنسيابية السرد الجميل ؛ قُبيل غفوةٍ أخرى ..